قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن رفع العقوبات الأميركية عن السودان الشقيق قرار إيجابي ويدعم موقع الخرطوم الإقليمي، كما اعتبرت الجامعة العربية القرار يلبي المطالب المتكررة للجامعة برفع جميع أشكال العقوبات ضد الخرطوم، فيما استقبل السودانيون النبأ الذي ظلوا يترقبونه طيلة الأيام الماضية بعبارات المباركة والترحيب.
وأوضح قرقاش عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن رفع العقوبات الأميركية عن السودان الشقيق قرار إيجابي ويدعم موقع الخرطوم الإقليمي والدولي وانفتاحها الاستثماري، مضيفاً أننا نعتد بموقع ودور السودان العربي.
من جهته،رحب الوزير المفوض محمود عفيفي، الناطق الرسمي باسم الأمين العام لـجامعة الدول العربية، بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية والخاص بقرار إلغاء العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على السودان في عامي 1997 و2006.
وصرح الناطق الرسمي بأن القرار الأميركي، والذي سيدخل حيز التنفيذ في 12 الجاري، يلبي المطالب المتكررة لجامعة الدول العربية برفع جميع أشكال العقوبات ضد السودان، سواء من خلال قراراتها الدورية في هذا الصدد، أو من خلال تحركها المشترك مع منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي، وذلك بهدف تمكين السودان من استكمال مسيرة تعزيز السلام والتنمية.
بدورها رحبت كل من مصر والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي بالخطوة الأميركية تجاه السودان. وأرجع المحللون صدور القرار بعد أكثر من عشرين سنة من التحاور إلى التغيير الجذري الذي شهدته سياسة الحكومة السودانية.
واجتاحت فرحة عارمة الشارع السوداني عقب قرار الإدارة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي السودان منذ العام 1997.
واستقبل السودانيون النبأ الذي ظلوا يترقبونه طيلة الأيام الماضية بعبارات المباركة والترحيب، وتفاعل رواد وسائل التواصل في السودان مع القرار وعبر الكثير منهم عن فرحتهم بالقرار واعتبروه خطوة نحو الأمام في ظل الأزمات التي تحاصر الاقتصاد السوداني، فيما قال بنك السودان المركزي إن رفع الحظر يعني عودة الجهاز المصرفي السوداني للاندماج في الاقتصاد العالمي.
فيما اعتبرت الحكومة السودانية قرار رفع العقوبات تطوراً مهماً في تاريخ العلاقات السودانية الأميركية ومحصلة طبيعية لحوار صريح شفاف وبناء تناول كافة الشواغل بين البلدين، قاده بصبر وتحمل كامل للمسؤولية الرئيس عمر البشير وبمشاركة فعالة وجادة من المؤسسات ذات الصلة من الجانبين، مقدماً شكره للدول والمنظمات التي ساندت جهوده لرفع العقوبات ولا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وأثيوبيا.
تعاون
وأكدت الخارجية السودانية في بيان مضي السودان قدماً في التعاون مع الولايات المتحدة في كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وخاصة في جانبها المتصل بحفظ السلام والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله والهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، وقالت إن السودان يتطلع إلى بناء علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الأميركية وقابلة للتطور.
إلا أن ذلك يستدعي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لعدم انطباقها عليه وإلغاء الإجراءات السالبة التي اتخذتها المؤسسات الأميركية ضده أو دعمتها على الصعيد الدولي، فضلاً عن اتخاذ إجراءات إيجابية تمكن السودان من الاستفادة من إعفاء الديون وفقاً لحالات كثير من الدول ذات الأوضاع التنموية الشبيهة.
الحوار
وأكد السودان وفقاً للبيان عزمه الاستمرار في الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ أمنه القومي ورعاية مصالحه العليا بما يحقق لشعبه النماء والرفاه والازدهار، إلى جانب انتهاج الحوار طريقاً أوحد لتحقيق الاستقرار واستدامة السلام الداخلي، وكذلك الاستمرار في تعزيز العلاقات ومد جسور التواصل مع كل دول وشعوب العالم، كما سيواصل السودان دوره البناء ومساهمته المعلومة في جهود تحقيق السلم والاستقرار في الإقليم والقارة الإفريقية.
إلى ذلك،أكد كبير دبلوماسيي الولايات المتحدة في السودان أمس أن الظروف غير مؤاتية في الوقت الراهن لإجراء حوار مع الخرطوم لرفعها عن القائمة الأميركية للدول «الراعية للإرهاب». وقال القائم بالأعمال الأميركي ستيفن كوستيس «هذه أمور يرغب الطرفان في بحثها ولكن علينا أن نكون متأكدين من أن الظروف مؤاتية لمناقشة حذف السودان من القائمة».
واضاف كوستيس في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة جنوب الخرطوم إن «الحكومة السودانية تعرف تماماً ما عليها فعله للخروج من القائمة ونأمل بأن تتحقق هذه الشروط قريباً»، دون توضيح.
المصدر: البيان