أذكر انه في تلك الأيام التي تلت ما عرف بالثورة البرتقالية في أوكرانيا كانت هناك تلك الجمعية النسوية غريبة الأطوار .. في كل يوم يقومون او يقمن بالتجمع والتظاهر من اجل قضية فاشلة ما .. الفرق بينهم او بينهن وبين بقية المتظاهرين في العالم بأنها كانت مظاهرات تعري .. في اسبوع مظاهرة تعري ضد العنف على المرأة .. وبعدها بأسبوع مظاهرة تعري لتنبيه العالم بأهمية فرو الذئب الرمادي ثم مظاهرة تعري من اجل ثقب الأوزون .. مظاهرة تعري تضامنا مع خنفساء التشاكوباكو التي تعيش على ضفاف نهر الأمازون ..

حين كنت احاول فهم عقلية المتظاهرات لم اجد أمامي سوى جواب واحد .. هو أنهن يبحثن عن حجة من اجل (التفصيخ) وحقيقة الموضوع ان إحداهن لا تعرف شيئا عن خنفساء التشاكوباكو ولا تفكر في زيارة الأمازون .. لماذا لا تحب الشقراوات الأوكرانيات زيارة الأمازون ؟ وهل هذا سؤال يوجه لشقراء؟ ستجيبك مباشرة : انت تعلم بان كندا بعيده جداً عن كييف !!!

وكما انه في أوكرانيا هناك من يبحث عن حجة (للتفصيخ) ففي اسبانيا أيضاً من يبحث عن حجة (للضرابة) او السب او عمل اي مشكلة من اي شيء ولأي شيء فقط لتفريغ طاقة شريرة او رغبات طفولية .. او ربما فقط بسبب نظرية النمر الذي ضرب الضفدع وهو يسأله : طب ليش مش لابس طاقية؟

وحين تذكر قصة الطاقية فلا بد هنا من ذكر عدة قصص تسببت بمشكلات انطلاقا من لاشيء .. فمرة هل فن العازي أصيل ام مستود .. ومرة هل الأناشيد مندوبة ام مكروهة .. ثم قصص مختلف الإجازات والاحتفال بها تعودنا على رادح من السب والتخوين في كل مناسبة المولد ، رأس السنة ، الإسراء والمعراج .. وكل مناسبة .. وفي كل مباراة لازم احمد خليل بره لازم احمد خليل جوه .. الكرك في أكواب بلاستيك .. الكرك في أكواب فلين .. خلافات في كل شيء حتى لو في قضية هامشية .. والفاجعة هي العداء والقطيعة التي تحصل في جسد مجتمع بسبب قضية يرى كل طرف انها تمثل حرصه على وطنه ..

كان من اول ما تعلمناه ان اول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة هو (المؤاخاة) وان يصبح المجتمع بيتا واحدا متوحدا .. فهل ينتبه المجتمع اليوم الى أهمية هذا المعنى وتقديمه على كل الفرعيات التي تفرق الواحد الى الف جزء !!

المهم اننا سنقوم بمظاهرة احتجاجا على (قصر بال) و (ضيقة خلق) الشعوب الصديقة التي تتقاتل إلكترونيا فيما بينها على اللي يسوى واللي ما يسوى !! المظاهرة في أوكرانيا بالطبع ويمنع إحضار الهواتف النقالة !!