تتدلى فصوص من الثوم في أحد جوانب قمرة قيادة باخرة كوستا فاشينوزا الجديدة والمصنفة بأنها الأكبر في العالم. وأي كان من علق ذلك الثوم فهو مقتنع بأن رائحته قادرة على طرد الأرواح الشريرة عن الباخرة عندما تمخر عباب البحر كما تقول المعتقدات الإيطالية، موطن السفينة وشقيقاتها.
وعلى الرغم من أن الباخرة الجديدة مزودة بأحدث التقنيات المعاصرة في عالم البحار إلا أن أحد مساعدي القبطان لم ير ما يمنع من تعليق ذلك الثوم لاسيما وأن الباخرة الأخرى التي تنتمي إلى عائلة (كوستا) والتي غرقت بداية العام الحالي كانت أيضاً مزودة بأحدث التقنيات ووسائل السلامة لكن مع ذلك لم تسلم من الغرق وخسارة 8 من أصل 4000 سائح كانوا على متنها.
وعلى أية حال لا يمكن التقليل من حجم الخسائر مقارنة بعدد الناجين او الآمان الذي تمتع به الأسطول لأكثر من 600 رحلة حول العالم لكن المثير عدم استسلام الشركة الأم لتلك الكارثة ومسارعتها بعد أقل من 5 أشهر لتدشين باخرة جديدة تتمتع بسبع تقنيات جديدة لرفع معايير السلامة فيها وتتسع لنحو 4 آلاف شخص فضلاً عن 928 فرداً يمثلون طاقم الباخرة التي تجاوزت تكلفة تشييدها 510 مليون يورو ليرتفع إجمالي استثمارات شركة كوستا الإيطالية لتطوير أسطولها البحري إلى 5.8 مليارات يورو منذ عام 1990.
دعم ومشاركة
قدمت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي دعمها الكامل للباخرة الجديدة التي انطلقت في رحلتها الأولى الشهر الماضي لتجوب المدن الساحلية الإيطالية وتخطط الشركة الأم لتنظيم رحلة بحرية سياحية للباخرة صوب الإمارات وتحديداً إلى دبي. فيما قال المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، حمد بن مجرن، مراسي الإمارة جاهزة لاستقبال الباخرة الجديدة وهل على قناعة برغبة السياح في الإمارات والمنطقة في المشاركة برحلات الباخرة الجديدة.
وأضاف ان السياحة البحرية تشكل أحد القطاعات الرئيسة الداعمة للسياحة في الإمارة. لذلك شاركت الدائرة بوفد رسمي في حدث تدشين الباخرة الجديدة ونحن على قناعة بأن الدائرة تنتهج سياسة مثمرة في دعمها للسياحة البحرية في عموم منطقة دول مجلس التعاون. واضاف تتميز دبي ببرامجها النوعية لدعم هذا النوع من السياحة وسخرت لذلك طاقات كبيرة فقطاع السياحة البحرية في دبي يشهد نمواً كبيراً حالياً، إذ من المتوقع أن يصل عدد السفن التي سيستقبلها المرسى خلال النصف الأول من العام الحالي إلى 71 سفينة تحمل 275 ألف راكب”.
وأضاف بن مجرن أن دائرة السياحة تبذل جهداً كبيراً للترويج للسياحة البحرية في جميع أنحاء العالم، كان آخرها معرض (كروز شيبنغ 2012)، الذي أقيم في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، والذي حصلت خلاله الدائرة على أربع جوائز مهمة، هي: (أفضل مرسى ينظم رحلات بحرية) و (أفضل مرسى يقدم خدمات للركاب والسفن) و(أفضل مرسى لتبادل الركاب) و (أفضل مرسى للخدمات المتطورة)”.
ولفت إلى أن ممثلي دائرة السياحة زاروا ميناءي (فورت لوترديل) و(ميامي)، في ولاية فلوريدا، وذلك للمقارنة بين الخدمات التي تقدمها هذه الموانئ، وتلك التي يقدمها مرسى السفن السياحية التابع لدائرة السياحة بميناء راشد بدبي، وكذلك للتعرف إلى أفضل الممارسات التي تقدمها هذه الموانئ.
