عينت شركة «الثريا للاتصالات» بنكين عالميين لتدبير تمويلات قيمتها 4 مليارات درهم (1,1 مليار دولار) بآجال سداد تصل إلى 15 عاماً، لإطلاق قمرين جديدين من الجيل الجديد بحلول عام 2020، بحسب ما ذكره سامر حلاوي، الرئيس التنفيذي للشركة الذي توقع تدبير المبلغ المذكور خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر.
وأكد حلاوي في حوار مع «الاتحاد» على وجود استجابة قوية من المؤسسات التمويلية المحلية والعالمية نتيجة الجدوى الاقتصادية للمشروع، والتي عكستها الدراسات التي أعدتها شركة «الثريا» بالتعاون مع شركتين عالميتين معروفتين هما «أي تي كيرني» و«توفلر» الأميركية المتخصصة في تقديم الاستشارات للتطبيقات المستقبلية.
وقال سامر حلاوي إن العوائد الاستثمارية المتوقعة للمشروع المتكامل لتبني الجيل الجديد من الأقمار الصناعية الذي أطلق عليه «FUTURA» تتعدى 20% سنويا، حيث يوفر القمرين الصناعيين المزمع إطلاقهما تغطية عالمية أشمل مع تحقيق قفزة تكنولوجية كبيرة تتعلق بسرعة واستقرار نقل البيانات ما يمنح شركة الثريا آفاقا واسعة لتنمية إيراداتها في العديد من القطاعات الحيوية.
وأضاف أن إجمالي مديونية الشركة تبلغ حاليا 50 مليون دولار، موضحا أن «الثريا» أقل شركة من حيث مستويات المديونية في قطاع الاتصال عبر الأقمار الصناعية ما يمنحها موقفا تفاوضيا قويا في الحصول على التمويلات الجديدة.
وقال إن القمرين الصناعيين المزمع إطلاقهما، سيكونان الأحدث في قطاع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية العالمي وقت تدشينهما، حيث يتميزان بالمعالج الرقمي الأحدث، والقوة الفائقة لإشارات الإرسال والاستقبال مع طاقات استيعابية مضاعفة.
وبين حلاوي أن الهدف الاستراتيجي للشركة يتمثل في تحقيق التغطية العالمية اللازمة لتلبية احتياجات العملاء في القطاعات المهمة مثل القطاع البحري، موضحا أن الشركة في حاجة ماسة إلى تغطية المحيط الأطلسي وجنوب أفريقيا وهو الأمر الذي يحققه القمرين الصناعيين الجديدين المزمع إطلاقهما بما يسمح للدخول إلى أسواق عالمية جديدة.
وأكد أنه من المقرر إطلاق القمر الصناعي الأول من الجيل الجديد خلال عام 2020، على أن يتم إطلاق القمر الصناعي الثاني في غضون عامين على أقصى تقدير.
وقال إن شركة «الثريا» تخطط لتقديم خدماتها في قارة أميركا الشمالية، لافتاً إلى أن الشركة وجدت نفسها أمام خيارين رئيسيين لتحقيق هذه الخطوة أولهما إطلاق قمر ثالث لتغطية القارة الأميركية الشمالية، أو تقديم الخدمة عبر عقد شراكات استراتيجية مع مشغلي الأقمار الصناعية بالولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أن الدراسات الفنية والمالية المستفيضة التي أجرتها الشركة رجحت خيار تغطية القارة الأميركية عبر شراكات استراتيجية لما يحققه ذلك من زيادة بفعالية الاستثمارات الموجهة لهذا الغرض، كاشفا عن وجود مفاوضات حالية مع 3 شركات أميركية متخصصة في تشغيل الأقمار الصناعية.
