تحقيق: منى الحمودي
شهدت طرق الدولة العديد من حوادث الدهس راح ضحيتها أناس من أعمار وجنسيات مختلفة، ووقعت الحوادث لأسباب متشابهة تمثلت في عدم تقدير مستعملي الطريق للخطر والإهمال وعدم الانتباه وعدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة. وكشفت الإحصاءات المرورية الصادرة عن الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية انخفاضاً في حوادث الدهس مابين عامي 2013- 2014، حيث بلغت حوادث الدهس لعام 2014 . 1119 حادثاً، نتج عنها وفاة 170 شخصاً، وإصابة 1033، بينما في عام 2013، بلغ عدد حوادث الدهس 1213 حادثاً، نتج عنها 163 حالة وفاة، وإصابة 1150 شخصاً. وتبذل الجهات المعنية في الدولة جهوداً كبيرة في التوعية للحد من حوادث الدهس، من خلال إطلاق العديد من حملات التوعية، التي تهدف إلى زيادة وعي أفراد المجتمع من مستخدمي الطرق، ومحاولة رفع الوعي المروري لديهم، لتقليل هذا النوع من الحوادث ومنع إرباك حركة السير على الطرقات. ويرى مشاة أن عدم احترام سائقي المركبات لأولوية العبور عند التقاطعات والخطوط الخاصة بالمشاة هي السبب الأول لوقوع حوادث الدهس، مشيرين إلى أن السائقين لا يلتزمون بالتوقف أو تهدئة سرعة المركبة، مطالبين بالتوعية المرورية وتشديد العقوبات. من جانبهم لم يخف سائقو المركبات لومهم لبعض المشاة الذين يقطعون الطريق دون التأكد من خلوه من المركبات، بل منهم من يقوم بقطع الطريق حتى وإن كانت المركبة تسير في نهر الطريق. مخالفة القواعد تربك يقول وسيم شقور أحد مستخدمي جسور وخطوط المشاة في الطرق بشكل يومي، إن وجود جسور المشاة في الشوارع الرئيسة والحيوية لمدينة أبوظبي أسهم في توفير الانتقال الآمن للمشاة، إضافة إلى تنظيم تنقل المشاة بمختلف الطرق لحمايتهم من مخاطر الحوادث المرورية المميتة، وذلك عن طريق تركيب أزرار خاصة للمشاة في إشارات المرور، ووضع أسوار في الطرق الفاصلة لمنع المشاة المستهترين الذين يقطعون الطريق في الأماكن الغير مخصصة لهم. ولكن هناك بعض المشاة المتهورين الذي يعرضون حياتهم للخطر، ويتسببون في إرباك حركة السير بسبب مخالفتهم لقواعد السير والمرور، لذلك يجب أن يكون هناك رادع قوي، مثل مراقبة ممرات المشاة عن طريق الكاميرات ومخالفة كل من يعمل على إرباك حركة السير سواء كان من المشاة أو سائقي المركبات. جسور المشاة وأوضحت أروى معتز مقيمة في منطقة النادي السياحي أنها تستخدم بشكل يومي جسور المشاة في عبور الطرق، ورغم أن الجسور لم تستهو الكثيرين في بداية إنشائها فإن الإقبال زاد عليها في الوقت الحالي، ويعتبرها الناس وسيلة مثالية تضمن لهم عبور آمناً للطريق. وأضافت أن الجسور لا يتوافر بها مصاعد لذوي الإعاقة وكبار السن، وغيرهم ممن يشكل الدرج عناءً لهم، ولا حجة للمشاة ويجب مخالفة ومحاسبة كل من يسير في الطريق غير المخصص له. وأشارت إلى ضرورة إدراك السائقين حجم مسؤوليتهم على الطريق، وعدم القيادة بتهور ورعونة حتى لا يتعرضون للمفاجأة، ويجب عليهم الانتباه للطريق وعدم الانشغال بأي أمر أثناء القيادة. ومن الضروري أن يطبق كل فرد ثقافة الالتزام بالقواعد والقوانين المنظمة للمرور في الدولة، وزيادة التوعية للمشاة بضرورة عبورهم فقط عبر الأماكن المخصصة لهم، ونشر وتكثيف دوريات المرور على الطرق التي تشهد كثافة للمشاة، وإنشاء المزيد من الجسور والأنفاق. براءة سائق المركبة يقول حسن أحمد: إن السائق يتحمل المسؤولية بسبب سرعته وتهوره في القيادة، ولكن هناك حوادث دهس تقع في أماكن غير مخصصة لعبور المشاة، خصوصاً في الطرق السريعة، وقد يكون سائق المركبة بريئاً من حادثة الدهس، لوجود بعض حالات دهس يخطط أصحابها لها بقصد الانتحار، فترى أشخاصاً يلقون بأنفسهم أمام المركبات، لذلك يجب التدقيق في كل الجوانب، والاستعانة بالخبراء، وتسجيلات الكاميرات، لأن الأمر متعلق بحقوق الطرفين ويجب البحث في خطأ كل طرف. وأضاف أننا على علم بأن