مستوى غير مسبوق من العنف في السودان طال المدنيين بشكل أساسي، حيث شملت المجازر والانتهاكات ملايين البشر الذين راحوا ضحايا الصراع العبثي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ففي الوقت الذي تشهد فيه الحرب فظائع وجرائم حرب ارتكبها طرفا النزاع ‘طالت البشر والحجر’، إلا أنّ هذه الحرب تتحول إلى برد وسلام وهدنة عندما يتعلق الأمر بالنفط والموارد.
تفيد الأنباء التي نقلتها «رويترز»، بأن قائد جيش جنوب السودان أعلن أن بلاده أرسلت قواتها إلى السودان المجاور لحراسة حقل ‘هجليج’ النفطي الاستراتيجي قرب الحدود، وذلك بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية عليه.
ويضم حقل هجليج منشأة المعالجة الرئيسية للنفط الجنوب سوداني، الذي يشكل الجزء الأكبر من إيرادات جنوب السودان العامة. وقد استمر تدفق بعض النفط عبر هجليج، وإن كان بكميات أقل بكثير.
وأفادت مصادر حكومية لوكالة رويترز يوم الاثنين، بأن القوات الحكومية السودانية والعاملين في حقل هجليج النفطي انسحبوا من المنطقة يوم الأحد لتجنب أي اشتباكات كان من الممكن أن تُلحق أضراراً بالمنشآت هناك.
وقال الجنرال بول نانغ، رئيس أركان قوات الدفاع في جنوب السودان، إن نشر القوات تم بالاتفاق بين رئيس جنوب السودان سلفا كير، وقائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
حماية منطقة هجليج
وأضاف نانغ في تصريحات لإذاعة جنوب السودان الحكومية: «اتفق الثلاثة على ضرورة حماية منطقة هجليج لأنها منطقة استراتيجية بالغة الأهمية للبلدين، والآن، القوات الجنوب سودانية هي الموجودة في الحقل».
ويتم نقل نفط الحقل عبر نظام خط أنابيب النيل الكبير إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر للتصدير، ما يجعل موقع هجليج بالغ الأهمية لكل من عائدات النقد الأجنبي للسودان وجنوب السودان، الدولة غير الساحلية التي تعتمد بشكل شبه كامل على خطوط الأنابيب المارة عبر السودان.
ويمتد خط أنابيب آخر، بترودار، من ولاية أعالي النيل في جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان.
وقد أدت الحرب التي اندلعت في إبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تعطيل تدفقات النفط من جنوب السودان بشكل متكرر، والتي كانت قبل النزاع تتراوح بين 100 ألف و150 ألف برميل يتم تصديرها يومياً عبر السودان.
المصدر: الخليج