حزم البيانات
وحول تقنيات الاتصال التي تستخدمها شركة «الثريا» في الأقمار الصناعية الحالية والمستقبلية، أكد حلاوي أن قمري «الثريا 2 و3» الحاليين يستخدمان النطاق الترددي «L -BAND» الذي يؤمن جودة اتصال عالية أثناء التحرك، بالإضافة إلى أن هذا النطاق يسمح باستخدام الأجهزة الصغيرة ذات التكلفة القليلة، وذلك على عكس النطاقات الترددية «Ku – Band»و «Ka – Band» المستخدمة لخدمات البث والتي تحتاج إلى أجهزة أكبر وأغلى ولا تتوافر معها حرية التحرك أثناء الاتصال إلا أنها تتميز بسرعة أعلى في نقل البيانات.
وتابع الرئيس التنفيذي لـ«الثريا للاتصالات»، أن مشروع «FUTURA» الذي صممته شركة الثريا لتبدأ معه حقبة تكنولوجية جديدة يتضمن إطلاق أقمار صناعية تعمل بالتردد«L -BAND». كما سيطلق المشروع خدمات البيانات ذات السرعة العالية في النطاقات الترددية Ka-Band و Ku- Band والتي تعتزم الشركة توفيرها من خلال إبرامها لشراكات استراتيجية، لتقديم تجربة اتصال ونقل بيانات متكاملة فائقة الجودة.
ومن المقرر خروج القمر الصناعي «الثريا 2»، الذي يغطي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عن العمل في العام 2020، فيما يستمر القمر الصناعي «الثريا 3»، الذي يغطي قارة آسيا في الخدمة حتى 2023، ليكون لهما عقب خروجهما استخدامات أخرى.
أهداف استراتيجية
وأكد حلاوي أن المشروع التطويري الذي أطلقته الثريا لتبني الجيل الجديد من الأقمار الصناعية فضلا عن جدواه الاقتصادية الكبيرة، يحقق أهدافاً وطنية وإستراتيجية لا تقل أهمية حيث يعزز مكانة الإمارات والشركات الوطنية في قطاع تشغيل الأقمار الصناعية على مستوى العالم.
ولفت إلى أن الإمارات لديها خططا ومشروعات طموحة بالقطاع الفضائي بوجه عام، مؤكداً التزام شركة الثريا بالتنسيق مع الشركات والمؤسسات الإماراتية الأخرى العاملة بالقطاع ومع وكالة الإمارات للفضاء وصولا إلى تحقيق رؤية القيادة الحكيمة لتعزيز المكانة العالمية للدولة في هذا القطاع المتطور.
وتعد شركة الثريا للاتصالات مشغلاً لخدمات الاتصالات الجوالة عبر الأقمار الصناعية «إم إس إس»، ومزوداً عالمياً لحلول الاتصالات المبتكرة للعديد من القطاعات بما في ذلك القطاع الحكومي، والطاقة والإعلام المرئي والمسموع والنقل البحري والقطاع العسكري ومنظمات النفع العام.
وتتيح شبكة الثريا المتفوقة إجراء اتصالات واضحة مع تغطية متواصلة دون انقطاع تشمل ثلثي العالم من خلال الأقمار الصناعية التابعة لها، وباقي أنحاء الأرض عن طريق قدرات التجوال الفريدة التي تتمتع بها عبر النظام العالمي للاتصالات الجوالة «جي إس إم».
وأضاف حلاوي أن المشروع الجديد يوفر فرص جديدة للمواطنين في مجال فائق التطور( Hi-Tech) وهو مجال تشغيل خدمات الاتصالات الجوالة عبر الأقمار الصناعية، لافتاً إلى أن الشركة أعادت إطلاق برنامجها لتدريب الكوادر الإماراتية في العام الجاري تحت اسم برنامج المدار التدريبي والذي يقوم بتدوير الملتحقين به في عدد من الأقسام ليتيح لهم ممارسة مهام وظيفية متعددة واكتساب خبرات جديدة مختلفة، كما أنه يساعد على كسر الحواجز الوظيفية وإثراء معارف ومهارات وخبرات المتدربين.
