رئيس تحرير صحيفة الرؤية
عندما تلتقي قيادتنا الخليجية فلابد أنها تجتمع على الخير وللخير ولمصلحة أوطانها وشعوبها وأمتها العربية والإسلامية ولخير الإنسانية، وبالأمس زار الإمارات ضيفها الكبير صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، ووفد رفيع المستوى، ليلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحضر هذا اللقاء عدد من كبار المسؤولين في الدولة، ولم يكن هذا اللقاء الذي شهدته العاصمة أبوظبي لقاءً عابراً، وإنما كان لقاء العمل المشترك والرؤى المستقبلية للبلدين ولدول المنطقة، فالإمارات وقطر تضعان يديهما بيد بعضهما بعضاً من أجل خير المنطقة وأمن دولها واستقرارها..
الذين يراهنون على قطع الجسور بين أي دولة وأخرى من دول مجلس التعاون الخليجي يخسرون الرهان دوماً، والذين يريدون الصيد في الماء العكر يخطئون الهدف دوماً، لأن مياه الخليج جارية وليست راكدة، والجسور بين دول الخليج العربي ليست من ورق ولا حتى من صخور وفولاذ، بل هي جسور الدم الواحد والتاريخ الواحد والمصير المشترك.. وتلاحم دول الخليج ليس ترفاً ولا اختياراً ولكنه قدر لا سبيل إلى التصدي له أو تغييره، لذا كانت زيارة أمير قطر لبنة جديدة في علاقات راسخة بين الإمارات وقطر وهي علاقات أسرة واحدة في بيتين هما البيت القطري والبيت الإماراتي.
وقد أكدت مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد، أن السقف الذي يظل علاقات دول الخليج غير قابل للهدم والاختراق، وأن التحديات التي تمر بها المنطقة تجعل التلاحم فرض عين على كل مواطن خليجي، ولابد أن نعي جميعاً أن قوتنا في وحدتنا، وعزنا في تلاحمنا، وأنه من المستحيل أن نواجه التحديات الجسام فرادى، ومن المستحيل أن يكتفي كل منا بنفسه، وقد أثبتت عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل باليمن، أن دول الخليج العربي تنتصر وتقوى عندما تتوحد وعندما تواجه الخطر مجتمعة، والإمارات وقطر عضوان فاعلان في التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ورقمان مهمان في منظومة العمل الخليجي والعمل العربي المشترك، واتفاقهما وتنسيقهما بلا شك يخدم المنطقة وقضاياها على المدى القصير والطويل
المصدر: صحيفة الإتحاد