دان مجلس التعاون الخليجي، الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، المنتج في الولايات المتحدة الأميركية، واصفاً إياه بالعمل المشين وغير المسؤول. وقال أمين عام المجلس الدكتور عبد اللطيف الزياني، في بيان أمس، إن «إنتاج هذا الفيلم أمر لا يمكن قبوله ولا تبريره، حيث تسبب في الإساءة إلى مشاعر المسلمين وغير المسلمين ممن لا يرضيهم المساس بالرسل والأديان والمعتقدات»، مشيراً إلى أن «مثل هذه الأعمال المشينة تقوّض الجهود المبذولة لنشر مبادئ التسامح والحوار والتقريب بين أتباع الأديان».
كما ندد الأمين العام لمجلس التعاون بأعمال العنف ضد السفارات الأميركية في بعض دول المنطقة، والتي راح ضحيتها السفير الأميركي لدى ليبيا وعدد من موظفي السفارة.. وقال: «إن غضبنا ورفضنا لهذا الفيلم، لا يبرر أبداً مثل هذه الاعتداءات، ولا يحقق إلا الأهداف الدنيئة والمشبوهة لمن قاموا بإنتاجه». ودعا إلى معالجة الأمر بالحكمة والتعقل، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها منع تكرار مثل هذه الأعمال المشينة، ومعاقبة كل من يقوم بها ويدعمها.
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال استقبال جثامين الدبلوماسيين القتلى في هجوم بنغازي، بتقديم كل من يضر الأميركيين للعدالة. وقال إن الولايات المتحدة «ستقف» في مواجهة الاحتجاجات العنيفة ضدها في العالم الإسلامي. وشدد على ضرورة أن تقوم الحكومات الأخرى بالوفاء بالتزاماتها بحماية الدبلوماسيين.
بينما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «إن العالم العربي لم يقايض استبداد ديكتاتور باستبداد عصابة».
وفي السياق، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الفيلم المسيء، واصفاً إياه بأنه «مفعم بالكراهية». وقال كي مون، في بيان صدر عن مكتبه أمس: «من الواضح أن هذا الفيلم، تم صناعته عن عمد تام لبث التعصب وإراقة الدماء».
وفيما توالت ردود الفعل الدبلوماسية والسياسية، حاولت واشنطن البحث عن مخرج قانوني للأزمة التي ولدها الفيلم. وقالت الناطقة باسم المكتب الإداري للمحاكم الأميركية، كارين ريدموند، إن المسؤولين المختصين بالعقوبات الصادرة مع وقف التنفيذ ينظرون في انتهاكات محتملة لشروط الإفراج من السجن، يحتمل أن يكون قد ارتكبها رجل من كاليفورنيا مرتبط بالفيلم.
وفي تفاصيل اليوم الثالث من الاحتجاجات التي شهدتها البلدان الإسلامية على الفيلم المسيء، لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب العشرات بجروح في السودان خلال اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأميركية في الخرطوم. وأحرق المتظاهرون السفارة الألمانية والبريطانية قبل وصولهم إلى سفارة واشنطن.
وشهدت تونس، سقوط ثلاثة قتلى، وإصابة 38 بينهم عشرة من رجال الأمن في اقتحام السفارة الأميركية، التي احترقت أجزاء منها نتيجة إلقاء قنابل المولوتوف. كما أحرق المتظاهرون مدرسة أميركية في العاصمة تونس.
وفي لبنان، قتل متظاهر وأصيب 25، بينهم رجال أمن، في مواجهات بطرابلس شمالي البلاد بين قوى الأمن ومحتجين هاجموا مطعماً أميركياً للوجبات السريعة وأحرقوه. كما عمت الاشتباكات معظم البلدان العربية والإسلامية.