جدّد مستوطنون متطرفون أمس الأحد، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة للاحتلال، في محاولة منهم لإقامة طقوس وشعائر تلمودية في باحاته، في وقت سلمت سلطات الاحتلال إخطارات بهدم منازل فلسطينيين، واعتقلت 17 فلسطينياً بينهم نائب برلماني.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أن توتراً ساد الأقصى والبلدة القديمة، بفعل اقتحامات المستوطنين المتتالية، خاصة بعد أداء مجموعة منهم طقوساً تلمودية على باب القطانين، وبالقرب من باب الأسباط، في حين أقامت مجموعة أخرى شعائر داخل مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الأقصى المبارك الشرقي، وتنظيم جولات استفزازية بمحيط بواباته الخارجية، والتجمهر في محاولة لاقتحام الأقصى.
وكانت هيئات وشخصيات فلسطينية في القدس المحتلة دعت المواطنين إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، في ظل مواصلة الاحتلال ومستوطنيه اقتحامه وتدنيس حُرمته. وحذرت الحكومة الفلسطينية من التبعات الخطيرة لما تقوم به قوات الاحتلال من إجراءات في مدينة القدس والأراضي المحتلة.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود إن الحكومة شددت على أن ما يجري في مدينة القدس اليوم من نشر وحشد الآلاف من قوات الاحتلال لتمكين المستوطنين من التدفق إلى المدينة «يمثل إعادة احتلال لها وتشديد القبضة الاحتلالية عليها». وذكر أن إصرار حكومة الاحتلال على الاستمرار في عزل القدس ومحاولات تغيير طابعها العربي والإسلامي والعدوان اليومي والمستمر على المقدسات وخاصة المسجد الأقصى «يفتح الباب على مصراعيه لدوامة عنف خطيرة تطال المنطقة برمتها».
وحذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، من مخاطر مواصلة عصابات المستوطنين اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، مشيرة إلى «أنها تنظر بعين الخطورة البالغة لما آلت إليه الأوضاع في المدينة المقدسة من كافة الجوانب، خاصة تصعيد الهجمات الاستيطانية والتهويدية المسعورة بحق المسجد الأقصى المبارك، وممارسة سياسة التضييق العنصرية على المصلين والمرابطين . بدورها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اقتحام أكثر من 100 متطرف باحات المسجد الأقصى المبارك وتأدية طقوس تلمودية، انتهاكاً خطيراً لحرمة المسجد الأقصى وشهر رمضان المبارك.
وأكدت الهيئة أن تعمد سلطات الاحتلال السماح لقطعان المستوطنين باستباحة الأقصى وتأدية طقوسهم خطوة خطيرة لم يسبق لها مثيل في الأعوام الماضية، وهو إنذار بمزيد من التهويد في المسجد المبارك.
واستنكر قاضى قضاة فلسطين «محمود الهباش»، الانتهاكات «الإسرائيلية» المتصاعدة، والخطيرة الرامية لتهويد القدس ومقدساتها، فيما أكد أن إجراءات الاحتلال سوف تشعل المنطقة بأسرها.
وبالتزامن مع ذلك، أخطرت قوات الاحتلال بهدم منازل في بلدة يطا قرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور إن قوات الاحتلال شددت من حصارها على يطا وأغلقت كافه منافذها وأخطرت شفهياً عائلتي الشابين منفذا عملية «تل أبيب» بضرورة إخلاء منازلهم لهدمها.
واعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينياً، من محافظات القدس، ورام الله والبيرة، والخليل، وبيت لحم، بينهم نائب في المجلس التشريعي.
وفي غزة، استهدفت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين شرق وسط القطاع. وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية على طول الخط الفاصل شرق المحافظة فتحوا نيران أسلحتهم صوب منازل الفلسطينيين شرق المحافظة من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المحافظة.
من جهة أخرى استهدفت بحرية الاحتلال الصيادين ومراكبهم في بحر رفح جنوب قطاع غزة. (وكالات)
المصدر: الخليج