عزز الاحتلال «الإسرائيلي» قواته بآلاف الجنود في محيط وداخل مدينة القدس المحتلة، وأعلن الإغلاق الشامل للضفة الغربية حتى غد الأحد بمناسبة ما يسمى عيد «الفصح» اليهودي، ومنع الفلسطينيين من الحركة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عشرين فلسطينياً بعد اقتحام منازلهم بمدينة القدس. وشهدت قرى وبلدات فلسطينية عدة في الضفة الغربية، أمس، مواجهات واشتباكات بين المواطنين وقوات الاحتلال أصيب خلالها العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق شديدة جراء استخدام قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، في حين أصيب فتى يبلغ من العمر 15 عاماً بعيار معدني في ذراعه الأيسر،
ودارت مواجهات عنيفة بين المواطنين وجنود الاحتلال، في قرية كفر قدوم خلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية ومدخلها الوحيد منذ أكثر من 13 عاماً لصالح مستوطني مستوطنة «قدوميم» المقامة عنوة على أراضي البلدة، حيث قمع الاحتلال المسيرة باستخدام قنابل الغاز والصوت والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط ما أدى إلى إصابة فتى بعيار في ذراعه إصابة وصفت بالطفيفة عالجها طاقم الهلال الأحمر المرافق للمسيرة منذ بدايتها ميدانياً.
وأفشل الشبان الفلسطينيون كميناً محكماً نصبه جيش الاحتلال في مزرعة مهجورة لاعتقال الشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة والزجاجات الفارغة وأجبروهم على التراجع.
إلى ذلك، أصيب العشرات من المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم غازاً مسيلاً للدموع في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري وفاءً وانتصاراً للأسرى وإحياءً للذكرى السابعة لاستشهاد باسم أبو رحمة.
وقام الجنود بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع طويل المدى والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين عند اقترابهم من جدار الفصل العنصري القديم، وملاحقة المتظاهرين بين أشجار الزيتون، ما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين ونشطاء سلام «إسرائيليين» ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد، واحتراق مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون واللوز تعود ملكيتها للمواطنين هيثم الخطيب، وهاشم برناط. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، والأعلام التونسية، وصور الشهيد باسم أبو رحمة، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، وطرد المستوطنين، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.
من جانب آخر، أبعدت سلطات الاحتلال، 24 شاباً مقدسياً، عن المسجد الأقصى، وحوّلت مقدسياً آخر للاعتقال الإداري.
وأوضح أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، أن سلطات الاحتلال في مركز شرطة «القشلة» بالقدس القديمة، قررت الإفراج عن 19 مقدسياً من سكان القدس القديمة، بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوماً عن الأقصى، علماً أنهم اعتقلوا بعد اقتحام منازلهم.
ونشرت شرطة الاحتلال منذ ساعات أمس، الجمعة الآلاف من عناصر الشرطة وما يسمى «حرس الحدود» في الجيش «الإسرائيلي» بمدينة القدس، وسيكون تركيز هذا الانتشار في البلدة القديمة من القدس والطرق المؤدية لها وفقاً لما نشره موقع «والاه» العبري. وأعلنت سلطات الاحتلال غلق كافة نقاط العبور مع الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة خلال يومين، وذلك لمناسبة إحياء عيد الفصح اليهودي.
المصدر: الخليج