الجهات المختصة تدرك جميع المسائل وتأخذها بعين الاعتبار، وهناك مؤشرات تدل على مسؤولية مرتكب الحادث أو المدهوس، كأن يعبر الشخص المنطقة المخصصة للمشاة أثناء الإشارة الحمراء، هنا يتحمل المدهوس المسؤولية، وفي المناطق السكينة تكون السرعات 40 كيلومتراً في الساعة يجب على السائقين الالتزام بها، في ظل وجود مساكن يمكن أن يخرج منها أطفال وكبار سن أو أشخاص بدراجات هوائية. ويرى أن عدم التزام بعض المشاة بالتحذيرات الموجهة لهم من الجهات المختصة، هو السبب الرئيس لوقوع حوادث الدهس، لذلك يجب توعية المشاة بمختلف اللغات والثقافات، مع توعية السائقين بحقوق المشاة والقيادة الآمنة، مع مراعاة خط الإشارات المرورية لعبور المشاة، بالإضافة للعبور الآمن من خلال الجسور، ويتحقق ذلك بالتنسيق المستمر بين الجهات المختصة وكافة أفراد المجتمع. رفع الوعي المروري وأرجع محمد النقبي أسباب حوادث الدهس إلى بعض قائدي المركبات الذين يفتقرون لأخلاق القيادة، ولا يحترمون أولوية العبور، خصوصاً أمام المدارس والمراكز التجارية، وبعض مراكز الخدمات التي لا تتوافر بها مواقف كافية للمركبات، ويضطر الشخص لعبور الطريق بعد إيقاف مركبته في جهة أخرى. مشيراً إلى أن هناك أطفالاً وكبار سن وذوي إعاقة يواجهون مشكلة أكبر مع السائقين الذين لا يحترمون حقهم في أولوية العبور في الأماكن المخصصة لهم، مما يتسبب في تعرضهم لخطر الدهس أكثر من غيرهم. وطالب بزيادة التوعية المرورية عبر مختلف وسائل الإعلام، وتوعية السائقين بخطورة بعض السلوكيات التي يمارسونها ضد المشاة. كما يجب التركيز على رفع الوعي المروري لدى المشاة، خصوصاً وأنه يومياً نرى المئات منهم يقطعون الطريق من أماكن غير مخصصة لهم، مما يتسبب في إرباك حركة سير المركبات ووقوع الحوادث وذلك تفادياً لاصطدام المركبة بهم. أولوية العبور وتلقي آمنة السلامي اللوم على المشاة لأنهم السبب الأول والأخير لوقوع حوادث الدهس، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع والإجازات، حيث نجد عدداً كبيراً منهم يقطع الشارع في الأماكن غير المخصصة لعبور المشاة، ومن غير التفات لليمين أو اليسار للتأكد من خلو الشارع من السيارات، كما أن بعضهم لا يتحمل انتظار الإشارة الخاصة بهم للعبور، وهناك المشاة الذين يتجاهلون الأنفاق والجسور والخطوط المخصصة لهم ليعبروا من وسط الشارع. وأضافت: عند قيادتي للمركبة دائماً أتوقف عند أماكن عبور المشاة حتى أسمح لهم بالمرور، خصوصاً وأن هناك الكثير من المركبات لا تتوقف للسماح للمشاة بالعبور إلا بعد انتظار طويل، خصوصاً وأن بعض السائقين يعتقدون أن المشاة يجب عليهم انتظار خلو الشارع، وهو مفهوم خاطئ بحاجة إلى تغيير ونشر ثقافة أوسع حول أولوية العبور للمشاة على الطرق. وتقترح إجراء دراسات مكثفة حول حوادث الدهس، بالإطلاع على الإحصائيات المرورية الخاصة بحوادث الدهس، وتحليل أسباب الحوادث في بعض المناطق، وأعمار الضحايا، وبالتالي اتخاذ قرارات حازمة ضد المشاة أو سائقي المركبات في هذه المناطق، مع ضرورة تشديد الرقابة والتوعية. «الداخلية»: عدم تقدير مستعملي الطريق والإهمال وراء حوادث الدهس كشفت الإحصاءات المرورية الصادرة عن الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية عن أن أبرز الأسباب المؤدية لوقوع حوادث الدهس خلال العام الماضي، هي عدم تقدير مستعملي الطريق، حيث تسبب في وقوع 301 حادث، يليه الإهمال وعدم الانتباه، وتسبب في وقوع 193 حادثاً، ثم عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة الذي تسبب في وقوع 129 حادثاً، بالإضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى وقوع حوادث الدهس على مستوى الدولة. أما فيما يتعلق بأبرز الأسباب المؤدية لوقوع الوفيات والإصابات في حوادث الدهس، فإن عدم تقدير مستعملي الطريق يأتي في مقدمتها، حيث أدى إلى وفاة 41 شخصاً وإصابة 276 بإصابات مختلفة، يليه