لوحت دولة الإمارات العربية المتحدة بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد قطر، وقالت قبل أيام من انتهاء المهلة التي تم تحديدها إلى الدوحة للاستجابة لمطالب الدول المقاطعة بوقف دعم وتمويل الإرهاب الاثنين المقبل، إن إخراج قطر من مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليس العقوبة الوحيدة المتاحة، وإنها قد تطلب ودول خليجية (في إشارة إلى المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين) من شركائها التجاريين الاختيار بين العمل معها أو الدوحة.
وأكدت «أنه وقد اقتربت ساعة الحقيقة، ندعو الشقيق أن يختار محيطه، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الأيديولوجيا وهم زائل». في وقت جددت الإدارة الأميركية دعمها وساطة الكويت لحل الأزمة، وأكدت ضرورة أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس إفساحاً في المجال أمام مناقشات دبلوماسية بناءة.
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدات على حسابه في «تويتر» «المتابع لأزمة الشقيق (في إشارة إلى قطر) يلحظ تحرك تيار الإخوان ورفاق الطريق.. الولاء ليس للأوطان، بل للأحزاب ولتغيير النظم وثروة الشقيق وأوهامه طريق هؤلاء».
وأضاف: «تحركت الأقلام، والأجندات الحزبية تسعى إلى أَذى الشقيق، تسلخه عن محيطه، همها مصدر تمويلها ومشروعها، تدافع وتهاجم مدركة أنها معركتها الأخيرة». وأضاف قرقاش: «وابتعد عن المعركة الدائرة مواطنو الشقيق، مدركين عواقب عزلتهم عن محيطهم، متعففين عن معارك الطواحين مع أشقائهم، وتعالى صوت الحزبي والأجير».
ومن الملاحظ سوء التقييم والتدبير عند دوائر قرار الشقيق، فهل بالإمكان أن تربح معركة الصخب والصراخ الإعلامي، وتخسر أهلك ومحيطك وضمانك الحقيقي؟.
وتابع قائلاً: «والغريب، ولعله ليس بالغريب، أن اصطفاف الإخوان كما توقعناه، ضد أهلهم وأوطانهم، مجرد دمى وحناجر موظفة لمشروع حزبي هدام، موقف الإخوان في خزيه متوقع».
وأكد قرقاش: «طالما عانينا من تآمر الشقيق على استقرارنا، وشهدنا دعمه لأجندة حزبية تسعى للفوضى في عالمنا العربي، نقول له كفى، عد لرشدك، أو اختر طريقك دوننا»، وختم قائلاً: «وقد قاربت ساعة الحقيقة ندعو الشقيق أن يختار محيطه، أن يختار الصدق والشفافية في التعامل، وأن يدرك أن صخب الإعلام وبطولات الأيديولوجيا وهم زائل».
من جهته، أوضح سفير الإمارات لدى روسيا عمر غباش، أن إخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي ليس العقوبة الوحيدة المتاحة، وأن الإمارات ودولاً خليجية تدرس فرض عقوبات اقتصادية جديدة، وقد تطلب من شركائها التجاريين الاختيار بين العمل معها أو مع الدوحة، وقال في مقابلة مع صحيفة «الجارديان»: «هناك بعض العقوبات الاقتصادية التي يمكننا فرضها تجرى دراستها في الوقت الحالي، ويتمثل أحد الاحتمالات في فرض شروط على شركائنا التجاريين، وإبلاغهم بأنهم إذا أرادوا في العمل معنا، فعليهم أن يحددوا خياراً تجارياً».
وقال غباش: «إن موقف الدول الخليجية المقاطعة لقطر لا يتعارض مع كونهم أعضاء في مجلس التعاون لأنهم منظمة مشتركة للدفاع، وهناك بعض الجزاءات الاقتصادية التي يمكن اتخاذها والتي يجري النظر فيها الآن»، وأضاف: «إذا لم تكن قطر مستعدة لقبول المطالب التي حددتها الدول المقاطعة، فإن هذه الحالة تعني أن نقول إلى اللقاء يا قطر، لم نعد نحتاج إلى أن تكونوا في خيمتنا».
