اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، قطر بتمويل الإرهاب في العديد من الدول في محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وأكد خلال مؤتمر صحفي في موسكو، أن بلاده لن تسمح لأحد بتمويل التطرف، وترويج إيديولوجية الكراهية، وقال «إن على الدول كافة التمسك بمبدأ عدم تمويل الإرهاب والتطرف، وبمبدأ عدم ترويج الكراهية، إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن الجبير القول في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الروسية «لن نسمح لأحد بنشر أيدولوجية الكراهية أو تمويل مثل هذه الأيدولوجية أو الإرهاب»، وأضاف «نهجنا في التعامل مع هذه المشكلة صارم جداً.. لقد فصلنا الآلاف من أئمة المساجد بسبب التطرف، وقمنا بتحديث نظامنا التعليمي لاستبعاد إمكانية إساءة تفسير النصوص». وأكد أن الرياض متحمسة للتعاون مع موسكو في مكافحة الإرهاب، وقال «هناك الكثير من المسلحين من كل من روسيا والسعودية يقاتلون في صفوف داعش، ويشكلون تهديداً لبلدينا وللدول الأخرى، التي قدموا منها؛ ولذلك فإننا مهتمون بصورة قوية بالتعاون».
وقال وزير الخارجية السعودي، إن المملكة العربية السعودية تنوي تطوير التعاون مع روسيا في مجالات الاقتصاد والأمن والثقافة والمجال العسكري التقني. وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أجرى لقاءات مثمرة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزرائه دميتري مدفيديف، واتخذ البلدان قراراً بضرورة رفع مستوى العلاقات، مؤكداً أن الحديث يدور عن التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والتعليم والثقافة وفي المجال العسكري التقني، ومذكراً بأن العلاقات الروسية السعودية كانت تقتصر سابقاً على المشاورات السياسية لا غير.
وأشار الجبير، إلى المواقف القريبة لروسيا والسعودية من تسوية النزاعات في الشرق الأوسط. وقال إن الدولتين تؤيدان التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس اتفاق جنيف والقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، كما تصران على وحدة أراضي العراق وتدعمان الحكومة العراقية في مكافحة تنظيم «داعش»، وتسعيان للتسوية السياسية في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونتائج الحوار اليمني الوطني والقرار الدولي 2216، بالإضافة إلى دعم جهود الممثل الأممي الهادفة إلى تقريب أطراف النزاع في ليبيا.
وردا على سؤال عبر الجبير، عن أمل بلاده في أن يتم تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية قبل بدء الجولة الجديدة من محادثات جنيف، وقال «إن السؤال ينحصر حاليا في ضرورة تشغيل العملية السياسية إذا أراد المجتمع الدولي تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254»، وأضاف أن جعل العملية السياسية فعالة يتطلب وجود المعارضة موحدة، مشيراً إلى أن هذا ما تريده السعودية وروسيا ومصر والولايات المتحدة.
وذكر الجبير أن السعودية تمكنت منذ سنتين من توحيد بعض مجموعات من المعارضة، الأمر الذي أدى إلى تشكيل اللجنة العليا للمفاوضات، وأضاف «بعد عامين، نضطر لعمل ذلك من جديد، لتوسيع مشاركة المعارضة وضمان مشاركة وفد كبير في المفاوضات». كما أكد أن جهود الرياض لا تتناقض في هذا الأمر مع جهود موسكو التي هي أيضا تجري مشاورات مع مختلف المجموعات المعارضة بشأن آفاق التوحد. وقال «لا توجد هناك أية خلافات، وفي حقيقة الأمر، تقدم روسيا دعماً كبيراً لجهودنا الهادفة إلى توحيد المعارضة، مثل الأميركيين وممثلي الدول الأوروبية»، معبراً عن ثقته في أن يشكل الوفد الموحد خطوة إيجابية في طريق تحريك العملية السياسية.
وقال وزير الخارجية السعودي، إن سياسة الولايات المتحدة في علاقتها بروسيا، لن تؤثر على مخططات الرياض بشأن التعاون مع موسكو، ودعم الاستثمارات، وأضاف «مهمتنا، هي تطوير العلاقات مع روسيا في مختلف الاتجاهات»، موضحاً أن العقوبات بين روسيا والغرب تهم فقط روسيا والغرب. وأشار إلى أن الرياض تأمل في أن تُرفع العقوبات المفروضة على روسيا قريبا، مؤكداً أن استثمارات المملكة في روسيا لا تنتهك القانون الدولي. وقال «علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي علاقات استراتيجية، ولكننا أيضا نريد تحسين علاقاتنا مع روسيا؛ لأن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ومع روسيا ومع الصين هي لمصلحة بلادنا ولصالح منطقة الشرق الأوسط والعالم كله».
العواد: «الجزيرة» تروج للتطرف والإرهاب
أكد وزير الإعلام السعودي عواد العواد، أن الأزمة مع قطر تتلخص في مجموعة من الطلبات التي من مصلحة قطر أن تلبيها، مؤكداً أنها ليست أزمة إعلامية ولكنها أزمة سياسية ولها علاقات بملفات التطرف والإرهاب. وأضاف خلال لقائه مع قناة «روسيا اليوم»، أن الجانب الإعلامي في أزمة قطر هو قناة «الجزيرة»، فهي تروج للتطرف وتستضيف الإرهابيين وتدعو للفرقة ولعدم الاستقرار وتدعم الأقليات المتطرفة، وهي قناة لها أجندة سياسية موجهة لزعزعة الأمن في دول مختلفة. ونوه بأن الوضع في الشرق الأوسط اختلف عن الماضي، فهو يعاني أزمات وحروباً، ولا بد أن نسعى لنشر السلم والأمن.
المصدر: الاتحاد