قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أمس، إن الدوحة مستعدة لبحث «كل مصادر قلق دول الخليج»، بعد إعلانه أن قطر لن تفاوض على سياستها الخارجية، وزاد في التعنت مؤكداً أنه لا مفاوضات أو حوار مع الدول المقاطعة إلا بعد رفع المقاطعة، ما يظهر جلياً ضعفه وتخبطه، بعد أن افتقد الحجة في محاولة الدفاع عن بلاده الداعمة للإرهاب.
وقال وزير الخارجية القطري، حسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز»، إن الدوحة مستعدة لبحث «كل مصادر قلق دول الخليج».
وأضاف: «الأزمة يمكن أن تنتهي حول مائدة الحوار، إذا كانت هناك مبادئ واضحة لهذا الحوار».
وأعلن أنه سيزور الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل، لبحث الأثر الاقتصادي للأزمة، وأشار إلى أن الدوحة «لاتزال تأمل أن تثمر الوساطة الكويتية في حل الأزمة».
وكانت الدوحة اشترطت رفع المقاطعة، التي تفرضها عليها السعودية والإمارات والبحرين، قبل البدء في أيِّ مفاوضات لحل الأزمة الدبلوماسية في الخليج.
وقال وزير الخارجية القطري، لصحافيين في الدوحة، سنعتمد على عُمان والكويت وتركيا، إذا استمرت الأزمة، مشيراً إلى أن قطر لن تتفاوض على سياستها الخارجية وقناة الجزيرة.
كما قال وزير الخارجية القطري إن إيران توفر لهم ممرات للطيران، وإن قطر لن تتفاوض مع القوى العربية، حتى تنتهي المقاطعة الاقتصادية، مشيراً إلى أنهم لم يتلقوا بعد أي مطالب من الدول، التي قطعت علاقاتها معهم.
وناقضت تصريحات وزير خارجية قطر نفسها بنفسها، حتى بدا الأمر ارتباكاً واضحاً، في موقف الدولة التي تعيش أزمة حقيقية، بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها معها.
وبعد أن أكد أن قطر لن تفاوض على سياستها الخارجية و«قناة الجزيرة»، مشدداً على أنه أن لا مفاوضات أو حوار مع الدول المقاطعة إلا بعد رفع المقاطعة، عاد ليؤكد أن بلاده مستعدة للحوار، ومعالجة مخاوف دول الخليج.
ولعل تلك التصريحات، لاسيما ادعاءه أن إجراءات الدول الخليجية تبدو موجهة للتخلص من دولته، كانت كفيلة بإرباك كل من يسمعها، فهل تسعى دول الخليج للتخلص من قطر؟ أم أن دول الخليج أكدت أكثر من مرة، وبالدلائل، سعي قيادات قطرية لزعزعة استقرار تلك الدول وفي أكثر من مناسبة، وعبر أكثر من تسجيل مسرب، لاسيما ذاك التسجيل الشهير بين أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتآمرهم على السعودية، فضلاً عن التسريبات الأخرى حول البحرين.
وهذا ليس كل شيء، فوزير الخارجية الحالي تحدث عن استعداد بلاده للاستماع لما وصفها بهواجس الدول الخليجية ثم الرد عليها، على الرغم من أن ما يصفها بالهواجس ليست إلا «واقعاً» لا يغفل عنه أحد، وهو تمويل المنظمات والكيانات المتطرفة، التي تجد ملجأ لها في الدوحة.
أما التناقض الأبرز، فأتى واضحاً عند الحديث عن «الحصار» المزعوم، الذي تشدد الدول الخليجية على أنه مقاطعة وليس حصاراً. ففي حين تحدث عن أن هدف هذا «الحصار» التخلص من قطر، قال من جهة أخرى إن بلاده ستعتمد على عمان والكويت وتركيا في حركاتها التجارية، كما قال إن إيران توفر للدوحة ممرات للطيران، فعن أي «حصار» يتكلم إذاً.
ولعل أكثر من فسر هذا التناقض، وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي قال في تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»، أول من أمس، «سمعت كلمة حصار، وسمعت أيضاً أن خطوط الطيران مفتوحة فوق إيران، وعبر مطارات الكويت ومسقط وتركيا! كلها في جملة واحدة».
وبعد، وفيما يعيد وزير الخارجية القطري ويكرر أن دولة الكويت لها القيادة في الوساطة، يؤكد أنه سيزور واشنطن الأسبوع المقبل، لبحث الأثر الاقتصادي للأزمة، وقبلها كان في باريس ولندن للهدف المعلن ذاته، فيما اعتبر سياسيون أنه كان من الأولى للخارجية القطرية أن تحشد جهودها الدبلوماسية والسياسية، خلف الجهود الكويتية، إن كانت بالفعل تسعى كما تقول لحل الأزمة.
المصدر: الإمارات اليوم