جددت دولة الإمارات التزامها بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لتعزيز خطط الإغاثة الإنسانية في اليمن.
جاء ذلك في كلمة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال لقاء مع وسائل الإعلام، استضافه السفير عبدالله يحيى المعلمي، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، بمقر بعثة المملكة في نيويورك، بحضور أحمد بن مبارك رئيس بعثة اليمن لدى الأمم المتحدة، وسلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية.
وذكرت لانا زكي نسيبة أن الوضع في الحديدة يحتم التوصل إلى تفاهم مشترك، حول آليات توصيل المساعدات الإنسانية وخطط الطوارئ. وأشارت إلى كلمة السفير المعلمي، التي أكد فيها أن التحالف العربي وضع عملية إيصال المساعدات الإنسانية في قمة أولوياته.
وقالت إن دولة الإمارات أسهمت بنحو 4 مليارات دولار أمريكي في شكل مساعدات إنسانية منذ أبريل 2015، مضيفة أن المنظمات غير الحكومية العالمية والمحلية، تلعب دور الشركاء الأساسيين في تنفيذ ذلك. كما أوضحت أن الإمارات أسهمت في «خطة الاستجابة الإنسانية» بمبلغ 465 مليون دولار أمريكي. وقالت إن هذا المبلغ متاح من غير أي شروط، مما يسمح للأمم المتحدة بالعمل لتقديم المساعدات وفقاً لأولوياتها.
وأكدت مندوبة الدولة أن الأمم المتحدة، أكدت تحسن الوضع الإنساني بفضل المساعدات الإماراتية، مشيرة إلى تأكيدات مارك أوكوك، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوشا»، عن أن عدد الأشخاص الذين تصل إليهم الأمم المتحدة قد ارتفع من 3 ملايين في الشهر، إلى 7 ملايين، وتقلص الوقت المستغرق في علاج حالات الكوليرا من أسبوع واحد إلى أقل من 24 ساعة، وتلقى 2.3 مليون شخص العلاج الطبي، وتم توصيل خدمات المياه والكهرباء إلى 3.1 مليون شخص. وأكدت لانا نسيبة التزام الإمارات التام بالحفاظ على هذا التقدم؛ بل وتسريع وتيرته خاصة فيما يتعلق بعملية الحديدة من الناحية الإنسانية. وقالت إن التنسيق بين التحالف العربي والأمم المتحدة، مكّن نحو 30 سفينة من إنزال حمولتها خلال الشهر الماضي، وإن التحالف عبر بوضوح عن التزامه بحماية الميناء وغيره من بنيات أساسية مهمة، ولكن لا تتوفر مثل هذه الضمانات من قبل القوات الحوثية؛ إذ نواجه عدداً من الألغام والعبوات الناسفة، ونعتقد أن الميناء نفسه تمت زراعته بالألغام.
وأوضحت مندوبة الإمارات، في كلمتها لوسائل الإعلام في واشنطن، أن الحوثيين يتعمدون خلق كارثة إنسانية، عبر إعاقة عمليات إنزال حمولات السفن في ميناء الحديدة، وإجبار فرق الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة من المخازن، وبالتالي تسهيل سرقة وتحويل مسار الإمدادات الغذائية، وتدمير شبكات الصرف الصحي والمياه عن طريق حفر وبناء مواقع ارتكاز عميقة للدبابات والمدافع وسط الأحياء السكنية، إلى جانب قيامهم بزرع الألغام والعبوات الناسفة بصورة عشوائية.
وطالبت المجتمع الدولي بالتركيز على حماية الممرات المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية، والاحتفاظ بالميناء مفتوحاً للعمل، وحذرت من وضع كارثي إذا اعتقد الحوثيون أنهم سيحققون مكاسب في المفاوضات السياسية، إذا أقدموا على تدمير الميناء. وتابعت: إن التحالف يتحرك عبر خطة واحدة متكاملة لمواجهة التحديات العسكرية والإنسانية في اليمن. وقالت إن الإمارات قدمت في إطار هذه الخطة 35,000 طن من المساعدات الغذائية الإضافية، تم وضعها مسبقاً في اليمن وفي مواقع أخرى مجاورة، وذلك لنقلها عن طريق البحر والجو والبر، كما أن هناك سفناً إماراتية في طريقها إلى الحديدة، وأخرى إضافية جاهزة لنشرها، علاوة على سبع طائرات إماراتية مجهزة لإلقاء المساعدات وجاهزة لعمل جسر جوي، و100 شاحنة تعاقدت معها الإمارات لإيصال المواد الغذائية، من خلال القوافل البرية من عدن.
وقالت لانا نسيبة إن الطواقم الفنية جاهزة لإعمار الميناء في حال قام الحوثيون بتدميره، جنباً إلى جنب مع طواقم لإزالة الألغام لضمان إعادة فتح الممرات البحرية. وأكدت وجود خطط لزيادة تدفق المساعدات في جميع أنحاء اليمن، عبر قنوات بديلة إذا ما عمد الحوثيون إلى تعطيل أو تدمير ميناء الحديدة.
وأوضحت مندوبة الإمارات أن التحالف قام بتأمين مخارج آمنة للمدنيين، بعيداً عن مناطق الصراع بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وعبرت لانا زكي عن أملها في نجاح مساعي وساطة المبعوث الأممي مارتن جريفيث، لكنها دعت للعمل بجدية على الخيارات الأخرى المتوقعة، مشيرة إلى أن الجماعة المسلحة المدعومة من إيران لديها الاستعداد لاتباع سياسة الأرض المحروقة. (وام)
المصدر: الخليج