الإهمال وعدم الانتباه وتسبب في وفاة 37 شخصاً وإصابة 175 شخصاً بإصابات مختلفة، يلي ذلك عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة، مؤدياً إلى وفاة 21 شخصاً وإصابة 114 بإصابات مختلفة على مستوى الدولة. وقال العميد غيث حسن الزعابي، مدير عام التنسيق المروري: إن وزارة الداخلية تبذل جهوداً كبيرة في التوعية للحد من حوادث الدهس، من خلال إطلاق العديد من حملات التوعية في إطار مبادرات قطاع المرور، ومن ضمنها حملة التوعية المرورية الموحدة الأولى لهذا العام والتي تقام تحت شعار «إحرص على سلامة المشاة» اعتباراً من الأول من يناير، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر.وتهدف الحملة إلى توعية كافة فئات المجتمع ومستخدمي الطريق، خصوصاً السائقين بضرورة الالتزام بقوانين وقواعد السير والمرور، وإعطاء الأولوية لعبور المشاة من الأماكن المخصصة لهم حفاظاً على سلامتهم وسلامة الآخرين. وأكد أهمية خلق الوعي لدى سائقي المركبات، وضرورة المحافظة على سلامة المشاة، والتزامهم بأنظمة وقواعد السير والمرور، حفاظاً على سلامتهم، وحتى لا يعرضوا المشاة للخطر، والتوقف عند اللزوم، لتجنب إصابة أي مستخدم للطريق، وإعطاء الأولوية لعبور المشاة، خاصة عند أماكن نزول وصعود الطلاب أمام المدارس، وكذلك التزام المشاة بالعبور من الأماكن المخصصة لهم. ودعا مستخدمي الطريق وخاصة المشاة، إلى ضرورة العبور الآمن عبر الأماكن المخصصة حفاظاً على سلامتهم، واستخدام خطوط المشاة والمعابر والجسور المخصصة لهذا الغرض، وغرس سلوكيات العبور الآمن في نفوسهم للحد من حوادث الدهس، والتأكد من خلو الطريق قبل العبور، والتزام قائدي المركبات بأنظمة وقواعد السير والمرور، واحترام خطوط عبور المشاة، وإعطاء الأولوية الكاملة للمشاة، والتخفيف من سرعة المركبات عند خطوط عبور المشاة، والالتزام بحدود السرعة المقررة، حتى يمكنهم السيطرة على المركبة والانتباه لمفاجآت الطريق لتفادي حوادث الدهس. مخالفة المشاة يعاقب قانون السير والمرور الاتحادي، عبور المشاة للطريق من غير الأماكن المخصصة لعبورهم «إن وجدت»، بغرامة مالية تبلغ قيمتها 200 درهم، وتسجل حضورياً، وفي المقابل تبلغ قيمة مخالفة عدم إعطاء الأولوية للمشاة في الأماكن المخصصة لعبورهم 500 درهم، وست نقاط مرورية سوداء، كما يعاقب القانون إيقاف المركبة على ممر المشاة بغرامة مالية تبلغ قيمتها 500 درهم ويتم تسجيلها حضورياً أو غيابياً، ويعاقب إيقاف المركبة بطريقة تسبب خطراً للمارة أو تعرقل حركة المشاة بغرامة مالية تبلغ قيمتها 200 درهم، وثلاث نقاط مرورية سوداء. إنشاء جسور علوية للمشاة في أبوظبي تعمل الجهات المختصة في أبوظبي على إنشاء جسور علوية للمشاة في عدد من المناطق داخل جزيرة أبوظبي وخارجها، وعلى الشوارع الرئيسية، والطرق السريعة، وتتوافر المصاعد في العديد من الجسور للتقليل من زمن التأخير للمشاة، بالإضافة إلى تسهيل حركة كبار السن وذوي الإعاقة في هذه الجسور. وأنشأت الجهات المختصة في وقت سابق 9 جسور جديدة للمشاة على شارع المرور أمام محطة الحافلات، وعلى شارع المطار بالقرب من كارفور، وعلى طريق مصفح بالقرب من دلما مول، وفي منطقة الباهية، وفي منطقة الشهامة على طريق أبوظبي – دبي، وفي السمحة، وعلى طريق أبوظبي – العين بالقرب من جامعة زايد، وفي منطقة بني ياس وعلى طريق أبوظبي – العين. وأنشأت بلدية أبوظبي ما يزيد على 15 جسراً للمشاة خلال الفترة الماضية، وتنفذ دائرة النقل بالتعاون مع الجهات المختصة عدداً من مشاريع جسور المشاة في مناطق مختلفة من مدينة أبوظبي، منها جسر المشاة على شارع سلطان بن زايد الأول وجسر مقابل الراحة مول وثالث في منطقة الشهامة وآخر في مصفح الصناعية. وتعتبر جسور المشاة انعكاساً لجهود الجهات المختصة وبلدية أبوظبي وشرطة أبوظبي ومجلس التخطيط العمراني للارتقاء بمعايير السلامة المرورية للمشاة.
المصدر: الاتحاد