أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن قطر لم تعد تمثل أي قضية بالنسبة للسعودية بل «مجرد قضية صغيرة»، فلدى المملكة شؤون أخرى تهتم بها وتركز عليها.
وقال الجبير، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر المركز البريطاني للعلاقات الدولية (تشاتام هاوس)، في لندن: «إن هناك قضايا أكبر بكثير يجب على السعودية التعامل معها، بما فيها تلك التي تتعلق بإيران وسوريا واليمن».
ودعا الدوحة إلى تغيير سلوكها، قائلاً: «إذا تمكنا من تغيير سلوك الدوحة، فسنحصن ونقوي مجلس التعاون الخليجي في وجه إيران ومجابهة الإرهاب.»
وتابع قائلاً: «حين يتعلق الأمر بتصرفات الدوحة، فكلها أكاذيب، لا سيما في ما يتعلق بما تنقله وسائل إعلام موالية لها»، معتبراً أن تبرير بعض المنصات الإعلامية أو عدم إدانتها للتفجيرات الإرهابية أمر غير مقبول.
وأضاف على «قطر الاعتراف قبل كل شيء بأن لديها مشكلة من أجل حلها لاحقاً».
وقال الجبير في توصيفه للمشكلة مع قطر «المشكلة لا تكمن في قطر، بل في الإرهاب وتمويله.. المشكلة تكمن في إيواء أشخاص مطلوبين قضائياً.. وتمويل الإرهابيين وعدم محاكمتهم.. المشكلة في التدخل في شؤون الدول الأخرى ومحاولة زعزعة استقرارها». وأردف بالقول «إذا كنت تريد أن تعامل كجار جيد لا تفعل ذلك، نحن في السعودية لدينا مشكلة ونعترف بها ونتعامل معها.. ولا تسامح حينما يتعلق الأمر بالإرهاب.. لا تسامح حينما يتعلق الأمر بتمويل الإرهاب.. قمنا بتنقيح عمل مؤسساتنا الخيرية ونظامنا المصرفي.. قمنا بحماية نظامنا التعليمي ومنعنا الإرهاب من التمدد ونعاقب من يفعل هذا.. هذا ما يعنيه أن تعترف بوجود مشكلة وتعالجها».
وأضاف الجبير قائلاً «القطريون ما زالوا في حالة إنكار لا يؤمنون أن لديهم مشكلة، لذلك يتحدثون عن أمور أخرى ويحاولون تحريف القضية، ويقولون إنهم محاصرون.. ليس هناك حصار.. هل ترى السعوديين يحلقون بطائراتهم في سماء قطر.. هل تحاصر السفن السعودية موانئ قطر؟». وأشار الجبير قائلاً: «إنها مجرد مقاطعة.. نحن لا نريد أن نتعامل معك طالما تستمر في نهج هذا الأسلوب.. لا نريد معاقبة قطر ولكن نريد تغيير سلوكها وطريقتها.. المشكلة لدينا دولة تعيش حالة إنكار ولا يرون أن هناك أزمة.. وبالتالي لا يستوعبون أن عليهم إصلاح الأمر».
ولفت الجبير بقوله: ولكن ما الذي فعله القطريون منذ الخطوات التي اتخذناها.. وقعوا مذكرة للتفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، والتي رفضوا التوقيع عليها من قبل. لديهم مسؤولون من وزارة الخزانة الأمريكية في نظامهم المصرفي، وهو ما رفضوه من قبل. غيروا قوانينهم للسماح بتقديم أدلة من قبل حكومات أجنبية، وهو ما رفضوه من قبل».
وقال «إذا أتينا إلى تداعيات هذه القضية، تخلت «حماس» عن سيطرتها على غزة لصالح السلطة الفلسطينية، هذا كله جيد، وهذا ما نتوقع حدوثه مع مرور الوقت، أن يعترف القطريون أن لديهم مشكلة وأن يراجعوا أنفسهم ويعالجوا المشكلة. لا يتعلق الأمر بإذلال أو إخضاع أحد، ولكن لجعل شخص ما يقوم بما هو صحيح».
