
عماد الدين إبراهيم: شهد عالم التكنولوجيا والأزياء ميلاد برنامج تصميم ثوري يدعى «Refashion»، والذي طوره باحثون في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT CSAIL). لا يقتصر هذا البرنامج على مجرد رسم وتصميم الملابس، بل يضع حجر الأساس لما يمكن تسميته بـ «موضة الأجزاء القابلة لإعادة التجميع»، حيث تصبح القطعة الواحدة مصدراً لا ينتهي للإبداع والاستدامة بحسب MIT News.
سحر الهندسة يقابل الموضة
يعمل برنامج «Refashion» على مبدأ التصميم التركيبي، حيث يتم تقسيم قطعة الملابس إلى «وحدات بناء أو أجزاء صغيرة يمكن فصلها وإعادة ترتيبها وتجميعها بطرق مختلفة». يتيح البرنامج للمستخدمين الرسم التخطيطي البسيط، حيث يرسم المصمم أو المستخدم أشكالاً بسيطة ويضعها معاً لتطوير مخطط بصري للقطعة التكيفية.
يقوم النظام بتحويل الفكرة مباشرة إلى مخطط رقمي يحدد كيفية تجميع كل مكون. والفكرة الجوهرية هي تصميم قطعة يمكن أن تفصل من بنطال ليصبح لاحقاً فستاناً، أو قطعة يمكن تمديدها أو تقصيرها أو دمجها مع قطع أخرى بسهولة مذهلة.
ثلاثية الأبعاد
يوفر البرنامج محاكاة لشكل الملابس على نماذج ثلاثية الأبعاد بأحجام وأشكال أجسام مختلفة، ما يلغي الحاجة إلى صنع عينات فيزيائية مكلفة ومهدرة.
تعد صناعة الأزياء واحدة من أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، حيث تنتج كميات هائلة من النفايات. يأتي برنامج «Refashion» ليقدم حلاً جذرياً لهذه الأزمة، فبدلاً من رمي الملابس القديمة، يمكن تفكيك أجزائها السليمة واستخدامها في تصميمات جديدة، مما ينشئ نظاماً بيئياً دائرياً (Circular Ecosystem) للأزياء. ويقلل التصميم التركيبي من احتمالية أن تصبح القطعة «قديمة الطراز» أو«غير صالحة»، حيث يمكن إعادة تصفيفها أو استبدال مكوناتها المعطوبة بدلاً من التخلص من القطعة بأكملها.
التصميم بكفاءة
يساعد الذكاء الاصطناعي في أدوات تصميم مشابهة (مثل CLO 3D و Style3D) على تحليل تفاعل الأقمشة واختبارها افتراضياً، ما يقلل من الأخطاء ويهدر أقل قدر ممكن من المواد في مرحلة الإنتاج. إن هذه البرامج لا تصمم ملابس فحسب، بل تصمم عقليات جديدة ترى في النفايات موارد، وتقود البشرية نحو مستقبل تكون فيه الموضة إبداعاً مستداماً بدلاً من عبء بيئي.
المصدر: البيان