صرح ناطق عسكري أميركي اليوم (الأربعاء) بأن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين، محدود جداً حتى الآن، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن مجموعة أخرى من الطائرات الحربية أقلعت من قاعدة «حميميم» الجوية في سورية، عائدة إلى قواعدها الدائمة في روسيا.
وقال الكولونيل ستيف وارن في مؤتمر بالفيديو من بغداد: «لم نرى خفضاً كبيراً لقدراتهم القتالية. قدرتهم القتالية على الأرض ما زالت على حالها وقدرتهم الجوية خفضت قليلاً، وهذا كل شئ».
وأضاف أن العسكريين الأميركيين وفي التحالف ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) ما زالوا حائرين في شأن النوايا الحقيقية لروسيا. وتابع أن «هناك لائحة طويلة من الاحتمالات، لكن بدلاً من درس كل منها على حدة نفضل التركيز على معركتنا ضد داعش».
وأوضح وارن أن العسكريين الاميركيين يعتقدون بأن «بين 8 و10 طائرات حربية روسية غادرت سورية عائدة إلى روسيا». وأضاف أن هناك «بعض المؤشرات إلى أن وحدات برية روسية صغيرة تستعد للرحيل أيضاً».
ورأى البيت الابيض الثلثاء أن موسكو حريصة حتى الآن على تنفيذ تعهدها الانسحاب، وأعلن أن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الأسبوع المقبل إلى روسيا للقاء بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان إن مجموعة أخرى من الطائرات الحربية الروسية أقلعت من قاعدة «حميميم» الجوية في سورية، عائدة إلى قواعدها الدائمة في روسيا.
وأوضحت أن المجموعة تضم طائرة نقل من طراز «إليوشن-76» ومقاتلات من نوع «سوخوي-25»، وعرضت قناة «روسيا 24» التلفزيونية لقطات حية لعدد من مقاتلات النوع نفسه تقلع من قاعدة «حميميم».
وكانت دفعة أولى من طائرات النقل والقاذفات التابعة لها أقلعت من سورية متجهة إلى روسيا، تنفيذاً لقرار سحب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية، فيما أعلن الكرملين أن روسيا «ستحتفظ بأحدث أنظمتها الدفاعية»، و«ستواصل قصف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى» في البلد الذي يشهد نزاعاً دامياً منذ 5 سنوات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن الاثنين عن انسحاب جزئي للقوات الروسية من سورية، بينما تجري مفاوضات برعاية الامم المتحدة لمحاولة ايجاد تسوية للنزاع السوري.
وفي إطار ردود الفعل على الانسحاب الروسي المفاجئ، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم إن إعلان روسيا سحب قواتها من سورية «خطوة مهمة» لإنجاح مفاوضات السلام السورية المنعقدة حالياً في جنيف، مشيراً إلى أنه سيسهم أيضاً في «تثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية المطبق حاليا في سورية»
المصدر: جريدة الحياة