كاتب - مستشار إعلامي
ليس أثقل على النفس من ابن عاق، تحبه فيجافيك، وتقربه فيؤذيك، إنها صورة أزلية، منذ نوح عليه السلام، حيث جاء صوت الأب “يا بني اركب معنا”، ولكنه آثر أن يتحدى الطوفان.
هذه الصورة القديمة، سبقتها صورة هابيل وقابيل، حيث غواية القوة وشهوة القتل.
الأبناء دوما، هم مصدر القوة والسؤدد، وبعضهم قد يكون مصدرا للضعف والفرقة والشتات. لا فرق في ذلك بين أب صالح ــــ آدم ونوح عليهما السلام ــــ ولا أب غير صالح.
شاهدت في إحدى الدوائر الحكومية، شابا معتوها، يسخر من أمه التي جاءت تسعى لتطلب شفاعة أحد المسؤولين، كي يعيده إلى وظيفته. كان الابن يصوغ عبارته بصلف: فشلتنا هالعجوز!
هذه النماذج ونماذج أبشع تراها داخل الأسرة، فتستغرب كيف يجور الأخ على أخيه؟!
كيف يتعمد أن يشوه صورته؟
كيف يجعل من نفسه أمثولة بين الله وخلقه، في العقوق والحماقة التي لا يمكن معالجتها؟!
إن أشد ما يتهدد المجتمعات، جور الإنسان على الإنسان، والشيء المحبط، أن يكون الجور من الأبناء والأحفاد.
أينما التفت، تجد مثل هذه الصور البائسة، ومن اللافت للنظر أن بعض هؤلاء العاقين، يزعم الصلاح. وباسم الصلاح يمارس العقوق ضد أهله. وما غلمان “داعش” وممارساتهم ضد ذويهم ومجتمعاتهم عنا ببعيد.
هناك أمر أخير: عندما تتغلغل في النفوس القسوة، وحب السلطة، والانتهازية، تتسيد المشهد كلمات ممجوجة عن المصلحة العامة، التي لا تستحضر سوى مصالح خاصة، ولا تتوكأ إلا على أنانية مفرطة. سوف تسمع وتقرأ كثيرا لأمثال هؤلاء. لا تصدقهم، لو كان فيهم خيرا، لظهر خيرهم في أهلهم أولا.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/12/31/article_919133.html