ليس جديداً أن أكتب عن إعجابي الصادق بما تشهده الإمارات من تنمية متواصلة على أكثر من صعيد. وأكتب هذا الكلام عن خبرة ومعايشة طويلة وليست وليدة لحظة أو زيارة عابرة.
للتو أعود من “سفرة طويلة” شملت البرازيل وفرنسا. اكتشفت خلال رحلتي أن الإقامة في الإمارات قد رفعت كثيراً من سقف توقعاتنا. في باريس تنتظر أحياناً لساعات قبل أن توفق بتاكسي فيما يأتيك في دبي بلمحة بصر. والانتظار الطويل في طوابير المطارات التي مررت بها يضطرني فجأة للمقارنة بمطارات الإمارات حيث لا تستغرق المسألة سوى دقائق قصيرة إلا وأنت خارجها.
وكلما انتظرت طويلاً لتفعيل خدمة الإنترنت البطيئة في أكثر من مكان مررت به خلال رحلتي قلت: الله عليك يا الإمارات! وحينما كنت أقود سيارتي في شوارع باريس، وكنت على أعصابي خوفاً من فوضى السير من كل اتجاه، هدأت من روعي وقلت: كلها أيام وأعود لمتعة القيادة في شوارع دبي وبين دبي وأبو ظبي.
هذه الأمثلة ليست “تفاصيل صغيرة”! تلك من صميم التنمية التي يريد البعض أن يختزلها في “الكلام الكبير” عن السياسة وصراع التيارات. أو يجعلها في مرتبة لاحقة بعد همومه “الأيديولوجية”!إنها -التنمية- تمس حياة الإنسان اليومية وتنعكس على كل دقيقة في يومه. وهي تبدأ من توفر الخدمات الراقية في منزله ولا تنتهي عند أدائه الوظيفي. فالمعاملة التي تأخذ أحياناً أشهراً لإنجازها في أي بلد عربي قد لا تستغرق أكثر من نصف ساعة لإنجازها في الإمارات. وهذا أيضاً من صميم التنمية. فكم من الوقت يهدره الإنسان العربي في مراجعات الدوائر الحكومية للحصول على جواز سفر أو نقل ملكية؟ كم نحن فعلاً -في العالم العربي- بحاجة لأمثلة نجاح محفزة نحو تنمية تُعنى بحياة الإنسان ومستقبله.
أكتب هذه الشهادة العاجلة غير مكترث بأولئك الذين يقتنصون الفرص لمحاكمة النوايا وكيل التهم بدلاً من قراءة الفكرة وفهم أبعادها!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٣٤) صفحة (٢٨) بتاريخ (٢٥-٠٧-٢٠١٢)