كاتبة إماراتية
التفاعل اللافت الذي أبداه القراء مع ما جاء في عمود الأربعاء الماضي حول ضرورة التفكير بإعادة النظر في نظام الثلاثة فصول المطبق حالياً في السنة الدراسية لا يعني بالضرورة التقليل من جهود العاملين في وزارة التربية والتعليم، إنما هو تفاعل مع ربما مشكلة يستشعرها الميدان التربوي بمن فيه ومعهم بطبيعة الحال الأسر، وبالتالي يصبح الاستماع إلى مجمل الآراء فرضاً على »التربية«.
لا مركزية التفكير أمر في غاية الأهمية والاستماع إلى آراء أهل الميدان التربوي والمتأثرين بشكل مباشر بقرارات الوزارة يثريها ويزيد من فاعليتها وبالتالي من الإنتاجية التي يتطلع المجتمع إلى أن تكون هذه الوزارة أكثر من سواها ناجحة ومتميزة وماضية نحو الإبداع والابتكار في كل مفاصلها.
ولعل من حسن حظ وزارة التربية والتعليم وهي الوزارة ذات الصلة بكل أسرة أنها تجد هذا التفاعل مع ما يعنيها ويعنيهم، الجميع يشاركها الرأي والتفكير، ويقترح ما يراه مناسباً لتأخذ الأنسب في ميدان متجدد ومتغير ومتحرك، ما كان بالأمس صالحاً وربما فرضته ظروف معينة قد لا يكون اليوم كذلك، ولا شيء في التراجع عنه والعدول عن الاستمرار وتطبيق ما يكون أفضل لليوم، فكم من قرارات وكم من مبادرات وكم من مشاريع أنفقت عليها الملايين ألغيت بجرة قلم.
قرار إعادة التفكير في نظام الثلاثة الفصول قرار مفصلي يصب في جوهر النظام، لا شيء في إعداد استبيان أو دراسة تحدد إيجابيات هذا النظام وكذلك سلبياته ووضع النتائج بين يدي الجميع حتى يكونوا على بينة مما قد يكون خافياً عليهم.
»التربية« دون غيرها من الوزارات لا بد لها من الاستماع إلى الطرف الآخر والذي يمثله الميدان التربوي والأسر على وجه الخصوص والاستفادة من طرحه لتحقيق المعادلة بين ما تراه الأنسب وما يراه الميدان الأصلح.
القرارات الفوقية ليس بالضرورة أن تكون على الدوام ناجحة، لكن أهل مكة دائماً أدرى بشعابها والأجدر تقدير ما يحقق مصلحتها ويدرأ عنها ما لا يناسبها.
المصدر: البيان