كاتبة اماراتية
و يعود موكب الاتحاد على مشارف العام الجديد و يرسم لنا فجراً كفجر العيد السعيد.
جاء ليطل علينا بموكبه الجديد و كأنه عرس يزف أفراح الوطن في ديار الإمارات الغالية. جاء ليهتف بأنشودة الوطن في كل الأرجاء و يصدح بصوت الفجر و العروبة و الإسلام في كل مكان. إنها الذكرى الحية النابضة على قيام الاتحاد إنها الذكرى الخالدة في القلوب لمؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
و كيف للإمارات أن تزهو كالعروس, وكيف لأبناء الإمارات أن لا يفرحوا و أبوهم هو الشيخ زايد ؟؟
إنها قصة مجد تناقلتها أخبار الدول في كل العالم إنها حكاية حب و تضحية و فداء لأبناء شعب استطاع أن يعلم البشرية كيف هو عشق الأوطان و كيف هو الانصهار في حب القادة و الانضمام معهم تحت لواء واحد يعرفه كل أبناء الوطن عاليا محلقا في سماء الرفعة و العلياء.
ولا يخفى علينا جميعا أن الاتحاد فطرة فطرنا الله عليها وهو ثمرة لروح الجماعة زرعها الله فينا لنكون كالبنيان المرصوص على قلب رجل واحد اتحادنا هو ترجمة حقيقية لديننا الحنيف.
فنحن اجتمعنا تحت لواء الله قبل أن نجتمع تحت لواء الوطن, مصداقا لقوله تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم).. منذ أن بدا الإسلام وهو يدعونا و يحثنا على الاتحاد الاجتماع على كلمة الحق حتى تتوحد الصفوف و تكتمل مواطن القوة الحقيقية و يتم النصر و تسود العزة للعرب و المسلمين أجمعين و كيف لا نتحد و ديننا الإسلام و ربنا الله و نبينا محمد صلى الله علية و سلم!!.. رحم الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الذي استطاع بحكمته و رؤيته البعيدة و نظرته الصائبة أن يرسى قواعد هذا الاتحاد منذ أن قام بتأسيسه. لقد أفنى حياته وهو يعلمنا بفطرته و سماحته كيف نتحد و كيف هو الاتحاد, لقد رسم لنا مظاهر الاحتفاء لهذا التكاتف و التلاحم الوطني بين أبناء الإمارات. وها نحن الآن في هذه المناسبة الوطنية العظيمة في قلوبنا نجدد العهد و نحمل و سام الوفاء لذكرى حياتنا مع الأب الملهم الغالي الشيخ زايد بن سلطان , وها نحن نشرع في احتفاليه جديدة نعلن بها عهدا جديدا للولاء لهذا الوطن ولهذا التراب الذي نفديه بأرواحنا..
فلن يتوقف مجد وفرح الإمارات و أنجال زايد هم حملة الراية من بعد أبيهم زايد فهم خير خلف لخير سلف , فالشيخ خليفة بن سلطان ال نهيان هو الصرح الذي نحتمي في ظل قيادته الرشيدة و الشيخ محمد بن زايد الذي استطاع بشخصيته المميزة أن يحتضن كل القلوب و يسود بحبة في أعماق أبناء الوطن لتواضعه وكرمة وعفويته و إنسانيته..
هذه لمحة من دار ال نهيان, و تجدر الإشادة و المرور على دار ال مكتوم لنحتفي بالشيخ الموقر و الغالي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم و لا يخفى على احد الجهود الجبارة التي يبذلها هذا القائد المقدام السباق إلى كل نهضة و ارتقاء بهذا الوطن..
وكم سندلل وكم سنشيد بإماراتنا و حكامنا البواسل فالمواقف لا يسع لتغطية هذه الشواهد و الانجازات فالوطن يستحق كل العرفان بالجميل و الجميل لا يعد و لن تحصيه السطور.وفي هذا الاستعراض المتواضع لمواكب الاتحاد المبجل تجدر الإشارة بقيمة الوفاء و حجم الديون على عاتق كل مواطن في هذه الدولة.. فالوطن ينتظر منا الكثير, و فرحة الاتحاد لا تقتصر على يوم واحد بل هي فرصة متجددة نعيشها كل يوم في ظل هذه القيادة الإنسانية وفي ربوع هذه الوطن الآمن الذي يحتوينا بالدفء و الأمان. مع إطلالة كل يوم و إشراقة كل شمس من جديد.
سنثبت هذا الاتحاد و سنترجم هذه الحب الوطني و سنحقق هذا الفرح الدائم و المنشود عندما نوظف كل مبادئنا و قيمنا الوطنية في نهضة البلاد و تعميرها في كافة المجالات. و عندما ننشر العلم وندحر الجهل فيسطع النور في كل أركان الوطن. وعندما نعتصم ونخلص بالقول و العمل ولا نترك أي ثغرة لأي حاقد أو متسلط , عندما نؤهل أنفسنا لأن نكون جميعا البطانة الصالة لحكامنا و نسترشد بهم و يسترشدون بنا. و عندما نسعى و نطور كل ما من شأنه أن يرتقي بإتحادنا و يبقيه شامخا عزيزاً. عندما نتحد كالجنود في كل مكان, و نتعاون كخلية النحل التي تسعى بجهد لخدمة مجتمعنا في شتى الميادين. عندما نكون عند حسن ظن قادتنا دائما وأبداً.. هكذا يتحقق الاتحاد الفعلي على مستوى الفرد و الجماعة و ستفتح السعادة بوابتها على مصراعيها و سيرفرف علم دولة الإمارات العربية المتحدة فوق سارية النصر و المجد و الفخر و الأمان. هكذا هو الوفاء لزايد يا أبناء زايد.. لنحتفل بالاتحاد لنهتف جميعا صغاراً و كباراً, لنشعل قناديل الفرح, لنلون كل ما يحيط بنا بألوان الاتحاد لنرفع علم الإمارات فوق بيوتنا, لنعلم العالم من هم أبناء زايد ومن هي عروس العرب إنها الإمارات.
خاص لـ “الهتلان بوست”