كاتب - مستشار إعلامي
تخيل نفسك جالسا في مكان عام، ثم سمعت أحدا يشتم أباك أو أختك أو زوجتك. ويواصل الذم والتجاوزات التي تصل إلى الخوض في الذمم والأعراض، كيف تشعر؟ من المؤكد أن شعورك بالمرارة سيكون كبيرا، ولا شك أنك ستجد نفسك تراوح بين خيارات الرد على مثل هذه التجاوزات، أو السمو والارتقاء وممارسة الصمت، مع اللجوء إلى الجهات للحصول على الإنصاف ضد الجاني أو الجناة.
إن عبقرية الإسلام، وعظمته، أنه ضيق مسألة التوسع في اتهام الناس، والخوض في أعراضهم. وهذا التضييق صاحبه حزم في العقاب، لمن يقترف مثل هذه الخطايا ضد الناس.
ولكن الملاحظ أن البعض يجد في الاختلاف، فرصة للافتراس بأي طريقة، بما في ذلك السعي لتشويه سمعة الخصم وإلصاق تهم لا دليل عليها، وبالتالي فهي تفضي بصاحبها إلى أن يقام عليه حد القذف لو تم نقل مثل هذه القضايا إلى المحاكم الشرعية.
لا أجد عذرا لمن يتجاوز نقطة الاختلاف في قضية عامة، إلى اختلاق أمور ليست صحيحة. ولا أجد عذرا لمن ينقل مثل هذا التجاوز ويردده لمجرد أن فلانا قد قال هذا. وأتمنى فعلا أن يأتي اليوم الذي يفكر فيه بعض سفهاء “تويتر” أكثر قبل أن يتجاوزوا في انتقاداتهم للناس.
من الضروري أن يراقب كل إنسان كتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حتى لا يجد نفسه عرضة للتورط في دائرة الجرائم الإلكترونية. إن شعورك بالمرارة عندما يقول بعضهم عنك كلاما باطلا، ينبغي أن يردعك عن أن تتورط في هذا الفعل.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/12/08/article_912814.html