وقال إن برنامج المدار يوفر فرصاْ تدريبية مباشرة للإماراتيين من أربعة أسابيع إلى ستة أشهر في مختلف الإدارات، يتم منح المتدربين الفرصة للعمل ضمن فريق الشركة، مما يمكنهم من تطبيق مهاراتهم النظرية في بيئة عمل حقيقية. كل هذا يتم بإشراف مدراء من ذوي الخبرة، يقومون بدورهم بالتدريب والتوجيه.
خطط مستقبلية
وقال حلاوي، إن الإدارة الحالية لـ «الثريا للاتصالات»، حققت الأهداف الموضوعة ضمن خطة إنقاذ الشركة من خلال وقف الانخفاضات المتتالية بمستوى الإيرادات، مع تحقيق زيادة بمعدل سنوي بلغ 8% بين الأعوام 2011- 2015، مقابل متوسط نسبة نمو للقطاع بلغت 4% سنويا خلال الفترة المشار إليها.
وأكد أنه نتيجة لتنفيذ برنامج التطوير الشامل الذي شمل إعادة هيكلة للعمليات التجارية بالشركة، نمت إيرادات الشركة لتصل إلى 140 مليون دولار خلال 2015، متوقعاً تضاعف قيمة الأصول بنسبة 100% بحلول عام 2020.
وأرجع نمو الإيرادات إلى برنامج تغيير المسار الذي أطلقته الإدارة الحالية والذي اشتمل على تعديل الخطط التجارية والتركيز على المنتجات المبتكرة وتطوير الشبكة وإعادة هيكلة الشركة ما ضمن للثريا للاتصالات تعزيز تنافسيتها حيث توفر الشركة مجموعة متنوعة من أجهزة الهواتف وأجهزة النطاق الترددي العريض ذات التفوق التقني والموثوقية العالية، والتي توفر سهولة كبيرة في الاستخدام وقيمة وجودة وكفاءة كبيرة للمستخدمين.
ووفق ما أفاد به حلاوي، فإن قطاع الاتصــالات يحتاج إلى ضخ استثمارات بشكل متواصل من أجل تعزيز التنافسية وريادة التطورات التكنولوجية وليس مواكبتها فحسب، مضيفاً أن الثريا للاتصالات نجحت في تحقيق هذا التفوق المنشود من خلال»مركز التطوير والابتكار«بالشركة، والذي قدم للسوق منتجات جديدة استقبلتها الأسواق العالمية بشكل جيد في تجسيد واضح لما يعنيه اقتصــاد الابتكـار والمعـرفة.
ولفت إلى أن جهاز سات سليف، الذي ابتكرته الثريا، ساعد في تغيير نظرة الأفراد إلى أجهزة الاتصال الصوتي عبر الأقمار الصناعية حيث يتم استخدامه كنوع من الكماليات لأجهزة آبل وآندرويد، منوها بتوافر الجهاز عبر مراكز المبيعات التابعة لشركة»اتصالات«حيث يباع مع بطاقة اتصال واحدة تتيح للعميل الاختيار بين إجراء الاتصال عبر الأقمار الصناعية أو شبكة جي إس إم.
وقال إن هذه الخدمة لاقت إقبالاً كبيراً من الأفراد حيث وفرت باقة واحدة للاتصالات الفضائية وشبكة جي إس إم من موزع واحد بدلاً من الحصول على باقة من مشغل الهاتف المتحرك وأخرى من مشغل الأقمار الصناعية.
وكشف حلاوي أن الثريا باعت على نحو تراكمي 800 ألف جهاز اتصال منذ إطلاق خدماتها مشيراً إلى وجود نحو 300 ألف مشترك فعال متصل بالأقمار الصناعية التابعة للشركة.
25 % مساهمة القطاع الحكومي في إيرادات الثريا للاتصالات
دبي (الاتحاد)
قال سامر حلاوي، الرئيس التنفيذي لشركة «الثريا للاتصالات» إن القطاع الحكومي يسهم بنحو 25% من إجمالي أعمال الشركة.
