كاتب - مستشار إعلامي
نحن في خواتيم شهر رمضان المبارك، وفي هذه الفترة تهفو النفوس للأجر، فتعطي بسخاء، وهذا أمر حميد.
لكن من المحبذ أن يعطي كل منا من يعرف، ويترك من يجهل. فالأمر لا يحتمل أن تمنح زكاة مالك إلى شخص لا تعرفه يزعم لك أنه سيوصل هذه الزكاة إلى المستحقين.
اتصل بي صديق عزيز عنده خير، يطلب قائمة بجهات يمكن التبرع لها. الرجل يتمتع بوعي ضروري، خلاصة حديثه أن التبرعات العمياء قد تجعلك داعما للإرهاب دون أن تدري. هذه حقيقة.
لقد كانت بؤر الإرهاب من الأفخاخ التي وقع فيها عدد كبير من أصحاب النيّات الطيبة، خاصة قبل افتضاح أمر الإرهاب. كان مظهر الصلاح الظاهر على الشخص محفزا لتقديم الأموال إليه، لبناء مسجد أو مدرسة أو حفر بئر.. إلى آخره. وثبت أن جزءا من هذه التبرعات لم يكن يذهب للتنمية، بل للقتل والإرهاب.
العمل التطوعي في مجتمعاتنا بدأ فرديا، ومع توسعه أصبح مساحة مفتوحة لمن يريدون الخير ومساحة مفتوحة للصوص ومن يدعمون الإرهاب.
الجمعيات الخيرية الموثوقة تستحق الدعم. أما الأشخاص الذين يضعون حسابات شخصية فإن مبادراتهم تظل محل نظر.
أعرف أن هناك أفرادا فضلاء يمارسون هذا الدور، لكن هناك طفيليين أفسدوا الصورة وأصبح رمضان وغيره من المواسم فرصة لأكل أموال الناس بالباطل، وهو أيضا فرصة لجمع المال من أجل دعم “داعش” و”القاعدة” وفروخ الإرهاب ضد المسلمين.
قبل بضعة أيام ظهر على إحدى الفضائيات شخص يبرر أفعال “القاعدة” وسواها، ويعلن أنه لا بيعة في عنقه لأحد، وأنه ينتظر الخليفة كي يبايعه. هذا الرجل كان يجمع التبرعات في الخليج العربي وكان بعض أهل الخير يقدمون له المال. ولنا أن نتصور أين يمكن أن تتجه هذه التبرعات التي تصل إليه؟!
المصدر: الاقتصادية