رحبت دولة الإمارات والسعودية وقطر والبحرين وعدد آخر من الدول العربية والغربية، بخطاب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي وضع محددات واقتراحات لحل الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، فيما استشاط اليمين «الإسرائيلي» غضباً من هذه التصريحات، وقال وزير صهيوني إنه سيتم شطب فلسطين من الأجندات بعد قدوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للسلطة.
ورحبت دولة الإمارات بكلمة جون كيري التي تناولت مقترحات حول حل النزاع. ووصفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي هذه المقترحات بأنها إيجابية، وتتسق مع مبادرة السلام العربية وغالبية قرارات الشرعية الدولية،و تشكل الإطار المناسب للوصول إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني «الإسرائيلي». وطالبت الوزارة الأطراف المعنية، السلطة الفلسطينية و«إسرائيل»، بالتعامل الجاد والبناء مع المقترحات الواردة في كلمة كيري لما سيكون في ذلك من انعكاسات إيجابية على الشعبين الفلسطيني و««الإسرائيلي»» بشكل خاص وأمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
ورحبت المملكة العربية السعودية بمقترحات كيري، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في بيان، إن المملكة ترى بأن المقترحات تتماشى مع غالبية قرارات الشرعية الدولية وعناصر مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في العام 2002 وقمة مكة الإسلامية في العام 2005 وتشكل أرضية مناسبة لبلوغ الحل النهائي للنزاع الفلسطيني ««الإسرائيلي»».
وأشادت دولة قطر بخطاب كيري، مؤكدة دعم قطر للمساعي الرامية إلى إحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وجددت تأكيدها على ضرورة إنهاء الاحتلال ««الإسرائيلي»» وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مرجعيات مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما رحبت مملكة البحرين بمقترحات كيري.
وقال الأردن ومصر إن خطاب كيري «ينسجم» مع رؤيتهما، وأكدت الحكومة الأردنية أن رؤية وزير الخارجية الأمريكي لحل النزاع «تنسجم» مع الموقف الأردني «الثابت والمعلن» لحل القضية الفلسطينية، فيما أعلنت مصر أنها تدعم الرؤية التي طرحها كيري معتبرة أنها «تنسجم في معظم جوانبها مع التوافق الدولي والرؤية المصرية».
وأكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لمس في خطاب كيري اتجاهاً صادقاً، وإن جاء متأخراً، نحو تسوية النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي» بصورة عادلة ودائمة ونهائية، بصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع بعض ما حملته هذه الرؤية من تفاصيل لا يمكن حسمها، إلا من خلال العملية التفاوضية نفسها.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد بعد كلمة كيري أن القيادة الفلسطينية مستعدة لاستئناف المفاوضات مع «إسرائيل» في حال وافقت على وقف الاستيطان. وقال عباس إنه يواصل تعاونه الوثيق مع فرنسا بهدف إنجاح المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط الذي سيعقد في 15 كانون الثاني/يناير المقبل. ويفترض أن يؤكد هذا المؤتمر مجدداً دعم الأسرة الدولية لحل الدولتين.
وأكد عباس التزامه ب «السلام العادل كخيار استراتيجي» مع «إسرائيل»، وقال «في حال وافقت الحكومة «الإسرائيلية» على وقف النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي».
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بخطاب نظيره الأمريكي الذي كان دافع عن «حل الدولتين «إسرائيل» وفلسطين». وقال أرحب بالخطاب الواضح والشجاع والملتزم لجون كيري لصالح السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين «إسرائيل» وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن».
ورحب وزير الخارجية الاتحادي الألماني فرانك- فالتر شتاينماير بدعوة نظيره الأمريكي جون كيري لحل الدولتين فيما يتعلق بالنزاع القائم بالشرق الأوسط.
وأكد أن بلاده لا تزال مستعدة مع شركائها في الاتحاد الأوربي للقيام بدورها من أجل إحلال السلام.
ودافع شتاينماير عن نظيره الأمريكي في مواجهة انتقادات رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، وقال: «إن صديقي جون كيري عمل بلا كلل منذ توليه هذا المنصب كوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل لحل سلمي للنزاع.
وندد اليمين في «إسرائيل» بخطاب كيري، وبدأ يعد الأيام في انتظار تولي دونالد ترامب مهامه، على أمل أن يسمح لهم بدفن فكرة إقامة دولة فلسطينية.
قال وزير التعليم «الإسرائيلي» نفتالي بينيت إنه «سوف يتم حذف فلسطين من الأجندة» عندما يتسلم ترامب منصبه في 20 كانون الأول/يناير، وسوف يتم فرض القانون «الإسرائيلي» في الضفة الغربية. وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرنوت»، قال بينيت، زعيم حزب «البيت اليهودي»، إن جون كيري «ما زال يعيش في التسعينات». وقال بينيت عن كيري: «إن نواياه طيبة، ولكن تعليقاته مثل سياساته – بعيدة تماماً عن الواقع».
وقالت وزير الثقافة «الإسرائيلية» ميري ريغيف من الجناح المتشدد في حزب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو، على صفحتها في «فيس بوك» وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، «اقترح عليك حماية واشنطن! القدس كانت عاصمة الدولة اليهودية منذ 3000 عام وستبقى كذلك لثلاثة آلاف عام مقبل وإلى الأبد».
وأعلن التيار اليميني المتشدد في «إسرائيل» بوضوح أنه يعول على وصول ترامب إلى البيت الأبيض لتحقيق خطته بضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية.
المصدر: الخليج