أصيب عدد من الأسرى الفلسطينيين جراء إلقاء قنابل غاز داخل معتقل «نفحة» الواقع في صحراء النقب، بعد اقتحام سلطات مصلحة المعتقلات عدداً من الأقسام التابعة للمعتقل، وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع في تصريح صحفي إن القوات «الإسرائيلية» قامت باقتحام اقسام المعتقل، وأطلقت عدداً من قنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة عدد من الأسرى الذين يرفضون السياسة التعسفية «الإسرائيلية» وتعاملها مع الأسرى داخل المعتقلات، وأشار إلى أن المصابين من الأسرى الفلسطينيين نقلوا إلى مستشفى «سوروكا «الإسرائيلي»، فيما اعتقل الاحتلال 17 فلسطينياً من أنحاء الضفة الغربية.
وقال ضابط رفيع فيما يسمى بقيادة المنطقة الوسطى التابعة لقوات الاحتلال، إن قواته ستنشر كتيبتين إضافيتين في الضفة الغربية لتعزيز تواجدها بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وفي ظل وجود ما أسماه بإنذارات تحذر من وقوع عمليات فلسطينية. ووصف الضابط المذكور فترة الهدوء الحالي ب«هدوء غير مستقر»، وزعم «نحتاج إلى وقت طويل «لتنظيف» المنطقة من التحريض الذي تصاعد كثيراً خلال الأشهر الماضية.
واعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينياً من عدة مناطق في الضفة الغربية. وذكر بيان لنادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اقتحمت مدن الخليل وبيت لحم وطولكرم ونابلس وأحياء عدة بالقدس الشرقية المحتلة وسط إطلاق نار كثيف واعتقلت 17 فلسطينياً.
في الأثناء قالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إن سياسة التنكيل والاعتداء على الأسرى القاصرين منذ لحظة اعتقالهم على يد جنود الاحتلال «الإسرائيلي» هي سياسة مستمرة ومتواصلة، ولم تتوقف رغم التنديد الدولي باعتقالهم، وتعريضهم للتعذيب، والمعاملة المهينة، في حين يبلغ عدد القصر في معتقلات الاحتلال 400 قاصر، موزعون على معتقلي «مجدو»، و«عوفر»، من بينهم 16 فتاة موجودات في معتقل «هشارون».
وذكرت محامية الهيئة هبة مصالحة في بيان صحفي أمس، عقب زيارتها عدداً من القاصرين في معتقل «مجدو»، أنهم أدلوا بشهادات عن تعرضهم لضرب وحشي وتعسفي خلال عملية اعتقالهم وقبل توجيه أية تهمة لهم، ووصولهم إلى مراكز اعتقال رسمية. ونقلت المحامية مصالحة عن الأسير القاصر أمير هاشم عصعوص (17 عاماً)، من جنين، ومعتقل منذ الحادي عشر من مارس/آذار الماضي، أفاد بأنه تعرض للضرب، والدعس، وسرقة نقوده. وأشار عصعوص إلى أن عدداً من جنود الاحتلال انهالوا عليه بالضرب المبرح بأيديهم وأرجلهم، وأحدهم انهال عليه بالضرب بسلاحه على رأسه من الخلف أثناء اعتقاله، وأوقعوه أرضاً، وداسوا على بطنه بأحذيتهم، ثم جروه، وأدخلوه لسيارة «الجيب» العسكرية. وأكد «أن هؤلاء الجنود استمروا بضربه داخل الجيب بأيديهم، وأسلحتهم، وقام أحدهم بتمزيق بنطاله كلياً، وأخذ هويته، وسرق منها 230 شيكلاً (الدولار يعادل 3.8 شيكل)».
وتابع عصعوص شهادته، وقال: «أنزلوني في معسكر جيش، وفتشوني، وأجروا لي فحصاً طبياً، وقيّدوا يديّ وعصبوا عينيّ، ثم نُقلت إلى معتقل «حوارة» لليلة واحدة، وفي الصباح إلى معتقل «مجدو»، وعند دخولي للمعتقل، تم تفتيشي تفتيشاً عارياً، ثم أدخلوني لقسم الأشبال».
في الأثناء، يخوض الأسير الفلسطيني سامي جنازرة إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الأربعين على التوالي في معتقلات الاحتلال احتجاجاً على اعتقاله الإداري، حسبما أعلنت «هيئة الأسرى والمحررين» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ونقل محامي الهيئة معتز شقيرات عن الأسير جنازرة من سكان مخيم الفوار قضاء محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، أثناء زيارته في عزل معتقل «النقب»، أنه يعاني أوجاعاً في الكلى ومختلف أنحاء جسده، ولا يقوى على الحركة والسير، كما أنه يتناول الماء فقط من دون أي مدعمات أخرى.
المصدر: صحيفة الخليج