كاتب سعودي
يمتلك بعض المتحدثين، وبعض وسائل الإعلام قدرات في صناعة الأكاذيب والتأثير في المتلقي البعيد عن الحقائق، وهذا ما يحدث في قناة الجزيرة الناجحة بامتياز مع درجة القرف في صناعة ونشر الأكاذيب.
كذب هذه القناة لم يأتِ من فراغ؛ هي تمثل نظاما يعتمد سياسة الكذب وبث الفتنة والركض خلف الأحداث الساخنة لزيادة سخونتها. نظام شذ عن إطاره العربي ليكون أداة للأعداء لتقويض البيت العربي ونشر الفوضى.
أحد الأسلحة المستخدمة لتحقيق هذه الأهداف الشريرة هو سلاح الكذب. الأكاذيب لا يمكن حصرها في مقال واحد لكن أحدثها أن قمم مكة المكرمة حسب زعم نظام قطر وقناته لم تتطرق إلى قضية فلسطين.
هذه كذبة مكشوفة من نظام يتاجر بقضية فلسطين ويقيم العلاقات الودية مع إسرائيل ويعمل على تفتيت الفلسطينيين، ومن هذه الأكاذيب أن المملكة تمنع القطريين من أداء فريضة الحج، ومنها نفي علاقة النظام القطري بتمويل المنظمات الإرهابية رغم ثبوت دعمها المادي واللوجستي بالحقائق والمعلومات الموثقة، ورغم تحريضها عبر إعلامها الكاذب على الفوضى والتخريب والتآمر على جيرانها، كما يؤكد ذلك تسجيلات صوتية؛ ومن الأكاذيب الفاضحة المضحكة أن قطر فازت بتنظيم كأس العالم بجدارة وبطريقة نظامية، بينما يتحدث العالم كله أن ذلك حصل عن طريق الفساد والدهاليز السرية، وهو السلوك الذي يجيده النظام القطري ليس في المجال الرياضي فقط، بل في المجال السياسي أيضا.
يكفي أنها كانت تزعم حرصها على مجلس التعاون الخليجي بينما اتضح أنها تعمل في الخفاء ضد المجلس.
كانت تكذب في موضوع علاقتها بإيران وحين انكشفت وصفت قطر إيران بـ”الشريفة”.
إنه نظام غريب أبدع في وصفه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط حين قال واصفا هذا النظام: إن قطر تحاول بناء إمبراطورية على سيقان دجاجة، وأن نظام قطر أصغر من أن يكون خصما لأي دولة.
ونحن نضيف إلى ذلك أن قطر فقدت سيادتها منذ فترة طويلة، ولا تملك حرية القرار، فهي أصبحت تتلقى التعليمات من إيران ومن غير إيران، كما فعلت مؤخرا بعد انتهاء قمم مكة المكرمة حين اعترضت على البيانات الختامية بمبرر أنها “تمعنت” في البيانات، ووجدت أنها لم تتحدث عن قضية فلسطين، وهي كذبة في سلسلة من الأكاذيب لا نهاية لها.
تزييف الحقائق بالطريقة القطرية الغبية سرعان ما ينكشف ويتحول إلى إدانة لها، وهذا ما تؤكده أحداث كثيرة من ضمنها 9/11 التي هي حلقة في سلسلة مؤامرات تهدف إلى توتير العلاقة بين السعودية وأميركا.
قناة الجزيرة الكاذبة “المحايدة” تحتفل باستهداف مطار أبها من ميليشيات الحوثي؛ هذه هي القناة التي تزعم أنها لا تدعم الإرهاب.. إنه تنافس بين الأكاذيب، فكل كذبة تقول إنها الأكبر.
في حلبة السباق تقول إن قطر محاصرة وإنها نصيرة الحرية والديموقراطية، ودولة ذات سيادة، وإن قناة الجزيرة قناة مستقلة.
الحقيقة أن هذه القناة هي ميدان للتنافس بين الأكاذيب تحت مظلة النظام القطري الذي يتغذى على الأكاذيب.
المصدر: الرياض