أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن القضية الفلسطينية هي القضية الإسلامية الأولى، وأن استمرارها من دون حل عادل يولد المزيد من التعقيدات، ويجذب قوى التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي.وقالت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة رئيسة وفد الإمارات إلى أعمال القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي حول قضية فلسطين والقدس الشريف التي بدأت أعمالها امس في العاصمة الإندونيسية جاكرتا تحت شعار «متحدون من أجل الحل العادل»: «لا يسعنا الحديث عن النجاح في دعم السلم والأمن الدوليين في ظل استمرار السياسة الإسرائيلية القائمة ضد الشعب الفلسطيني»، مؤكدة إيمان دولة الإمارات بأن مشاعر الظلم والإحباط التي تولدت جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان الفلسطيني تتيح المجال للجماعات المتطرفة لاستغلال الأوضاع الإنسانية الخطيرة وبث الأفكار المتطرفة بين الشباب.
ودعت معاليها لحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القانوني في القدس الشريف وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات بشعة.
ومن هذا المنطلق كررت طلب دولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير نظام حماية دولية لحماية شعب أعزل من إرهاب الدولة والمستوطنين وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبرتوكولات اللاحقة بها لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والرفع الفوري لكافة أشكال الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينية.
وقالت معاليها: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية لن يتأتى إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وخلصت القمة إلى اعتماد إعلان جاكرتا وقرار بشأن فلسطين والقدس الشريف، حيث جدد الإعلان تأكيد الدعم الكامل لحكومة الوحدة الفلسطينية والتي جاءت تتويجاً لتنفيذ اتفاقيتي القاهرة ومكة المكرمة وإعلان الدوحة وتوحيد الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967 بما في ذلك مدينة القدس الشريف وتقديم الدعم الكامل للجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والدعوة إلى توحيد المواقف فيما يخص نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وصون حرمة مدينة القدس الشريف ووضعيتها من خلال اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد لاستفزازات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لمشاعر المسلمين في سائر أرجاء العالم بتصعيده الخطير لسياساته وأعماله غير القانونية التي يسعى من ورائها إلى تهويد حرم المسجد الأقصى المبارك ، بما في ذلك عبر التقسيم المكاني والزماني وتعريض أساسات حرم المسجد الأقصى المبارك للخطر جراء عمليات البناء والحفر غير القانونية التي ينفذها تحته. ودعت القمة إلى حظر منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعهدت الدعم الكامل للحقوق الفلسطينية «الثابتة». وناشدت «جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي بشكل عام إلى حظر منتجات المستوطنات الإسرائيلية من أسواقها».
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو قد أعرب في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية عن قلقه لتدهور الأوضاع في فلسطين، مشيراً إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والتضييق على المسلمين في دخول المسجد الأقصى المبارك.وقال انه لشرف للشعب والحكومة الإندونيسيين أن تستجيب للطلب الفلسطيني لاستضافة هذه القمة الاستثنائية داعياً إسرائيل إلى إنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية، قائلاً إن صبر العالم «نفد» حيال إسرائيل.
وقال جوكو: «كجزء من المجتمع الدولي، يجب أن توقف إسرائيل أنشطتها وسياساتها غير القانونية في الأراضي المحتلة فورا». وأضاف أن «إندونيسيا والعالم الإسلامي على استعداد لاتخاذ خطوات ملموسة لدفع إسرائيل إلى إنهاء احتلالها فلسطين وإنهاء إجراءاتها التعسفية في القدس الشريف».
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الشعب الفلسطيني لهو أحوج إلى دعم وتضامن أشقائه وإلى حماية دولية من بطش وغطرسة إسرائيل «الدولة الأكثر انتهاكاً للقانونين الدولي والإنساني». وتناول سياسات التضييق والخنق الاستيطاني والاقتصادي التي تستهدف أهل القدس من مسلمين ومسيحيين بفرض الضرائب الباهظة وتطبيق العقوبات الجماعية من هدم للمنازل واعتقالات تعسفية بغرض تفريغ القدس من سكانها الأصليين الفلسطينيين.
وجدد عباس تحذيره من تحويل الصراع السياسي مع إسرائيل إلى صراع ديني بسبب الانتهاكات من قبل المتطرفين من المستوطنين لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وبخاصة المسجد الأقصى.
من جانبه، أطلع إياد أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي – حضور القمة – على الجهود التي بذلتها المنظمة ولا تزال في مباشرتها لدورها في القضية الفلسطينية بدءا بعقد الاجتماعات الاستثنائية على مستوى وزراء الخارجية، واتخاذ القرارات الهامة لمواجهة سياسات إسرائيل العدوانية والاستيطانية والعنصرية في المحافل الدولية، إضافة إلى الاتصالات والمشاورات التي أجراها الأمين العام مع القادة والمسؤولين لوضعهم في صورة الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة.
ولفت إلى أن زيارته مدينة القدس الشريف كانت أتاحت فرصة الاطلاع من كثب على ما تعانيه المدينة جراء الاحتلال. وأكد دعم المنظمة حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، معربا عن أمله في تحقيق مصالحة فلسطينية شاملة تفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بالتحضير للانتخابات وتمارس دورها ومسؤولياتها تجاه تلبية احتياجات الفلسطينيين.كما أكد أن المبادرة الفرنسية التي تقوم على إيجاد مجموعة دعم دولية، وعقد مؤتمر دولي للسلام كمنطلق لرعاية عملية سياسية تنهي الاحتلال، وتحقق رؤية حل الدولتين، هي محط ترحيب ودعم قرارات القمة، فضلاً عن إحياء اللجنة الرباعية بصورة تستعيد حيويتها واستقلالها لتقوم بدور الوسيط في عملية سلام جديدة. وقال إنه ورغم تقديره الموقف الأميركي، إلا أن الضغوط السياسية الداخلية لا تمكن واشنطن من أن تستمر منفردة في دور الوسيط بين الطرفين، مشدداً على دور ومسؤولية مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار يوفر مرجعية سياسية واضحة وفق برنامج زمني محدد مع وجود ضمانات دولية لذلك.
المصدر: صحيفة الإتحاد