ورداً على سؤال مضيفه الذي قال متسائلاً «تقصد أن تقول إن هناك نتائج ولكنها ليست كافية ؟»، قال الجبير من جانبه «هذا يعتمد على ما اذا كانوا سيغيرون قوانينهم..هل سيقومون بإدانة هؤلاء وسجنهم.. ماذا سيفعلون مع «إخوان» مصر الذين فروا من مصر ؟.. هل سيبقونهم لديهم أم سيرحلونهم؟.. أعني أن هناك عددا من الأشياء التي يترتب على قطر فعلها، وأكثرها أهمية أن هذه الأزمة لن تحل ما لم يكن هناك اعتراف بوجود مشكلة يترتب حلها.. كل شيء يتوقف على قطر». وواصل قائلاً «نحن نرفض دعم الإرهاب وتمويله.. ونرفض إيواء الإرهابيين والهاربين والمطلوبين قضائياً.. ونرفض التحريض وخطاب الكراهية..ونرفض التدخل في شؤون الدول الأخرى.. نرى أن هذه الأشياء غير مقبولة، أن تستخدم المنصات الإعلامية لتبرير التفجيرات الإرهابية عبر كبار الشخصيات الدينية..هذا لا جدوى له عندما يتعلق الأمر بالإرهاب والتطرف».
وأوضح الجبير: «نرى أنه من غير المقبول أن يكون كبار الإرهابيين المدرجين في قوائم الإرهاب الخاصة بالأمم المتحدة والولايات المتحدة، دعك من القائمة الخاصة بنا، غير مقبول، أن يعمل هؤلاء بحرية في قطر، لذلك اتخذنا هذه الخطوات لأننا وجدنا انه غير مقبول أن تجنس قطر أفراداً من دول أخرى ليأتوا ويعيشوا في قطر.. لا يمكنك أن تفعل ذلك وأن توجه جهودك لزعزعة استقرار دول المنطقة».
وتساءل الجبير قائلاً: ما الفائدة التي ستعود لقطر من فعل ذلك ؟»، وأجاب على نفسه بالقول «وصلنا إلى نقطة معينة في 2013 و2014 وقلنا فيها كفى، وسحبنا سفراءنا.. حينها وافق القطريون على اتخاذ سلسلة من الخطوات، ولكنهم لم ينفذوها، لذلك قلنا فاض الكيل.. عليكم أن تغيروا أسلوبكم اذا أردتم أن تكونوا دولة طبيعية.. هذا خطر عليكم قبل ان يكون خطراً علينا».
وعن الأزمة الحالية بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) قال الجبير «أزمة قطر صغيرة للغاية.. لا تعتبر أزمة.. فنحن نهتم بقضايا أخرى.. نهتم بتحول المملكة.. بتحول المنطقة.. نهتم بالتحديات الإيرانية.. نهتم بتحديات التطرف والإرهاب.. نهتم بسوريا.. ومساعدة العراق.. نهتم باليمن.. وإعادة الاستقرار إلى ليبيا، كل هذه القضايا تفوق قضية قطر» وشدد بالقول: الأزمة القطرية صغيرة للغاية.. وعلى القطريين اتخاذ خطوات معينة وتغيير سلوكهم، والتوقف عن القيام بأمور تبدد ما نحاول فعله، وستعود الأمور إلى طبيعتها، ولكن القول بأنها تؤذي الخليج أو تساعد إيران فهذا شيء لا يقلقلنا. وقال «أنا أنظر لها من الزاوية الأخرى، اذا تمكنا من تغيير سلوك قطر سيصبح مجلس التعاون أكثر قوة في مواجهة ليس إيران فقط ولكن التطرف والإرهاب».
المصدر: الخليج