قرّرت السلطات الإماراتية منع المواطنين من السفر إلى تركيا، مؤقتاً، إلى حين استتباب الأمن فيها، عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.
وأعلنت شركة «طيران الإمارات» إلغاء رحلتيها أمس، إلى تركيا. وقالت إنها ستواصل مراقبة الأوضاع عن كثب، فيما أبدت سفارة الدولة في العاصمة التركية أنقرة، وقنصليتها في إسطنبول، تعاوناً كبيراً مع مواطني الدولة الموجودين على الأراضي التركية – خصوصاً المسجلين في خدمة «تواجدي» – منذ الساعات الأولى للانقلاب، فجر أمس، بهدف تنسيق عودتهم إلى الدولة سالمين.
وتفصيلاً، قال الوكيل المساعد لشؤون القنصلية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أحمد سعيد الهام الظاهري، لـ «الإمارات اليوم» إن قرار منع سفر المواطنين الإماراتيين إلى تركيا يهدف الى ضمان سلامتهم، بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة هناك، لافتاً إلى أن الوزارة تنصح المواطنين الموجودين في تركيا بالبقاء في مساكنهم حفاظاً على سلامتهم.
كما طالب المواطنين الذين خططوا للسفر إلى تركيا لقضاء إجازتهم الصيفية على أراضيها، بإلغاء رحلاتهم، وتحويلها إلى دول أخرى، حرصاً على حياتهم، مضيفاً أنه يمكن للإماراتيين متابعة توجيهات الوزارة عبر حسابها الرسمي على «تويتر».
وجدّد الظاهري دعوة الوزارة للمواطنين الموجودين في تركيا إلى أخذ الحيطة والحذر، والتواصل مع السفارة بشكل مستمر، لتأمين سلامتهم.
وخصصت السفارة الأرقام التالية لتواصل المواطنين الموجودين في تركيا، وهي: السفارة 00903124901414 والقنصلية 00902123179257.
وأكد مصدر في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، إلغاء رحلات الطيران إلى تركيا فور وقوع الانقلاب، بسبب إغلاق مطاراتها.
وأضاف أن تركيا تُعد من الدول التي تستقطب سياحاً بأعداد كبيرة، إلا أن الأحداث الأخيرة هناك تسببت في إلغاء كثير من الرحلات.
وأشار إلى أن «الإدارة ستراجع الموقف، بالتعاون مع الجهات المعنية، لاستئناف الرحلات الجوية، عندما تكون الأوضاع آمنة»، مؤكداً أن سلامة المسافرين تتصدر أولويات الإدارة.
وبدورها، أعلنت شركة «طيران الإمارات» أمس، إلغاء رحلتيها إلى تركيا. وقالت إنها ستواصل مراقبة الأوضاع عن كثب قبل اتخاذ أي قرار بشأن رحلاتها التالية إلى مطاري «أتاتورك الدولي» و«صبيحة جوكتشن» في إسطنبول.
وقال بيان صادر عن الشركة إنه «نظراً للأوضاع الراهنة في تركيا، فقد ألغيت الرحلتان (ئي كيه 123) و(ئي كيه 124)».
وأكدت الشركة أنها تضع سلامة ركابها وموظفيها وأمنهم على رأس أولوياتها.
من جانب آخر، أبدت سفارة الدولة في العاصمة التركية أنقرة، وقنصليتها في إسطنبول تعاوناً كبيراً مع مواطني الدولة هناك، منذ الساعات الأولى للانقلاب، مع ما رافق الإعلان عنه من فرض حالة الطوارئ، وغلق جميع المطارات، إذ ناشدتهم البقاء في أماكنهم، وعدم الخروج إلى المناطق العامة. كما طالبتهم بالتواصل مع السفارة والقنصلية للاطمئنان على أوضاعهم في ظل الظروف الطارئة التي شهدتها تركيا فور إعلان الانقلاب.
وتواصلت السفارة والقنصلية مع المواطنين الموجودين هناك، خصوصاً المسجلين في خدمة «تواجدي»، التي تسهل تواصل بعثات الدولة مع المواطنين الموجودين في الخارج خلال الأزمات والطوارئ، بهدف حمايتهم وإجلائهم وتنسيق عودتهم إلى الوطن سالمين.
وقال الإماراتي، العالق في تركيا مع أسرته المكوّنة من ثمانية أشخاص، سليمان صالح الحمادي، إنه وأفراد عائلته وجدوا أنفسهم محصورين في الطائرة، بعد إعلان الانقلاب، وإغلاق المطارات التركية.
وأضاف: «فوجئنا بإعلان حالة الطوارئ خلال وجودنا في الأجواء. ولم يسمح مسؤولو مطار أتاتورك المعنيون للطائرة بالهبوط على أرض المطار، ما اضطرها للاستمرار بالتحليق في الأجواء لنحو نصف ساعة قبل أن تتلقى إذناً بالسماح لها بالهبوط».
وتابع أنهم لاحظوا فور الخروج من الطائرة أن مطار أتاتورك خالٍ من الموظفين والمسافرين، مضيفاً أن الموجودين فيه كانوا عدداً بسيطاً من السياح الذين وصلوا للتو إلى تركيا. وقال إنهم غادروا المطار بعد نحو ساعة، بمجرد انتهاء الإجراءات الروتينية، متوجهين إلى الفندق، حيث ستكون إقامتهم. إلا أنهم لم يجدوا مركبة أجرة قريبة من المطار، ما دفعهم للمشي نحو كيلومتر وهم يحملون أمتعتهم على ظهورهم، حتى وصلوا إلى نقطة عسكرية، ليفاجأوا بالجنود يمنعونهم من المرور.
