شيعت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» أمس الاثنين أربعة جنود قتلوا دهساً الأحد في هجوم بشاحنة في القدس، وهدمت خيمة عزاء منفذ العملية في حي المكبر الشهيد فادي القنبر (28 عاماً)، واعتقلت بعض أقاربه، وسط تشديد إجراءات الأمن في المدينة المقدسة المحتلة، ودافع جيش الحرب عن تصرفات جنوده بعد الهجوم، فيما أصيب فلسطينيون في اعتداءات للمستوطنين جنوب نابلس، واعتقل 16 فلسطينياً في القدس والضفة المحتلتين.

وقالت قوات الاحتلال إنها قامت باعتقال تسعة فلسطينيين، بينهم خمسة من أفراد عائلة الشهيد القنبر (أب لأربعة أطفال) منفذ عملية الدهس ضد الجنود «الإسرائيليين» الأحد في متنزه في حي أرمون هنتسيف الاستيطاني المطل على البلدة القديمة في القدس.

وأقدمت القوات «الإسرائيلية» صباح أمس الاثنين على هدم خيمة عزاء الشهيد في حي جبل المكبر. كما أعلنت سلطات الاحتلال سلسلة من الإجراءات العقابية ضد عائلة القنبر منها عدم إعادة جثمانه إلى عائلته لدفنه وهو إجراء عقابي شائع، ورفض أي طلبات لم شمل قدمها أي من أفراد عائلته لأقارب في الضفة الغربية أو قطاع غزة. وأخطرت عائلته بمغادرة منزلها قبل هدمه. ونفى ابن عمه، محمد القنبر مزاعم نتنياهو بأن الشهيد من داعش، وقال: «فادي كان شخصاً عادياً. كان متديناً وحياته طبيعية. لم يكن هناك أي شيء في حياته يدل على أنه من داعش. لم يتواصل في حياته مع داعش ولم يعرف داعش». وكتبت صحيفة معاريف أن استخدام شاحنة لتنفيذ هجوم ليس جديداً، فقد قام فلسطينيون من قبل بشن هجمات صدم بالسيارة خلال الانتفاضة الأولى (19871993). وأضافت الصحيفة «الوضع هدأ في الأشهر الأخيرة، ولكن الهدوء كان مخادعاً»، مؤكدة أن «الموجة يمكن أن تندلع مرة أخرى، بشكل أكبر من هذا، في أي لحظة». وقال جيش الاحتلال إن جنوده القتلى الأربعة هم يائيل يكوتيل وشير حجاج وشيرا تزور وايريز اورباخ. وجرح في الهجوم 17 جندياً، بينهم حالتان خطرتان. وايريز اورباخ مستوطن في إحدى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

وكانت قوات الاحتلال شددت إجراءات الأمن في القدس وركزت على حي جبل المكبر.

ودافع متحدث باسم جيش الحرب ««الإسرائيلي»» أمس الاثنين عن تصرفات الجنود خلال هجوم الدهس، وقال إن الجنود تصرفوا بالطريقة الصحيحة، وذلك رغم الانتقادات بأن كثيرين فروا من المكان ولم يحاولوا إطلاق النار على سائق الشاحنة. وأظهرت مقاطع فيديو العديد من الجنود وهم يهربون بدل الاشتباك مع المهاجم.

من جهة أخرى أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح في حين لحقت أضرار مادية بعشرات السيارات في اعتداءات للمستوطنين على شارع حوارة جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة إن مجموعات من المستوطنين انتشرت على امتداد شارع حوارة نابلس وهاجمت سيارات الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الفارغة، مما أدى إلى إلحاق أضرار بها، كما اعتدت على عدد من أصحاب المركبات بالضرب، مما أسفر عن إصابتهم برضوض وجروح.

واعتقلت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً خلال قمعها لمسيرة سلمية منددة بالشارع الالتفافي الذي ينوي الاحتلال شقه لصالح المستوطنين ويلتهم عشرات الدونمات من أراضي بلدة عزون وقريتي النبي إلياس وعزبة الطبيب شرق مدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.

واعتقلت قوات الاحتلال أمس الاثنين، 16 فلسطينيا في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.

(وكالات)

المصدر: الخليج