أكد وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، أن «إنجاز المشروعات الإماراتية في مصر يسير بخطى ثابتة، ومعدلات جيدة، بفضل تعاون الجهات المصرية المعنية التي نعمل معها يداً بيد، فضلاً عما تتمتع به السواعد المصرية المشاركة في التنفيذ من حرص ومثابرة على العمل، لتحقيق الآثار الإيجابية المنشودة».
وزار الجابر مصنع شركة «حافلات» الوطنية للصناعة في منطقة المصفح الصناعية في أبوظبي لتفقد سير العمل بالخطوط الإنتاجية للشركة، ومعاينة النموذج والشكل النهائي للحافلات التي سيتم توريد 300 منها ضمن المشروع الإماراتي الرامي لتوفير 600 حافلة، ستغطي 30% من احتياجات هيئة النقل العام في منطقة القاهرة الكبرى، للإسهام في تخفيف ضغط الحركة المرورية على شبكة الطرق، والحد من حوادث السير، وتقديم خدمات النقل لما يصل إلى 600 ألف راكب يومياً، يوفرون من خلال تلك الحافلات 50% من أجرة النقل.
وسيتم توريد الحافلات، التي يجرى تصنيعها في أبوظبي، إلى هيئة النقل العام في القاهرة، على أربع مراحل: منها 30 حافلة جاهزة، على أن تورد 90 حافلة أخرى في أواخر ديسمبر المقبل. ويتبع ذلك توريد 85 حافلة أواخر يناير 2015. وتوريد 95 حافلة في المرحلة الرابعة في أواخر فبراير 2015.
ويتزامن ذلك مع تسليم 300 حافلة أخرى للمشروع الإماراتي من إنتاج مصنع «جي بي بولو» في العين السخنة في مصر، وفق جدول زمني محدد، حيث تم الانتهاء من تسليم نحو 100 حافلة، وسيتم توريد البقية على دفعات قبل 18 يناير المقبل.
وقال الجابر: «إننا نسعى إلى إكمال جميع المشروعات التنموية الإماراتية في مصر، تماشياً مع توجيهات قيادة الدولة، ليستفيد من نتائجها وعوائدها الاجتماعية والاقتصادية نحو 10 ملايين مواطن مصري، لتتم بذلك ترجمة أهداف هذه المشروعات في دعم ومؤازرة الأشقاء في مصر. وتم فعلاً إنجاز نسب متقدمة من تلك المشروعات، خصوصاً في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والإسكان، وتم تسليمها للحكومة المصرية لتدخل حيز التشغيل والخدمة الفعلية.
وأشاد بما يتمتع به مصنع الشركة من قدرات عالية وتميز في عمليات التصنيع وبالتقنيات المتطورة في إنتاج وسائل النقل العامة وفق أفضل المعايير.
كما أشاد بالمهارات العالية لفريق العمل. وقال: «ما شهدناه اليوم في مصنع (حافلات) يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد جدية مساهمة الشركات الإماراتية في تنفيذ المشروعات التنموية في جمهورية مصر الشقيقة. كما يؤكد أن الحافلات التي سيتم توريدها تعكس الخبرة والتقنيات وجودة المواد المستخدمة في الهياكل والمحركات».
وخلال الجولة في مصنع (حافلات) قدم رئيس مجلس إدارة المصنع خلف صغير القبيسي شرحاً وافياً لإمكانات المصنع والحافلات الجديدة. وقال إن «حافلات» تعد الشركة الإماراتية الرائدة في تصنيع الحافلات ووسائل النقل العامة في منطقة الخليج العربي بمواصفات قياسية، تلتزم بالمعايير الأوروبية في الجودة والأمان، بما يوفر أعلى درجات الأمن والسلامة على الطريق والراحة للركاب.
وأوضح أن طول الحافلة يبلغ 12 متراً مع «شاصي» مصنع من الصلب، ومكون من كمرتين طويلتين، ومقوى بوصلات عريضة، ومركب به جميع المجموعات والمحاور، والتعليق بمحرك خلفي ذي ست أسطوانات، وبقدرة تبلغ 270 حصاناً، ومزودة بناقل حركة أتوماتيكي.
