
كاتب ومستشار قانوني إماراتي
في اليوم الدولي للتعليم، تعود كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتذكرنا بأن التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو قوة تُشكّل ملامح المستقبل. في الإمارات، حيث يلتقي الطموح بالابتكار، تتجسد هذه الرؤية في حلم يجعل التعليم ركيزة أساسية للارتقاء بالفرد والمجتمع، مع الحفاظ على القيم الوطنية الأصيلة التي تُشكل هوية هذا الوطن.
تصوّر طفلة صغيرة في إحدى مدارس الإمارات النائية، تقف أمام جهاز لوحي موصول بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تشرح الدروس بناءً على مستواها الشخصي. تخيّل أن هذه الطفلة، التي ربما كانت ستواجه صعوبات تعليمية بسبب نقص الكوادر، أصبحت الآن قادرة على التعلم بكفاءة طفل يدرس في مدرسة خاصة في مدينة كبرى. هذه ليست مجرد صورة خيالية، بل رؤية يمكن تحقيقها عبر استثمار حقيقي في التعليم الشخصي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، واستمرار تعزيز الكوادر المؤهلة القادرة على دمج التكنولوجيا في التعليم، وهذا ما تعمل عليه الجهات المعنية لتبقى الإمارات نموذجاً يحتذى في التعليم الحديث، وتأهيل كوادر وطنية قادرة على استقراء وصناعة المستقبل بالتعليم المستدام.
من هنا، تظهر أهمية التعليم الذي يدعو إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التعليم الذي يمزج بين الابتكار والقيم الإنسانية. يمكن للمدارس في الإمارات أن تصبح نموذجاً عالمياً عبر اعتماد مبادرات مثل «المدارس الخضراء»، التي تعلّم الطلبة احترام البيئة من خلال تجارب عملية، مثل زراعة النباتات المحلية ورعاية المساحات الخضراء. ولتجنب أن تكون هذه المبادرات مجرد شعارات، يمكن دعوة القطاع الخاص إلى المساهمة في تمويلها، مثل شركات الطاقة المتجددة، ما يجعل المشروع أكثر استدامة.
على المستوى الدولي، يمكن للإمارات أن تتعاون مع منظمات مثل اليونسكو والبنك الدولي لتبادل الخبرات في التعليم الحديث. تجارب مثل التي شهدتها فنلندا، حيث يركّز النظام التعليمي على المهارات العملية والتعلم التفاعلي، يمكن أن تكون مصدر إلهام لتطوير برامج مشابهة في الإمارات.
المصدر: الإمارات اليوم