ابتكر المواطن مبارك عبدالله البوعيني، جهازاً يوفر مياه الري في الأراضي الرملية والمناطق التي تعاني الجفاف.
وحصد ابتكار البوعيني ثلاث ميداليات ذهبية في معارض دولية للابتكار أقيمت، أخيراً، في ماليزيا وكندا وكرواتيا، إضافة إلى المركز الأول في فئة الاستدامة في فعالية «مبتكر 2018» التي أقيمت في إمارة أبوظبي، بعد أن حصل على براءة اختراع من مكتب براءات مجلس دول التعاون الخليجي.
الجهاز لا يحوي كيماويات، ويتم غرسه في الأرض بجانب الشجر.
وقال البوعيني لـ«الإمارات اليوم»، إن الجهاز عبارة عن أداة لتوزيع المياه تم تصنيعها بالكامل من مواد المخلفات الزراعية، وتتوافر الأداة بثلاثة أحجام، قطر الحجم الأول أربعة سنتيمترات، والثاني ستة سنتيمترات، والثالث ثمانية سنتيمترات، لتوفير نحو 30% من مياه الري، وتقليل عملية تسرّب المياه إلى باطن الأرض، خصوصاً في التربة الرملية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%، مشيراً إلى أنه استغرق في البحث والتجربة للوصول إلى الشكل النهائي للابتكار نحو ثماني سنوات.
وأضاف «تتفاقم مشكلة الأراضي ذات التربة الرملية الضعيفة، خصوصاً مع الطقس الحار والجاف في فصل الصيف، إذ تعاني الجفاف والتصحر وقلة الأمطار أو الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية، لذا ركزت أبحاثي على اختراع جهاز لتوفير مياه الري، وتوصلت إلى جهاز على شكل عمود دائري مصنوع من مواد المخلفات الزراعية التي يتم جمعها بعد الحصاد، وطحنها وخلطها ببعض بنسب معينة، وتعريضها لنسبة رطوبة بين ثماني درجات إلى 12، ليتم بعد ذلك كبسها في مكابس خاصة وتعريضها لدرجة حرارة عالية». ولفت إلى أن «هذا الجهاز خالٍ تماماً من الكيماويات ودودة التربة المضرة بالبيئة، ويتم غرسه في الأرض بجانب الشجر بمقاييس وعمق معين يتم تحديده بناءً على نوع الشجر المزروع، حيث تم تقسيم الأشجار إلى ثلاثة أنواع (بالغة النمو، ومتوسطة النمو، والنباتات والشتلات)».
وأشار إلى أن «الأشجار الكبيرة يغرس حولها أربعة أجهزة في الصيف، واثنان للشجر المتوسط، وجهاز واحد للنباتات والشتلات، إضافة إلى أن حجم ونوع الشجر يحدد طول الجهاز، إذ يكون 25 سنتيمتراً للشجر كامل النمو، و15 سنتيمتراً للشجر المتوسط، ومن خمسة إلى 10 سنتيمترات للنباتات في موسم الزراعة».
وتابع: «يتم وضع الأداة في محيط الشجرة لتمتص فائض مياه الري أو مياه الأمطار بنسبة وكمية أكبر من التربة في الأرض، وتالياً تحدّ من هدر وضياع مياه الري في باطن الأرض، وتحافظ على نسبة البلل والرطوبة في المنطقة المحيطة، ولا تسمح بتسرّب المياه بقدرة امتصاص تصل إلى 300%»، لافتاً إلى أن «الجهاز يبدأ عمله في حال جفت التربة المحيطة بالنباتات، إذ تبدأ المياه المخزنة داخلها في التسرب ببطء وبطريقة تجعل التربة دائمة الرطوبة». وبيّن البوعيني، أنه يدرس حالياً إنتاج الجهاز بكميات كبيرة، وطرحه في الأسواق، وتوزيعه عبر المنظمات الإغاثية والإنسانية الإماراتية في الدول التي تعاني الجفاف وشح المياه.
المصدر: الإمارات اليوم




