شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن أمس، أكثر من 130 غارة جوية على معاقل الجماعة المتمردة في محافظة صعدة الشمالية مستهدفة أيضا تجمعات مفترضة لها وللقوات العسكرية المتحالفة معها في العاصمة صنعاء ومدن أخرى في البلاد.
وقال الناطق الرسمي لقوات التحالف العميدالركن أحمد عسيري، إن ميليشيات الحوثي منعت المدنيين من مغادرة صعدة، مجدداً دعوة المدنيين لمغادرة صعدة ومران، ومؤكداً أن العمليات مستمرة حتى تحقيق أهدافها.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي اليومي في الرياض أن ميليشيات الحوثي تسعى لاستخدام المدنيين دروعا بشرية، وطيران التحالف استهدف أكثر من 100 هدف منذ الأمس، من خلال ما يزيد على 130 طلعة جوية. وأشار إلى أن من بين الأهداف التي استهدفت مقار 17 قياديا حوثيا، يعدون مسؤولين عن الهجمات المنفذة ضد نجران، إضافة إلى تجمعات حوثية في مدينة عدن، مشيراً إلى أن الغارات نجحت في تدمير مستودعات سلاح في صعدة على الحدود السعودية، و تنفيذ عمليات في عدن ومأرب لدعم المقاومة الشرعية. وشدد على أن القوات البرية السعودية تواصل تأمين الحدود، والقطع البحرية تواصل ممارسة حق التفتيش لمنع أي محاولة تهريب.
وأقر مسؤول في المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في صنعاء بتدمير معظم منازل قيادات الصف الأول في الجماعة في الغارات على صعدة التي تعد الأعنف منذ انطلاق العملية العسكرية العربية مشيراً إلى أن الضربات تركزت أيضا على مناطق حدودية بين اليمن والسعودية، وذكر منها مدينة حرض التي تعد منفذا حدوديا رئيسيا بين البلدين. ودمرت مقاتلات التحالف مقار زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي الثلاثة التي كانت تحتوي على مراكز اتصالات ومستودعات أسلحة وذخيرة، في حين تعرضت منطقة مران في بلدة «حيدان»، وهي مسقط رأس الحوثي، لأكثر من 16 غارة جوية.
كما دمرت الضربات الجوية مقر رئيس المكتب السياسي للحوثيين، صالح هبرة في مدينة صعدة، ومقر الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام في بلدة «سحار». واستهدف القصف الجوي أيضاً مقر عضو المكتب السياسي، يوسف الفيشي، في مدينة صعدة، ومقر القيادي البارز في الجماعة، مهدي المشاط، في منطقة «الطلح» على ضواحي المدينة، إضافة إلى مقر تابع للقيادي الحوثي، حميد الصماد، قالت قناة العربية الإخبارية أنه كان يحتوي على أسلحة وذخائر.
كما قصفت مقاتلة حربية مبنى المجمع الحكومي في مدينة عمران وتعرض العديد من مناطقها أمس لغارات جوية مماثلة طالت تجمعات للمتمردين ودمرت مقر القيادي محمد حسن قبلي في منطقة بني معاذ ومقار قيادة تابعة لعبد الملك الحوثي في ضحيان وجبل التيس ومديرية مجز.
إلى جانب تدمير هذه المقار، قصفت الطائرات بشكل مكثف معسكراً للحوثيين في منطقة النظير غربي صعدة وتجمعاً للحوثيين يشمل آليات عسكرية ودبابات في البقع شرق المدينة، وموقع سودة عيدان العسكري التابع للحوثيين عند المدخل الجنوبي لمدينة عمران في حين قصفت منطقة مران، معقل الحوثيين في صعدة، بأكثر من 10 صواريخ.
وقصفت مقاتلات التحالف مجددا صباح أمس مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء. واستهدف القصف مقاتلين حوثيين في منطقة اليتمة في بلدة «خف والشعف» الحدودية مع السعودية وتحاذي محافظة صعدة إضافة إلى مواقع لهمن ولقوات المخلوع علي عبدالله صالح في مدينة عتق.
وقالت مصادر محلية إن الضربات الجوية استهدفت موقعا عسكريا للحوثيين عند مدخل المدينة، وتجمعا لهم في كلية النفط والمعادن، مشيرة إلى أن مسلحي المقاومة استعادوا أمس السيطرة على منطقة «المصينعة» واستولوا على أربع دبابات ومدرعة وأسلحة بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين الذين كانوا سيطروا على المنطقة الجمعة.
وفي عدن، شنت مقاتلات التحالف العربي أكثر من 15 غارة جوية على تجمعات الحوثيين في المدينة التي تشهد قتالا هو الأعنف في الصراع اليمني المستمر منذ أسابيع.
وقال سكان لـ (الاتحاد) إن مليشيات الحوثي مدعومة بقوات موالية لمصلحة المتمركزة قرب مضيق باب المندب، قصفت بالدبابات وصواريخ كاتيوشا وبشكل عشوائي منطقة «صلاح الدين» في مديرية «البريقة» غرب عدن، ما أدى إلى نزوح عشرات الأسر من المديرية الأكثر هدوءا في المدينة الساحلية الاستراتيجية.
وفيما أكدت مصادر محلية مقتل خمسة مدنيين بقصف للحوثيين استهدف منطقة «كريتر»، تضاربت الأنباء بشأن سيطرة الحوثيين على منطقة «العريش» في «خور مكسر» وتقدمهم في اتجاه مديريتي «الشيخ عثمان» و«المنصورة»، في حين أكدت مصادر في المقاومة الشعبية في عدن سيطرة مقاتليها على مديرية «دار سعد»، شمال المدينة، بعد مواجهات عنيفة ليل الجمعة السبت أجبرت المتمردين على الانسحاب صوب محافظة لحج المجاورة وتشهد معارك ضارية منذ أواخر مارس.
وفي تطور لافت، أمهلت المقاومة الشعبية جماعة الحوثيين 24 ساعة للانسحاب من محافظة مأرب «دون قيد أو شرط»، وحددت مهلة زمنية للحوثيين للانسحاب من المحافظة تنتهي في الساعة الثالثة مساء اليوم الأحد، حسبما أفاد قيادي في المقاومة لوكالة الأنباء الألمانية.وقال القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه إن المقاومة دعت في بيانها الجماعة الحوثية إلى «سحب كامل معداتها العسكرية والانسحاب الكامل من جبهات القتال فوراً وبدون قيد أو شرط».
وتوعدت المقاومة بالرد بقوة على الحوثيين، حال عدم انسحابهم من مأرب بعد انتهاء المهلة، وأنها أعلنت حالة التعبئة العامة لمواجهة المتمردين الذي يحاولون السيطرة على المحافظة القبلية حيث شنت مقاتلات التحالف، أمس، غارات على مواقع مختلفة للمتمردين والقوات العسكرية المساندة لها.
المصدر: الاتحاد