وقال بن مجرن إنه تم الانتهاء من المراحل الأخيرة من التصميم لبناء مبنيين جديدين للسفن السياحية في ميناء راشد، إلى جانب المبنى الحالي لافتاً إلى أن طاقة المبنيين الجديدين الذين ستشيدهما (موانئ دبي العالمية) تصل إلى أربع سفن، اثنتان لكل منهما في وقت واحد. وتوقع أن يتم الانتهاء من تشييد المبنيين، الذين سيدعمان نمو قطاع السياحة البحرية في دبي خلال السنوات اللاحقة، في عام 2014.
مؤكداً أن التوسعات ستكون موازية لنسب النمو السنوية إذ من المتوقع أن ينمو عدد السياح البحريين العام الحالي نحو 6 ٪ مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 420 ألف راكب يحضرون على متن 115 سفينة. موضحاً أن الدائرة مستمرة في نشاطاتها الترويجية خلال الموسم المقبل، وشاركت بوفد في تدشين السفينة (كوستا فاشينوزا) أحدث سفينة في أسطول (كوستا). وبين أن الدائرة ستوسع من نشاطاتها لاستهداف أسواق جديدة في المنطقة وآسيا.
من جهته قال مدير إدارة سياحة السفن البحرية في الدائرة، جمال سالم الفلاسي، إن الدائرة ستجري دورة للتعامل مع حالات الطوارئ في السفن السياحية، بمشاركة الشرطة وخفر السواحل والإسعاف والطيران المدني. مشيراً إلى أن جودة البنى التحتية في المرسى تشكل عامل جذب لأكبر شركات السياحة البحرية حول العالم.
وكانت الدائرة افتتحت في فبراير 2010 المرسى الجديد للسفن السياحية، الذي يعد الأحدث في مراسي الشرق الأوسط، وقالت الدائرة إن البنية الموجودة في المرسى قادرة على مناولة خمس سفن سياحية في وقت واحد، وتضم أحدث الأجهزة والمرافق والتجهيزات التي تكفل خروج السائح في زمن قياسي، لافتة إلى أن المبنى مصمم بحيث يجمع بين الأصالة المتمثلة في تراث الإمارات، والمعاصرة المتمثلة في توافر أحدث تقنيات العصر من أجهزة ومرافق وغيرها.
الباخرة العملاقة
بنيت الباخرة الجديدة في حوض بناء السفن في بورتو سان جورجيو ديل في جنوى الإيطالية على يد 7 آلاف عامل في الحوض إلى جانب 3 آلاف آخرين يعملون لدى 500 شركة توريد. وتحمل السفينة الرقم 15 في أسطول كروز كوستا السياحي البحري.
يقول بيير لويجي الرئيس التنفيذي للشركة إن الباخرة الجديدة خطوة جديدة ومهمة على طريق شركتنا إلى الانتعاش وهو تأكيد على متانة خططها على المدى الطويل ففي الوقت الذي تعاني فيه منطقة اليورو من أزمة مالية حادة إلا أن الشركة استثمرت في الباخرة الجديدة 510 ملايين يورو، هذا غير مبلغ 9 ملايين يورو لتجديد إحدى السفن الشقيقة في الأسطول وهي كوستا نيورومنتيكا.
وبالطبع فإن الفضل يعود لجودة منتجاتنا، وقوة علامتنا التجارية، والتي تأتي مع ضمانة لأكثر من 60 عاماً من الخبرة، ونحن على ثقة بأن ولاء العملاء لا يفتر ولا يتأثر وإن تعرضنا لضغوط كبيرة عقب غرق إحدى السفن بداية العام الحالي.
وبين أن جميع أعضاء أسطول كوستا الأخرى مهتمون برفع معايير السلامة العالية وبالفعل قدمنا وطورنا 7 مبادرات للسلامة منها تعزيز إجراءات تدريب الطاقم والسياح على حد سواء وتطوير المتطلبات التنظيمية خلال الحوادث المحتملة وإضفاء المزيد من الشفافية على كيفية التعامل في حالات الطوارئ والتدابير اللازمة لمواجهتها إلى جانب استخدام نظام رصد عالي التقنية لرصد سلامة نظام الإبحار والمالحة وتعزيز السياسات التي تنظم الوصول إلى المراسي والمرافئ.