وشدد على أن الإمارات تسعى مع حلفائها لبدء فصل جديد في الشرق الأوسط، وقال: «نعم نحن لنا مطالب من قطر، ولكن من المهم جداً إدراك أننا نفرض المعايير نفسها على أنفسنا. لذلك، فإننا إذا ما طالبنا بمراقبة المعاملات المالية لقطر وتمويلها للإرهاب، فإننا سنكون منفتحين على نفس الفكرة؛ لأننا نطالب بمعايير أعلى في جميع أنحاء المنطقة»، وأضاف: «ندرك تماماً أن هناك خطراً على أن تقدم قطر على إقامة علاقة أوثق مع إيران، ونحن على استعداد لقبول عواقب ذلك»، لكنه حذر من أنه يمكن للدول المقاطعة أن تصعد بمزيد من المعلومات، إلا أنها لن تتجه إلى التصعيد العسكري؛ لأن هذه ليست الطريقة التي تنظر بها إلى الأمور».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان إغلاق قناة «الجزيرة» مطلباً معقولاً، قال غباش: «لا ندعي بأن لدينا حرية الصحافة، ونحن لا نروج لفكرة حرية الصحافة.. ما نتحدث عنه هو المسؤولية في الكلام، حرية التعبير لها قيود مختلفة في أماكن مختلفة، الكلام في منطقتنا له سياق خاص، وهذا السياق إذا انحرف عن مساره الصحيح قد يأخذ الأمور من السلم إلى العنف، وهذا ما قامت به الجزيرة».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس خلال لقائهما في واشنطن وزير الدولة الكويت لشؤون مجلس الوزراء، وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح دعمهما الكامل لجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة الخليجية ضمن إطار البيت الخليجي. وذكرت سفارة الكويت لدى واشنطن في بيان، أن تيلرسون أعرب عن الدعم الكامل لمساعي أمير الكويت لحل الأزمة من خلال الحوار، كما جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعمه الكامل لمبادرة وجهود أمير الكويت من أجل تخفيف حدة التوتر وتعزيز الحوار الفعال ضمن إطار البيت الخليجي لحل الأزمة الحالية.
وشدد تيلرسون على ضرورة ممارسة جميع الأطراف بالأزمة الخليجية ضبط النفس من أجل التوصل إلى حوار دبلوماسي بناء.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير تيلرسون أكد الدعم القوي لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة، ودعا دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تعزيز الحوار بأفضل طريقة ممكنة للتوصل إلى حل دائم. وأضافت أن تيلرسون اتفق مع الشيخ محمد العبدالله على أهمية وقف الإرهاب ومواجهة التطرف باعتبارهما من الأولويات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت «إن المحادثات ستتواصل خلال هذا الأسبوع، وسنواصل حث الدول على العمل معاً وإيجاد حل».
وأجرى تيلرسون أيضاً محادثات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي ادعى «أن بلاده والولايات المتحدة متفقتان على وجوب أن تكون المطالب عقلانية»، وقال: «متفقون على أن قطر ستنخرط في حوار بنّاء مع الأطراف المعنية إذا أرادت الوصول إلى حل وتجاوز هذه الأزمة»، منتقداً التصريحات التي أكدت أن هذه المطالب غير قابلة للتفاوض.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الموجود أيضاً في واشنطن رفض أي تنازل بشأن الأزمة، وقال: «لا تفاوض مع قطر في قائمة المطالب الـ13، وبيد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب».
وتتضمن لائحة المطالب إغلاق قناة الجزيرة، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية، وقطع العلاقات مع «الإخوان»، و«حزب الله» و«القاعدة» و«داعش»، وتسليم شخصيات معارضة مطلوبة.
وقالت مصادر دبلوماسية أميركية، إن زيارة وزير خارجية قطر إلى واشنطن لن تحدث أي تغيير في الموقف الأميركي من أزمة قطر. وأكدت شبكة «سي إن إن» الإخبارية، أن لقاء تيلرسون مع نظيره القطري هو الأول منذ اندلاع الأزمة.
وأشارت إلى جولات وزير الخارجية القطري في موسكو وباريس التي لم تسفر عن تغيير جذري في مواقف تلك الدول، كما كانت تطمح الدوحة.
مصر: على قطر اختيار حماية الاستقرار العربي أو تقويضه
أبوظبي (وكالات)
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الكرة الآن في الملعب القطري، وعليها الاختيار بين الحفاظ على الأمن القومى العربي والاستمرار في تقويضه لصالح قوى خارجية، وذلك مع قرب انتهاء مهلة العشرة أيام الممنوحة لقطر للرد على المطالَب التي تقدمت بها مصر والسعودية والإمارات والبحرين. وقال شكري، أمس إن قطر عليها أن تختار بكل وضوح ودون أية مواربة، بين أن تكون طرفاً يحمي ويصون الأمن القومى العربي، ويحافظ على استقرار ومقدرات الدول العربية الشقيقة، أو أن تستمر في محاولتها الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة وتقويض الأمن القومي العربي لصالح قوى خارجية أو جماعات مارقة لفظتها المجتمعات والشعوب العربية.
واشنطن: أولوية ترامب وقف قطر دعم الإرهاب
واشنطن (وكالات)
قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي أمس، إن أولوية الرئيس دونالد ترامب، في أزمة قطر تنصب على وقف الدوحة تمويلها للإرهاب، وأضافت في تصريحات «صحيح أن لدينا قاعدة عسكرية في قطر (العديد)، لكن الأولوية لوقف تمويل الإرهاب».
وأشارت، إلى أن جماعة «الإخوان» المتشددة مصدر مشاكل لكل المنطقة. وكان ترامب انتقد قطر، داعياً إياها إلى التوقف عن دعم الإرهاب، وقال إن للدوحة تاريخاً في دعم التطرف على أعلى مستوى.
المصدر: الاتحاد ش