وتصل حمولتها الكلية إلى 19.5 طناً مع وجود باب أمامي وآخر خلفي، إضافة إلى ثلاث فتحات تهوية يمكن استخدامها للخروج في الحالات الطارئة، ونوافذ مصنعة من إطارات الألمونيوم المحاطة بإطارات «الكاوتش» المقاوم للعوامل الجوية، ومانع لتسرب المياه، مع مقاعد مريحة للجلوس.
وقال في شرحه إن جميع أجزاء هيكل الحافلة مجمعة بطريقة اللحام، أما بالنسبة للـ«بانوهات» الخارجية فهي قطعة واحدة بطول الحافلة، مصنعة من صاج مجلفن مشكل على البارد، مقاوم للصدأ ومعزول كلياً، مع دعامات أمامية وخلفية مصنعة من الفايبرجلاس المقوى بدعامات معدنية من الداخل.
وأضاف: يلتزم مصنع (حافلات) بتوريد الحافلات المخصصة للنقل العام بالقاهرة، بحيث تتميز بالقوة وخفة الوزن والأمان، إلى جانب كونها صديقة للبيئة، كما أنها تناسب جميع الفئات والأعمار، وكذلك نقل ذوي الإعاقة، ويتوافر في كل حافلة 37 مقعداً مريحاً للركاب، مع كرسي للسائق وآخر للمحصّل، وتصل السعة الاستيعابية للركاب وقوفاً إلى 61 راكباً، ليصبح المجموع 100 راكب، وتحمل تلك الحافلات العلامة التجارية لشركة حافلات للصناعة «حافلات»، كما سيتم تسميتها بـ«ظبي» تيمناً بأحد أشهر الغزلان في الإمارات.
يشار إلى أن شركة «حافلات» مقرها الإمارات، وأنشئت في عام 2006، وهي متخصصة في تصنيع الحافلات التي يدخل فيها معدن الألومنيوم المستخدم في صناعة الطائرات والشاحنات الثقيلة والسيارات ذات الأداء العالي، وتصنّع مجموعة متنوعة من حافلات نقل الركاب بأحجام وأنواع مختلفة.
دعم مصر لمواجهة التحديات
أعرب سفير جمهورية مصر في الدولة إيهاب حمودة، عن امتنان مصر قيادة وشعباً لمواقف الإمارات، المؤيدة والمساندة لتطلعات الشعب المصري في مواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق الاستقرار والتنمية. وقال إن الدور الإماراتي المؤازر للمصريين يعكس ما يربط البلدين من علاقات تاريخية وراسخة وأواصر الأخوة في شتى المجالات.
وأضاف: «تقدم الإمارات دعماً كبيراً لمصر في ما يتعلق بمواجهة التحديات القائمة في العديد من المجالات، منها خدمات النقل والمواصلات، خصوصاً ما يتعلق بالمشاركة في إحلال وتجديد حافلات النقل العام، وهذا يقوم بدور كبير في الارتقاء بخدمات النقل العام والحد من استخدام حافلات قديمة ومتهالكة».
وأبدى رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام بالقاهرة اللواء مهندس هشام عطية إعجابه بالنموذج الذي يتم تصنيعه في «حافلات».
وقال إن «مواصفات الحافلات تؤكد ما يتمتع به المصنع من سمعة طيبة في إنتاج حافلات بجودة عالية، وبمواصفات فنية وتقنية عالية المستوى، تناسب الاستخدامات المستهدفة، وكذلك قدرتها على تحمل الخدمة الشاقة مع ضمان الأمان والسلامة، وهو ما يتماشى مع الخطة الشاملة التي تم وضعها لتطوير العمل في هيئة النقل العام في القاهرة، وتحسين الخدمات المقدمة للمستخدمين، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، التي يعاني سكانها من الازدحام الشديد في الطرق، كما تسهم في تنفيذ خطة الهيئة لإحلال الحافلات القديمة والمتهالكة، بأخرى ذات مواصفات متميزة».
المصدر: الامارات اليوم