أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا في موسكو أن الائتلاف سيشارك بالجولة المقبلة من مفاوضات جنيف حول سوريا، كما أكدت روسيا من جهتها مشاركة وفد النظام السوري بالجولة القادمة كاشفة عن اقتراح بتشكيل لجان خاصة بالمواضيع الرئيسية في إطار مفاوضات جنيف.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الجربا، قوله أمس أثناء لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، بحضور الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، بدر جاموس، إن الائتلاف سيشارك في الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف2».
وقال الجربا ان «المهمة الرئيسية للجولة التالية من مفاوضات جنيف هي تشكيل هيئة ادارة انتقالية في سوريا»، مضيفاً إنه «يجب على الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي ان يضغطوا على النظام السوري من أجل أن ينفذ كل موجبات «جنيف1».. نريد البحث في هذا الامر بتفاصيله وبكل انفتاح مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف».
مرشحو المعارضة
وأكد الجربا ان المعارضة السورية وضعت لائحة بأسماء مرشحين للانضمام الى هذه الحكومة الانتقالية، مضيفاً القول: «لكننا مستعدون لإبداء مرونة في ما يتعلق بالترشيحات ومستعدون للحوار. نحن نعي ان هذه اللائحة يجب ان يوافق عليها الطرفان».
وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالة «ايتارتاس»: «سبق لنا وأن أعلنا قرارنا بالمشاركة في الجولة الثانية في 10 فبراير»، مضيفا القول: «لقد أعلنا ذلك على الرغم من انه خلال الجولة الأولى من المفاوضات تواصل ارتكاب جرائم في سوريا بواسطة البراميل المتفجرة».
وفي مقابلة مع اذاعة غولوس روسيي «صوت روسيا» اجريت قبيل لقائه لافروف، شدد الجربا على «ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي لإنهاء النزاع الذي اسفر منذ اندلاعه في مارس 2011 على شكل انتفاضة شعبية عن سقوط اكثر من 136 الف قتيل وتهجير ملايين السوريين». من جهة ثانية، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن المعارض السوري، ميشال كيلو، قوله إن المفاوضات في موسكو «ستركّز على مبادئ تشكيل هيئة حكم انتقالي في سوريا».
مشاركة إيجابية
وفي سياق متصل، قال لافروف، إن موسكو تنظر إلى وصول وفد الائتلاف الوطني الى مونترو، للمشاركة بإطلاق المؤتمر الدولي ومن ثم مشاركته في الجولة الأولى من المفاوضات، على أنه «خيار لصالح التسوية السلمية للنزاع الدموي»، مضيفاً إن القرار الذي اتخذه الائتلاف الوطني لم يكن سهلاً، إذ «لا يزال هناك كثيرون يراهنون على السيناريو العسكري».
وأكد لافروف أن «بلاده تعوّل على عمل الدول الغربية ودول الشرق الأوسط مع اللاعبين السياسيين في سوريا فقط، وليس مع من وصفهم بـ«الإرهابيين».
من ناحيته قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بحسب ما نقلت عنه وكالة «ايتارتاس» الرسمية أمس «ليست لدينا اي شكوك في ان الوفد الحكومي السوري سيشارك في الجولة الثانية للمفاوضات السورية في جنيف».
لجان خاصة
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن موسكو اقترحت على الحكومة السورية والمعارضة تشكيل لجان خاصة بالمواضيع الرئيسية في إطار مفاوضات جنيف.
وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية نشرت أمس، إنه «من أجل التحرك نحو التسوية، يجب التوصل إلى اتفاق حول عدد من المسائل، مثل وقف إطلاق النار، والقضايا الإنسانية، وموضوع تشكيل هيئة إدارية انتقالية»، معتبراً أن «حلّ كل هذه القضايا يتطلب تشكيل فرق عمل خاصة بها».
كما اعتبر أن «كل مسألة من مجمل القضايا المطروحة، في إطار مفاوضات جنيف، تتطلب بذل جهود مركزة»، مشيراً إلى أن «بعض القضايا يسهل حلها، أما القضايا الأخرى، مثل إنشاء هيئة حكم انتقالية، سيكون أصعب»، غير أنه لفت إلى أن «ذلك لا يعني أنه يجب التركيز على قضية واحدة فقط وتجاهل القضايا الأخرى، بل نعتقد أن علينا أن نحاول التحرك الى الأمام على عدة مسارات في آن واحدب.
موسكو: مزيد من الأسلحة الكيماوية إلى التدمير قريباً
أكدت روسيا الاتحادية أمس أن الحكومة السورية ستشحن قريبا مزيدا من العناصر السامة لتدميرها في الخارج بموجب اتفاق للتخلص من ترسانتها الكيماوية.
ويبدو أن التصريحات تهدف إلى تهدئة المخاوف الغربية بشأن التزام الرئيس السوري بشار الأسد بعملية السلام التي بدأت الشهر الماضي والتخلي عن ترسانته الكيماوية بحلول منتصف العام بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف إن سوريا تعتزم إرسال شحنة كبيرة من المواد السامة إلى خارج البلاد هذا الشهر وإن بإمكانها استكمال عملية التخلص من الأسلحة الكيماوية بحلول اول مارس.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن غاتيلوف قوله إنه «بالامس أعلنت سوريا حرفيا أن إزالة شحنة كبيرة من المواد الكيماوية مقررة في فبراير. هم مستعدون لاستكمال العملية بحلول اول مارس».
ومن جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة «رويترز» أول من أمس إن روسيا لا تزال واثقة من أن موعد 30 يونيو النهائي المحدد للتخلص من الترسانة الكيماوية السورية يمكن الوفاء به.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة «أوروبا1» أمس إن «الحكومة السورية تتباطأ في تدمير أسلحتها الكيماوية … يجب على حكومة بشار الأسد احترام التزاماتها».
وقالت روسيا إن المخاوف الغربية مبالغ فيها ورفضت اتهامات بأن التأخير متعمد وقالت انه بسبب مسائل أمنية ولوجستية.
مفاوضات متواصلة
قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف: أن موسكو تعوّل على ألا تكون الجولة القادمة من مفاوضات جنيف هي الأخيرة، معرباً عن أمله باستمرار المفاوضات، كي يتم توفير أجواء تسمح بالانتقال إلى بحث موضوعي لمسائل التركيبة المستقبلية للدولة السورية. أ.ف.ب