باخرة خضراء
يقول أحد التقنيين على متن الباخرة إن الشركة حرصت في هذه النسخة على زيادة معايير حماية البيئة لاسيما وأن المتعارف عليه قيام البواخر برمي نفايات الطاقم في البحر خلال الإبحار لكن الحال مختلف في الباخرة الجديدة إذ لن يجري التخلص من النفايات في البحر بل فصلها بنسبة 100 ٪ وإعادة تدويرها على متن الباخرة ذاتها إلى جانب إعادة تدوير المياه المستعملة وتدابير توفير الطاقة وبتقنيات عالية في الفرز. ويضيف : يمكننا القول أن هذه الباخرة خضراء بمعنى الكلمة لاسيما وأن الشركة قامت طواعية بالتوقيع على برتوكول حماية البيئة البحرية وهو الأكثر صرامة وتعهدت بالامتثال لاستحقاقاته.
بالأرقام
الطول: 290 متراً أما العرض: 35.5 متراً
عدد الطوابق: 17 (10 منها للركاب)
السرعة: 21.5 عقدة والقصوى: 23 عقدة
عدد الكابينات: 1508 كابينات من بينها 91 داخل المنتجع الصحي و524 كابينة مع شرفات خاصة، و70 مخصصة للأجنحة الكبيرة مع شرفات خاصة لكل منها 12 جناحاً و321 لمشاهدة المحيطات خارج كابينة.
حمامات السباحة: 4 واحدة منها مع سقف قابل للطي و5 حمامات أخرى جاكوزي مع صالة ألعاب رياضية، وحمامات سبا وحوض سباحة بمياه البحر، وغرف العلاج، وساونا، وحمام تركي، والاستلقاء تحت أشعة الشمس فوق البنفسجية، والحجرات والأجنحة.
حمولة الباخرة تصل إلى 114500 طن وتتسع لنحو 4 آلاف نسمة و928 فرداً يعملون كطاقم للباخرة.
قوارب النجاة والطوافات: 60 (الطوافات ذاتية النفخ وتبلغ طاقة النقل 6135 شخصاً).
مسرح ضخم من 3 مستويات يتسع لمئات المتفرجين وتقام عليه عروض مسرحية وغنائية، إلى جانب قاعة لسينما 4 دي غالباً ما تخصص لعروض موجهة للعائلات بصحبة أطفالهم وإمتاعهم بعروض فريدة من نوعها تشمل جميع الحواس الخمس.
أسطح الباخرة واسعة مزودة بالكامل بالكراسي القابلة للطي وتتيح فرصا للمتعة والاسترخاء لجميع الأعمار، بدءا من المناطق المفتوحة في الهواء الطلق او المغلقة والمزودة بحمامات جاكوزي وشلال وسقف زجاجي قابل للطي، قبالتها شاشة عملاقة لعرض الحفلات التي تجري على متن الباخرة مباشرة أو عروض الفيديو والأفلام.
باحات مفتوحة ومغلقة للسياح مصممة بعناية فائقة ومزينة بلوحات خشبية متميزة، أما المنحوتات والاضواء البراقة فهي ميزة الباخرة على غيرها في إظهار مفاتن تصمميها الواسع من الداخل المتجانس مع سلسلة من الماس على شكل ثريات.
شبكة إنترنت متاحة لجميع المسافرين والسياح لكنها مكلفة، فضلاً عن مركز لرجال الأعمال مزود بكل وسائل الاتصال. وتتميز رحلات الباخرة بتوافر العديد من مزودي خدمات الاتصال للهاتف النقال.
من الميزات الترفيهية الأخرى على متن الباخرة سباق الجائزة الكبرى تقول على محاكاة سباقات السيارات ويجري على ظهر السفينة فضلاً عن ملعب جولف افتراضي يحاكي اللعبة بطرق تقنية معروفة.
يمكن للأطفال قضاء وقت ممتع في لعبة القراصنة وسط حديقة ألعاب مائية في الهواء الطلق على ظهر الباخرة.
سلسلة مطاعم لمطابخ عالمية متنوعة و13 صالة للديسكو وصالات ألعاب ترفيهية تحتل طابقاً كاملاً في الباخرة.
سبا متكامل مساحته 6 آلاف متر على طابقين، مخصص للاسترخاء والعلاج، مطلة جميعها على 6 أجنحة مع شرفة خاصة وجاكوزي لكل من يرغب بالاسترخاء إلى جانب مطعم خاص.
مكتبة للمطالعة ومركز تسوق.