كاتب إماراتي
.. نعم يعلّم الشطار! لذا فقد تم وضعها بين قوسين لقطع الطريق على كل من يحاول أن يتصيّد في الماء العكر، وما أكثرهم في هذه الأيام! هل كنتَ حقاً تعتقد أنني يمكن أن أستخدم لفظة تخدش الحياء العام في صحيفة عامة؟!
لست مختصاً في البنى التحتية، لكنني أقيس الأمور بالـ«كومون سنس» مثل غيري، فأنا أعلم بأن الشارع الذي تقف على ناصيته مجموعة مشاغبة من الراغبين في استحداث المشكلات، ويحمل كل منهم على خده «قبلة» موس أو «تعليمة» عصا، قد تعرضوا لي ذات مرة قبل عشرين عاماً، وأوسعوني ضرباً، لهذا لم أعد أمر بتلك الناصية، وانتهت المشكلة! «فل ستوب»!
عندما تكون في الطريق من أبوظبي إلى فندق قصر السراب، وتتوقف سيارتك عن الاستمرار لنفاد الوقود منها على الطريق، فأنت ستقوم في المرة المقبلة بملء خزان وقودك لكيلا يتكرر الموقف المحرج، وتفضحنا مع جماعة «ساعد» كالعادة، «فل ستوب»!
عندما تكسر إحداهن قلبك، وتؤكد لك بوضوح أنك أحمق كبير، وأنه لم يعد هناك متسع لحب الفرسان في هذا الزمان، فأنت تغلق باب قلبك في وجه الجميع، لأن جرحك مازال ينزف، «فل ستوب»!
عندما يأتي موسم الأمطار ويمتلئ شارع ما بها، ما يعني أن هناك خطأ تصريفياً أو خطأ هندسياً في التصميم، فأنت ستقوم بتغيير الخطأ في الموسم المقبل، «فل..!».
هكذا إذاً، كنت أعتقد أن الحيلة ستنطلي عليك على غرار اللعبة السخيفة التي كنا نلعبها صغاراً: أي اسم أقوله لك قل «أنا جا»، ثم اذكر ذلك الاسم، «أنا جا محمد، أنا جا خالد»، إلى آخر اللعبة «السمجة» والضحكات القديمة، اللعبة لم تنطلِ عليك، فأنت تعرف أن قصة البرك المائية الموسمية لا يكون هناك «فل ستوب» وراءها أبداً، بل فاصلة، وربما فاصلة منقوطة لضرورة إكمال القصة!
أفهم تماماً أن الرمال في فترات الصيف تغلق المعابر، وأفهم تماماً أن هناك أموراً لوجستية ومهنية وعمالية ترسم حدود وأطر التعامل مع تغير حالات الطقس المفاجئة، كأمزجة الشعوب المترفة هذه الأيام، لكن صدقني، هي الأمتار العشرة نفسها في كل عام، البركة تتشكل في الأمتار العشرة ذاتها! والاختناق المروري يتشكل بجوار البركة نفسها، هل تريد أن أريك صور الأعوام العشرة الماضية؟! لست مختصاً كما قلت لك، لكن ارفع الشارع، «ياخي حط مطبة»، «أقولك، شيل القار وخلي قرقرة تشرب الماء في تلك الأمتار العشرة»! دعنا نستمتع بموسم الخير بدلاً من أن «نحمل همه»، «أنا جا سعيد»، «أنا جا خليل»!
المصدر: الإمارات اليوم