أبوظبي – الامارات العربية المتحدة
قال وزير الدولة الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، الدكتور سلطان الجابر، إن «قيمة استثمارات (مصدر) في حصص شركات عالمية، تضاعفت ثلاث مرات خلال فترة وجيزة»، لافتاً إلى أن لدى الشركة استثمارات في عدد من مناطق العالم، منها إسبانيا، وبريطانيا، وسيشل.
وأكد لـ«الإمارات اليوم»، أن «(مصدر) نجحت في جلب استثمارات بقيمة 500 مليون دولار (نحو 1.84 مليار درهم)، ضمن صناديق استثمار تابعة لها، وحققت عائدات مجزية من استثماراتها في شركات صغيرة ومتوسطة، في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة».
وأضاف أن «مبادرة (مصدر)، كمنظومة متكاملة للطاقة النظيفة، واجهت تحديات عدة في البداية، إلا أنها أصبحت نموذجاً عالمياً يضم تحت مظلته ثلاث جهات رئيسة هي: (مدينة مصدر)، و(معهد مصدر)، فضلاً عن (صناديق مصدر الاستثمارية)، وجائزة زايد لطاقة المستقبل».
وأفاد الجابر بأن «قيمة هذه الصناديق الإجمالية تصل إلى 600 مليون دولار، أسهمت (مصدر) فيها بـ100 مليون دولار، وجمعت البقية من السوق العالمية».
وأوضح أن «هناك جهوداً كبيرة بذلت لانتقاء أفضل الشراكات حول العالم، إذ ركزت (مصدر) على الاستثمار في التكنولوجيا التي تخدم أهدافها، كما أسهمت في تطويرها بما يتناسب مع البيئة المحلية».
وأشار إلى أن «(مصدر) تتضمن أول نموذج في العالم للسيارات الكهربائية، إذ يتوافر في المدينة 25 سيارة تعمل كلية بالشحن الكهربائي، وتخدم الحركة الداخلية».
وبين أن «فكرة الاستعانة بسيارات تعمل بالكهرباء داخل (مدينة مصدر)، كانت مجرد بند في عرض تقديمي، تم منذ أربع سنوات، وأصبح واقعاً ملموساً».
وذكر الجابر أن «(مصدر) استثمرت في شركتين بهولندا وبريطانيا، على أن يكون أول تشغيل لهذا النوع من السيارات لـ(مصدر)»، مؤكداً أنه تم بالفعل تطوير التكنولوجيا، بما يناسب ظروف الطقس داخل الإمارات.
ولفت إلى أن «المبلغ الذي تم استثماره تضاعف ثلاث مرات، وأصبحت (مصدر) تمتلك حصة تبلغ 35٪ من الشركة الهولندية».
وقال إن «هناك ثلاث محطات في أبوظبي لتزويد السيارات بالكهرباء، تمكنها من السير بسرعة تبلغ 120 كيلومتراً في الساعة».
وشدد الجابر على أن «مصدر» أطلقت مبادرة لتأسيس قطاع اقتصادي يعتمد على الطاقة النظيفة، فضلاً عن أن هناك رؤية شاملة تضم مؤسسات بحثية مثل «معهد مصدر»، وشركات استثمارية وتسويقية، ومن ثم الوجود في السوق بشكل تجاري.
وذكر أن «هناك عملاً دؤوباً على الصعد كافة، إلا أن هناك بعض المشروعات التي تم تأخيرها مثل (مدينة مصدر)، نتيجة الحاجة إلى تطوير التكنولوجيا، بما يتماشى مع الخطط الموضوعة».
وكشف أن «هناك إنجازاً وبمعدلات أكبر في مشروعات أخرى مثل الألواح الشمسية، نظراً لما قام به (معهد مصدر) من تطوير لها، بالتعاون مع 47 شركة عالمية، وتبعت ذلك اختبارات ميدانية، ثم تم تأسيس (شركة مصدر للألواح الشمسية)».
وقال الجابر إن «هناك عدداً من المبادرات الجديدة، التي يجري العمل عليها الآن، مثل مبادرة تقنية الكربون، وهي مشروع بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، لالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من المنشآت الصناعية، ونقله عبر أنابيب، وحقنه في آبار النفط عوضاً عن الغاز الطبيعي».
وأضاف أن «الكوادر المواطنة تدير مشروعات (مصدر) حول العالم منذ أربع سنوات، إذ تم تدريبها وتأهيلها، وأصبحت على علم ودراية بتفاصيل العمل كافة»، لافتاً إلى أن محطة «شمس 1»، التي تم افتتاحها أخيراً بنيت بسواعد شباب مواطنين، وكذلك محطة «مصفوفة لندن»، التي تعد أكبر محطة طاقة رياح بحرية في العالم.
وأوضح أن «(معهد مصدر) يعد ركيزة أساسية ضمن مبادرة (مصدر)»، مشيراً إلى أن الأمر استغرق ثلاث سنوات، لإقناع «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، للتعاون معنا في «معهد مصدر»، إلا أنه مع الوقت أصبحت إدارة المعهد الأميركي حريصة على الوجود في جميع المبادرات التي يقوم بها «معهد مصدر»، نظراً لجدية العمل، وطبيعة الأفكار الخلاقة التي تنفذ من خلاله.
إلى ذلك، كرّمت «الإمارات اليوم» ومعهد «مصدر» في أبوظبي، المواطن وائل المعيني، الحاصل على درجة الماجستير، تقديراً لجهده البحثي في التوصل إلى آلية تخفض استهلاك المياه، عن طريق تخزين الفائض منها في الآبار الجوفية، وكانت «الإمارات اليوم» اختارت المعيني «شخصية شهر مايو»، لما لبحثه من أهمية تساعد على تفادي أي أزمات لنقص المياه.
المصدر: الامارات اليوم