وأضاف الحمادي: «تواصلنا مع الشرطة ومكتب السياحة الذي أجرينا الحجوزات من خلاله، أملاً في مساعدتنا على الحصول على سيارة أجرة، حتى نتمكن من الابتعاد عن النقاط العسكرية، لكن ذلك لم يكن سهلاً. ولم نعرف ماذا كنا سنفعل لولا أن أحد موظفي المكتب دعانا للمكوث لديه».
وتابع أنه بقي في منزل الموظف حتى السابعة صباحاً. ما مكنه من التواصل مع القنصل العام للدولة في إسطنبول، خليفة عبدالرحمن المرزوقي، الذي ساعده على الوصول إلى الفندق، ومكنه من حجز غرفة له ولأسرته، بعد إلغاء الحجوزات كافة بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلاد، مضيفاً أنهم يحاولون حالياً التواصل مع الجهات المعنية لمساعدتهم على العودة إلى الدولة.
وقال الحمادي: «عشنا ساعات عصيبة فور وصولنا إلى تركيا، خصوصاً أن الطائرات العسكرية والدبابات كانت منتشرة في العديد من المواقع في إسطنبول»، مضيفاً أنه ينبغي أن يجتمع المواطنون في موقع واحد قريب من السفارة أو القنصلية التابعة للدولة، ليتمكنوا من تحديد الخطوة التالية لهم، لأن معظمهم يحاول العودة إلى الدولة تلافياً لأي حدث مفاجئ».
وذكرت المواطنة الموجودة في تركيا مع أسرتها، نادرة بدري، أنها تواصلت مع السفارة في تركيا، فطمأنتها على أن الأوضاع تتجه نحو الهدوء، إلا أنها طالبت الجميع بأن يلازموا أماكن إقامتهم.
وأضافت: «كنا نحتاج الى الاطمئنان على أوضاع المواطنين الآخرين، ومعرفة ما يواجهونه على الأرض من صعوبات، فأنشأنا مجموعة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي (واتساب) لمعرفة أماكن وجودهم، والاطمئنان على أحوالهم، وتسهيل التواصل مع القنصلية أو السفارة».
وأكد المواطن بسام محمد عبدالله، الذي قصد تركيا مع صديقيه سائحاً، يوم الجمعة الماضي، أنه اتصل على رقم السفارة بعد إعلان الانقلاب مباشرة، فطمأنته وأصدقاءه، وطلبت منهم التوجه فوراً إلى الفندق، وملازمته، الى حين التواصل معهم، وتنسيق عودتهم إلى الإمارات.
وأضاف: «كنا نتناول طعام العشاء في منطقة بشكتاش في إسطنبول، وعلى الرغم من إعلان الانقلاب، فقد كانت الأوضاع في اللحظات الأولى هادئة. إلا أننا حرصنا على الاستجابة لطلب السفارة، وتوجهنا إلى الفندق، مشياً على الأقدام، بسبب إغلاق الشوارع، ولازمناه، كما طلب منا».
وتابع عبدالله: «تلقينا اتصالاً من مسؤول في السفارة، في صباح اليوم التالي، أكد فيه أن السفارة تنسق مع الجهات المعنية لعودتنا إلى أرض الوطن بسلام».
ونوه عبدالله بحرص الدولة الدائم على رعاية مواطنيها، ومتابعة أحوالهم، سواء كانوا داخل أراضيها أم خارجها.
أمّا المواطن علي الفلاسي، الذي توجه إلى تركيا للسياحة، فقال إنه كان يتجول في سيارة أجرة في مدينة «انطاليا» عندما علم من مواقع التواصل بحدوث الانقلاب العسكري، فطلب من السائق التوجه به إلى السفارة الكويتية، لأنه كان على مسافة قريبة منها. وهناك طلب منه مسؤولون في السفارة الرجوع إلى الفندق الذي يقيم فيه، وعدم مغادرته الى حين استقرار الأوضاع الأمنية.
وأضاف أنه تابع تغطيات وسائل الإعلام للحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن اطمأن الى استتباب الأمن.
وأكد المواطن سلطان الكتبي، من إمارة الشارقة، أنه تواصل مع صديق له، موجود في تركيا حالياً، للاطمئنان عليه هو وأسرته بعد أنباء الانقلاب، وقد علم منه أن سفارة الدولة تواصلت معه، مباشرة، وأطلعته على الإجراءات التي يتعين عليه اتباعها للمحافظة على سلامته.
وقال الكتبي إن صديقه أخبره بأنه كان يلعب مع أبنائه الثلاثة لعبة «البوكيمون» في الهاتف النقال، فأوصلتهم إلى أحد الشوارع الرئيسة في مدينة إسطنبول، حيث فوجئوا بتجمهر أعداد كبيرة من المتظاهرين، فأسرع مع أبنائه إلى الفندق الذي ينزلون فيه. وخلال وقت قصير، تلقى اتصالاً من السفارة تطمئن فيه على سلامته وسلامة أفراد أسرته، وتطلب منهم عدم مغادرة الفندق قبل استتباب الأمن.
المصدر: الإمارات اليوم