وأضاف أن القطاع البحري بات من أفضل القطاعات بالنسبة لقطاع الاتصال بالأقمار الصناعية بعد التطور الهائل الذي شهده القطاع وظهور مفهوم السفينة المتصلة بالإنترنت «كونكتيد شيب» حيث تحتاج الباخرة حالياً إلى مجموعة من خدمات الاتصالات المتكاملة مثل البيانات والرسائل والاتصال الصوتي.
وأوضح أن نسبة نمو إيرادات شركة «الثريا للاتصالات» من القطاع البحري تصل إلى نحو 46% سنوياً، إلا أن مساهمة هذا القطاع من إجمالي إيرادات الشركة في الوقت الحالي لا تتعدى 10% متوقعا تحقيق قفزة حقيقية في نسبة مساهمة هذا القطاع الحيوي مع توفير التغطيات العالمية اللازمة بحلول 2020. وقال حلاوي إن خطة الإنفاق الرأسمالي المزمع تنفيذها لإطلاق قمرين صناعيين جديدين والدخول في شراكات استراتيجية لتوفير التغطية العالمية يؤهلان الشركة لتقديم خدمات الاتصال الفضائي للطائرات في مجال الأمن والسلامة.
ولفت إلى أن الشركة رغم ذلك لا تعول كثيرا على القطاع الجوي، نتيجة انخفاض معدلات الربحية وارتفاع التكلفة بهذا القطاع، موضحا أن الخطة الاستراتيجية للشركة تركز على القطاعات الجديد البحري وتطبيقات إنترنت الأشياء، وذلك عبر 10 تطبيقات في مجالات «التتبع» و«التعليم عن بعد» و«الستالايت راديو»، وغيرهم.
وأوضح أن الجيل الجديد من الأقمار الصناعية يدعم منظومة الأقمار الصناعية الجديدة بمنصات متقدمة للغاية لتوفير خدمات تتناسب ومتطلبات إنترنت الأشياء (IoT) وخدمات المحتوى، مع قدرات الإرسال المتعدد والبث.
انخفاض تدريجي للأسعار
فيما يتصل بأسعار الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، بين حلاوي أن مستوى أسعار دقيقة الاتصال عبر الأقمار الصناعية ينخفض على نحو تدريجي، لافتاً إلى أنه مع إطلاق الاتصال عبر الأقمار الصناعية سجل سعر دقيقة الاتصال 18,35 درهم «5 دولارات»، إلى أن هبط مستوى سعر دقيقة الاتصال حالياً إلى ما دون الدولار الواحد ما يوازي 3,67 درهم وسعر تنافسي جدا بمقارنته بأسعار التجوال الدولي عبر شبكات «جي إس إم» والتي تصل على نحو 6 دراهم «1,63 دولار». وأوضح أن الواقع الفعلي يؤكد أن تكلفة خدمات الاتصالات النقالة عبر الأقمار الصناعية عبر شبكة الثريا يقل في كثير من الأحيان عن تكلفة دقيقة التجوال عبر شبكات الهاتف النقال، حيث يبلغ متوسط سعر الدقيقة من أحد البلدان الأوروبية نحو 5 دراهم «1,4 دولار». وقال إن الثريا عملت خلال السنوات الماضية على توعية المستخدمين بأن الاتصال عبر الأقمار الصناعية لا يحتاج إلى أجهزة معقدة، كما يعتقد البعض، وقدمت الشركة جهاز «الثريا سات سليف» الذي يعمل بنظام اندرويد و«IOS» لتعزيز هذا المفهوم. وأضاف أن شركة الثريا للاتصالات تعد شركة الاتصالات الفضائية الوحيدة التي لديها خدمة التجوال مع مشغلي شبكات الهاتف المتحرك مع نحو 368 اتفاقية تجوال مع المشغلين في العالم.
المصدر: الاتحاد