يواصل الاحتلال «الإسرائيلي» حملاته القمعية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة كافة، في حين تواصلت التظاهرات الرافضة للإعلان الأمريكي بشأن القدس حيث واجهها الاحتلال بالقمع وأصاب عددا من المتظاهرين، كما اعتدى على مدرسة في جنين. واعتقل الاحتلال 23 فلسطينيا من أنحاء الضفة الغربية والقدس المحتلتين ليرتفع أعداد المعتقلين من بداية «انتفاضة القدس» إلى 610 مواطنين، بينهم 170 طفلاً، و12 امرأة وثلاثة جرحى. ونفذت سلطات الاحتلال حملة واسعة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، استهدفت فتية وشبانا من البلدة بالاعتقال والاستدعاء للتحقيق، والمنشآت التجارية بالهدم ومصادرة البضائع، ومركبات السكان بتحرير المخالفات.
وأوضح جواد صيام مدير مركز معلومات وادي حلوة بسلوان، أن سلطات الاحتلال بمختلف مؤسساتها شنت حملة «عقاب جماعي» في البلدة، بدأت في ساعات الفجر بحملة اعتقالات طالت ما يزيد على 13 شابا وفتى من البلدة.
وأضاف صيام أن سلطات الاحتلال حولت المعتقلين إلى مراكز التحقيق في المدينة، وبدأت بالإفراج عن بعضهم دون محاكم بشروط «الحبس المنزلي والإبعاد عن البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان»، وقال «إن الاعتقالات العشوائية في ساعات الفجر وعملية التخريب في المنازل السكنية ثم الإفراج عن المعتقلين بعد ساعات يؤكد أن عملية الاعتقالات والاقتحامات هي عقاب جماعي للتنكيل بالسكان والتضييق عليهم، تحت ذرائع وحجج واهية».
ومع ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال حي عين اللوزة وبئر أيوب ببلدة سلوان، وقامت بهدم غرفة عامة مبنية من الطوب ومسقوفة بالزينكو وقائمة منذ حوالي 5 سنوات، كما قامت بهدم بركس قائم منذ عام 2002 بحجة البناء دون ترخيص. كما قامت بعملية اقتحام لمنشآت تجارية، وشرعت بفحص الملفات للمحال، وصادرت بضائع معروضة أمام المحال. وأضاف صيام أن سلطات الاحتلال قامت بخلع أحد أبواب المحال التجارية وهو مخصص لبيع أنابيب الغاز وصادرت مجموعة من الأنابيب، كما صادرت ثلاجة من أمام أحد المحال التجارية، إضافة إلى مصادرة مركبات مركونة في شوارع البلدة، كما اقتحمت القوات مطعما وصادرت منه 7 أنابيب غاز. وقامت طواقم البلدية بإزالة وتفكيك يافطات بعض المحال التجارية منها يافطة مركز «مدار الطبي».
وتخطط سلطات الاحتلال لإقامة 16 مركزاً شرطياً جديداً في الأحياء الفلسطينية بمختلف أنحاء القدس المحتلة، وذلك ضمن خطتها لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة. يأتي ذلك وفقاً لتوصيات الأجهزة الأمنية المختلفة التابعة للاحتلال إثر هبّة باب الأسباط، وأزمة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية وكاميرات المراقبة أمام مداخل المسجد الأقصى، التي اندلعت في يوليو الماضي.
ولفت المصدر إلى أن أذرع الاحتلال تعمل على تنفيذ خطة أمنية لتعزيز وجودها في باب العمود، أحد أشهر أبواب القدس القديمة، وتشمل إنشاء مقر لشرطة وحرس حدود الاحتلال، وبناء ثلاثة أبراج متوسطة الارتفاع في المنطقة، وقد تم الانتهاء من وضع الأساسات وتشييد بعضها. وأصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين، بحالات اختناق، جراء إطلاق قوات «إسرائيلية» قنابل الصوت، والغاز، والرصاص، داخل باحة مدرسة عز الدين القسام في بلدة يعبد، جنوب غرب جنين بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مدير المدرسة طارق عمارنة قوله إن قوات الاحتلال اقتحمت ساحة المدرسة، دون أي مبرر، وباشرت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، والأعيرة النارية داخل الصفوف، وذلك أثناء إجراء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، ما أدى إلى إصابة العشرات من الطلاب بحالات اختناق، وهلع. وأشار إلى أن طواقم اسعاف الهلال عملت على تقديم الإسعافات الأولية للطلبة، لافتا إلى حدوث حالة من الفوضى أثرت على سير العملية التعليمية. واقتحم مستوطنون وعناصر من مخابرات الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال. ويتعمد المستوطنون تدنيس باحات المسجد الأقصى واقتحامه في الساعة السابعة صباح كل يوم مستغلين قلة أعداد المرابطين في مثل هذا الوقت وحماية الشرطة الاحتلال. (وكالات)
المصدر: الاتحاد