قتل عشرات المسلحين من المتمردين الحوثيين، وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح أمس في معارك عنيفة بأنحاء اليمن مع المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وغارات طيران التحالف، الذي أكد بشدة على لسان المتحدث باسمه العميد ركن أحمد عسيري عدم وجود أي عناصر لقواته داخل الأراضي اليمنية، وقال تعليقاً على شائعات لـ«الحوثيين» عن توغل بري سعودي في أراضي اليمن، تزامناً مع الاشتباكات على الحدود بين البلدين «إن كل الحدود السعودية تعتبر منطقة محرّمة»، مشيداً في الوقت ذاته بالعمليات التي تقوم بها المقاومة الشعبية ضد المتمردين، وصفها بالبطولية.
ولليوم الثاني علي التوالي، أفشلت المقاومة الشعبية في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، وبمساندة طيران التحالف، محاولة توغل لميليشيا الحوثي وقوات صالح من منطقة بئر أحمد المؤدية إلى مديرية البريقة. وقال مصدر في المقاومة: «تم إفشال تقدم الحوثيين، وحلفائهم بعد مواجهات عنيفة خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، وأجبرت مئات السكان على الفرار بعد تعرض منازلهم لقصف عشوائي بقذائف مدفعية أطلقها المتمردون».
وأكدت مصادر طبية مقتل 9 أشخاص وإصابة 67 آخرين، أغلبهم مدنيون، في قصف عشوائي للحوثيين على الأطراف الشمالية والغربية لمدينة عدن خلال الأربعة والعشرين الساعة الماضية. وشن طيران التحالف غارات على تجمعات مفترضة للمتمردين دمرت إحداها شاحنة أسلحة على أطراف المدينة. واستهدفت غارة جوية في وقت سابق موقعاً عسكرياً للحوثيين في منطقة رأس عمران المطلة على مضيق باب المندب غرب عدن التي حذر مسؤولون محليون في أعمال الغوث الإنساني من أنها قد تشهد فجوة غذائية تصل إلى حد المجاعة بسبب توقف دخول البضائع والمواد الغذائية جراء القتال.
وفي لحج المجاورة، قتل ،وأصيب 13 من مسلحي الحوثي وصالح في كمين نصبه مقاتلو المقاومة في منطقة كرش، شمال المحافظة. وقال سكان إن عناصر مسلحة من المقاومة أطلقت قذائف صاروخية على مركبتين، كانتا تقلان المتمردين في المنطقة الواقعة على الشريط الحدودي السابق بين شمال وجنوب اليمن، مما أسفر عن تدمير المركبتين. وأكدت مصادر المقاومة السيطرة على مركز مديرية المسيمير شمال لحج، وانسحاب ميليشيا الحوثي باتجاه قاعدة العند الجوية.
وقتل وأصيب قرابة 45 من ميليشيا الحوثي وقوات صالح في هجوم مباغت فجر أمس للمقاومة الشعبية في محافظة أبين الجنوبية. وقال مصدر محلي: «إن عناصر من المقاومة في المناطق الوسطى بأبين شنوا الهجوم بأسلحة رشاشة وقذائف صاروخية بالقرب من منطقة امعين في مديرية لودر. لافتاً إلى عدم وقوع إصابات في صفوف المقاومة.
وساد الهدوء الحذر، أمس، جبهة القتال في محافظة الضالع (جنوب) غداة مقتل 23 من أنصار الحوثي وصالح و5 من مسلحي المقاومة الشعبية بمعارك عنيفة. وذكر سكان وشهود أن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات على المحافظة مستهدفة خصوصا السجن المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين في مدينة الضالع، ومعسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة قعطبة. كما استهدفت غارة جوية لطيران التحالف مبنى الأمن السياسي بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة النفطية جنوب شرق اليمن.
وقصفت مقاتلات التحالف معسكر الدفاع الجوي بمدينة القاعدة بمحافظة إب وسط البلاد، حيث قتل 4 حوثيين، ومعسكر الدفاع الجوي ومواقع للمتمردين في مدينة المخاء بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن حيث استمرت المعارك المتقطعة بين الحوثيين وجماعات المقاومة. وأكدت مصادر محلية مقتل 6 حوثيين بالاشتباكات. كما قتل 16 حوثياً وثلاثة من مسلحي المقاومة بمواجهات عنيفة في منطقة الحفينة غرب محافظة مأرب، التي شهدت غارات للتحالف استهدفت منزلاً لقيادي في جماعة الحوثيين، بمنطقة الأشراف، غرب المدينة، وموقع «حلحلات»، ومعسكر «ماس» التابع للحرس الجمهوري الموالي لمصلحة في منطقة الجدعان.
وشنت مقاتلات التحالف ثلاث غارات على مجمع العرضي العسكري، مقر وزارة الدفاع اليمنية في وسط صنعاء، وذلك للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية للتحالف بقيادة السعودية. وقالت وزارة الدفاع في بيان مقتضب إن الغارات أسفرت عن تضرر منازل في محيط المجمع العسكري وألحقت أضراراً كبيرة بمبنى هيئة الطيران والأرصاد القريب.
كما استهدفت الضربات الجوية على صنعاء معسكر ألوية الصواريخ، طويلة المدى، في منطقة «فج عطان»، جنوب غرب العاصمة، ودمرت في وقت سابق منزل قائد اللواء التاسع في الحرس الجمهوري، العميد علي الذفيف، الموالي لمصلحة والحوثيين، في بلدة همدان. وقال سكان إن الذفيف لم يكن موجوداً في منزله لحظة الهجوم، وإن الغارة أسفرت عن سقوط 4 قتلى و8 جرحى. ونفذ الطيران 11 غارة على مديريتي «الظاهر» و«شدا» شمال غرب صعدة، وقصف تجمعات مفترضة للحوثيين في «جبل النار» ومنطقتي «الملاحيظ» و«المنزالة» الحدوديتين مع السعودية، ومديرية ميدى الساحلية على البحر الأحمر شمال غرب محافظة حجة. كما قصفت طائرات حربية نقطة تابعة للحوثيين في مديرية «الغيل» بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد.
اليمن يتصدر أعمال «الوزاري الخليجي»
الرياض (وام)