دعا مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، أمس، في شرم الشيخ ، إلى ضرورة تكاتف وتعاون كل دول العالم، ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب، بكل صوره وأشكاله، وصولاً إلى اقتلاعه من جذورِه.
وأكد رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، حرص بلاده ، على تحقيق أعلى درجات التنسيق الإقليمي والدولي للقضاء على الإرهاب، لافتاً إلى أن ظاهرة الإرهاب باتت تهدد العالم أجمع، وطالت الكثير من الدول، ومجتمعات كانت لا تتوقع وصول العمليات الإرهابية إليها.
وكان المؤتمر، بدأ أعماله، أمس، في شرم الشيخ، حيث يناقش «الإرهاب والتنمية الاجتماعية.. أسباب ومعالجات»، بمشاركة 150 شخصية عربية، في مقدمتهم وزراء الشؤون الاجتماعية والشباب والعدل والإعلام العرب، ويناقش على مدى يومين، أسباب انتشار الإرهاب وآثاره، وكيفية معالجته، ودور المجتمع والتنمية الاجتماعية.
وشدد أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، على ضرورة أن تكون مقارعة المجتمع الدولي مع التنظيمات الإرهابية شاملة وحازمة من خلال الإسراع في وضع الأزمات المشتعلة، في العديد من المناطق، وعلى رأسها المنطقة العربية، على طريق الحل السياسي والتوافق الوطني، ومعالجة الصراعات المستحكمة، بعدما تضخمت لدرجة أصبحت تشكل قوة متعددة الجنسيات عابرة للحدود والقارات، وقادرة على إحداث الضرر والتدمير بكل مصادر الحياة ومعالم التنوير والتقدم.
منبهاً إلى أن استفحال الإرهاب ووصوله إلى درجة تهديد مقومات الدولة الوطنية، والعبث بالنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي ومصادرة أحلام الشباب، والزج به في عملية التخريب، وإحداث الاضطرابات، تتطلب تعبئة المجتمع بجميع فئاته، بدءاً من الأسرة والمدرسة، وصولاً إلى الحكومة بأجهزتها المختلفة، بحيث يصبح المواطن هو العين الساهرة على أمن وطنه ومستقبل أجياله قبل اعتماده على الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وطالب ابوالغيط الحكومات الوطنية بتحمل مسؤولية بناء دولة الحق والقانون، وإزالة كل أنواع الغبن والظلم، وتجفيف المستنقعات الفكرية والمادية التي يتغذى الإرهاب على طحالبها، وتنقية الحاضنات التي يعشش في مناخاتها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتسريع وتيرة التنمية، وفتح فرص العمل أمام الشباب ، وتحصينه ضد الإرهاب.
وقالت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، رئيسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، التي تترأس المؤتمر: إن التنمية الاجتماعية سبيلنا للتصدي للإرهاب، ولا بد أن يعمل الجميع في منظومة متكاملة للقضاء عليه، مشددة على أهمية دور الإعلام المتزن بجانب الفنون والثقافة في التصدي للتطرف. وحذرت من أن الإرهاب أصبح يستخدم أساليب تكنولوجية حديثة، ويتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لنشر الأفكار، وإشاعة الأكاذيب، لتضليل الرأي العام، واستقطاب الشباب، موضحة أن هذه الظواهر استشرت في العالم، وأساءت للإسلام والمسلمين.
المصدر: الخليج