كاتب - مستشار إعلامي
صورة جميلة ورائعة تلك التي قدمها الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد في المملكة خلال المؤتمر الدولي السابع والعشرين لنشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب. هذه الصورة تليق بالمملكة ومكانتها باعتبارها مهوى أفئدة الناس وقبلة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.
وهذه الكلمة تتسق مع الحقائق التي كانت ولا تزال تتعرض للتشويه. أوضح الدكتور السديري أن المملكة من أوائل الدول التي اكتوت بنيران الإرهاب. وهذه حقيقة لا جدال فيها.
وقد خاضت المملكة حربا ضروسا من أجل حماية المجتمع من غلواء التطرف ومن جور المتطرفين، بدأت هذه الحرب منذ عقود، وحققت نجاحات لافتة، ولا تزال ملاحقة جيوب التطرف مستمرة. ولا تتوقف جهود المملكة في مواجهة الإرهاب على داخل المملكة إذ كان لها إسهامات “في كثير من التحالفات الدولية وإنشاء المراكز في الداخل والخارج لمواجهته كالتحالف الدولي ضد الإرهاب ودعم إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب”.
وكما ذكر الدكتور توفيق السديري، فإن البعض في الغرب، وضع الإسلام باعتباره محرضا على الإرهاب، وهذه الفرية عززتها ممارسات الفرق الضالة مثل “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة” وأطياف الغلو الشيعي. ولكن يمكن دحضها بمنتهى السهولة، إذ إن المعطيات تؤكد أننا كمسلمين كنا وما زلنا أكثر ضحايا للإرهاب، وإن الإسلام بريء من هذه التهمة.
إننا كمسلمين نردد السلام عليكم في صلواتنا الخمس، ونحملها معنا كعبارة افتتاحية لأي تواصل مع القريب والبعيد. وهذه الرسالة “السلام عليكم” هي إعلان محبة ودعوات بالرحمة والبركة.
لقد تم تغييب كل هذه المفاهيم، مع هيمنة الفكر المتطرف على منابر في العالم الإسلامي. وحان الوقت لاستعادة دين الرحمة والسماحة والمحبة والسلام. وهذا يتحقق بتضافر الجهود وترجمة هذه الكلمة إلى برنامج عمل لا يجامل ولا يحابي أحدا من الفئات الضالة أو المتعاطفين معها.
رسالة المملكة من خلال كلمة الدكتور توفيق السديري تحث قادة المؤسسات الدينية المعتدلة في العالم الإسلامي على استعادة الخطاب الديني من “المتشددين وأنصاف المتعلمين الذين أساؤوا إلى تعاليم الدين السمحة”.
هذا الوعي بالمشكلة يتطلب فقط أن يصبح فاعلا، وهذا يتحقق بعزم كل الدول على دعم جهود المملكة ومصر في هذا الاتجاه.
إن المعالجة الأمنية لمواجهة الإرهاب لا يمكن أن تحقق النجاح التام في معزل عن الأمن الفكري الذي يرتبط بحجب محاضن الإرهاب عن المنابر ومنعها من تلويث الأفكار والإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
المصدر: الاقتصادية