عضوة سابقة في المجلس الوطني الاتحادي، كاتبة عامود يومي في صحيفة البيان
بات واضحا لدى الجميع توجه غالبية الشباب لاسيما في الوطن العربي الى شبكات الإعلام الاجتماعي متصفحاً أو مستخدماً أو منشئاً لها، وقد نتج عن ذلك ظواهر اجتماعية باتت مؤثرة في مجتمعنا لا يمكن تصنفيها جميعاً بأنها سلبية أو حتى إيجابية، ولكن الأمر الذي نتفق عليه هو قدرة هذه الشبكات بأدواتها المتمثلة بـ«تويتر، اليوتيوب، فيس بوك» وغيرها من المواقع على جذب اهتمام اكبر فئة من الافراد لاسيما الشباب، اما الامر الاخر فهو صعوبة السيطرة وتقييد الحريات فيها وإن كان في بعض حرياتها تجاوزات قانونية وأخلاقية.
الزمن وإيقاعه وتغييراته التي فرضها على المجتمعات تتطلب البحث عن وسائل يتمكن من خلالها الانسان الاستفادة القصوى من هذه الطاقات الضخمة المتوافرة والتي أهمها في وسائل الإعلام الجديد وتوجيه الطاقات الموجودة في الشباب المستخدمين لها لتطوير مجتمعاتهم وهو الامر الذي جعلنا نسعد بالإعلان عن “الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي”.
المبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتشجيع الاستخدام الأمثل لقنوات الإعلام الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، وتوظيفها في تطوير المجتمعات العربية بمختلف قطاعاتها. ومن خلالها سيتم تسليط الضوء على أهم مبادرات الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي وسيتم تخصيص جائزة سنوية تكرم الإبداعات الفردية والمؤسسية في مختلف القطاعات وعبر مختلف قنوات الإعلام الاجتماعي.
اليوم لا يتوقع من الحكومات قمع الشباب وتجاهل طاقاتهم الإبداعية في عالم الإعلام الجديد الذي وجدوا أنفسهم فيه بل وأبدعوا فيه، فكم مقطع على اليوتيوب أثر فينا وصرنا نتداوله ونسعى لنشره والاستشهاد به، وكم حملة فكرية واجتماعية واقتصادية نجحت من خلال الفيس بوك، وكم تغريدة في تويتر قادت الدولة الى أفكار وطنية رائعة أسهمت في تجسيد أجمل الصور الوطنية، فالروح الوطنية عند الشباب عندما تجتمع مع وسائل الإعلام الجديد فإنها تنتج واقعاً اجتماعياً وفكرياً جديداً لا يمكن تجاهله أو غض النظر عن إسهاماته الرائعة في تطوير مجتمعه وإقليمه.
نبارك إطلاق هذه الجائزة ونثق بأنها ستحدث تغييرا ملموسا، لأن المؤثرين في الاعلام الاجتماعي باتوا مؤثرين في مجتمعاتهم، وستصل الرسالة للجميع بأن هذا الاعلام الجديد لا بد وأن يتعامل مع هذا الواقع بحكمة وإبداع وروح إيجابية متى وجد.
المصدر: البيان