باحثة و مراجعة أكاديمية للمجلة الكندية للاتصالات و طالبة دكتوراه في جامعة كارلتون بكندا. عضو في جمعية الاتصالات الكندية وكذلك جمعية الدراسات الثقافية من جامعة بيتسبرج. شاركت في مؤتمرات مختلفة من بينها مؤتمر الاقتصاد السياسي و مؤتمر جمعية الثقافة الشعبية الكندية
سعت أقسام الدراسات الإنسانية في جامعاتنا السعودية مذ تأسيسها لاتباع النظام الجامعي العالمي المتبع آنذاك والذي يقوم على تجزئة الثقافة الإنسانية إلى أجزاء وفئات فهناك علم الاجتماع، التاريخ، الدراسات الأدبية ….الخ ووُضِعت الأنظمة واللوائح التي نصت على التقيد بإحدى هذه التخصصات في معزل عن التخصصات الأخرى ، فدارس الأدب يسعى إلى دراسة الأدب في مرحلة البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه، وليس من المفترض أن يسعى أكاديمياً لكسب المعرفة من التخصصات الأخرى مهما ارتبطت في الحقيقة تلك التخصصات بمجاله.
ورغم ان التخصص في العلوم الإنسانية لازال هوالنظام السائد في العالم ، إلا أن هناك مرونة في الانتقال بين التخصصات بل توجه واحترام لتعددية المعرفة والبحوث المعتمدة على التعدد في المنهجية المستخدمة.
لازال جزء من القطاع الحكومي والخاص محلياً يتطلب من المتقدم للوظيفة حصر بحثه ودراسته في مناطق أكاديمية ضيقة مما ينتج عنه تشكيل ايدولوجيات ودراسات منفصلة عن بعضها البعض، أولاً، و بعيدة عن المجالات العامة ، ثانياً، لأن الدراسة التخٓصُّصِيّة تفتقد الطبيعة العضوية المتطلبة أحياناً للإنتاج الفكري والعملي.
مشكلة تواجه جزء من المبتعثين وهي حصر التخصص والتي سمعت من الكثير عنه ومما يروونه من شعور بخيبة الأمل عندما يتوجهون وكلهم حماس ويقين بقدرتهم على الإنتاج والعطاء لما اكتسبوه من معرفة وأدوات و على خلق ماهو إيجابي وجميل بها إذا ماسُمحت لهم فرصة العمل، فيفاجأون بعدم النظر لمايملكون بل يواجهون بالإعراض لمجرد أن تخصصهم لايتطابق اسمياً مع ما درس مسبقا، دون النظر في بحثه واهتمامه والذي قد يكون في الحقيقة يستخدم منهجيات متعددة للوصول لهدف واحد ودراسة ظاهرة فردية تتطلب التعددية في المنهج لتحقيق عمق اكثر في فهمها.
بدلاً من الاستسلام لهذا النوع من التأسيس الأكاديمي فنحن بحاجة إلى تشجيع الطلبة المبتعثين و الطلبة في الداخل إلى التزود بالأدوات المهمة من خلال الخبرة والمعرفة والممارسة في جوانب عدة للبحث عن أسئلة وقضايا جديدة عوضا عن مطالبتهم بطرح نفس الأسئلة والإجابات تكراراً، مثل هذا التشجيع للتعددية المعرفية يفتح بابا واسعاً لتطوير التخصصات ونموها، كما سيتيح مجال أكبر للحوار بين الأقسام والتخصصات المختلفة وسيخلق أشخاص قادرين بمنهجيتهم المتنوعة على تشكيل روح تعاونية بين الأقسام وملء الفراغات الموجودة بينها.
خاص لـ ( الهتلان بوست )