صد الجيش الوطني الليبي أمس الأحد هجوماً لما يسمى بـ«سرايا دفاع بنغازي» التابعة لتنظيم القاعدة على بنغازي، ودمرت مقاتلاته رتلاً مسلحاً بالقرب من منطقة سلطان بالضواحي الجنوبية لمدينة إجدابيا بعد تحركها من مشروع النهر باتجاه المدينة، فيما أقرت بريطانيا بصعوبة دمج التشكيلات المسلحة في البلاد تحت قيادة موحدة.
وقال آمر قاعدة بنينة الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي في بنغازي، العميد محمد المنفور لـ«سكاي نيوز عربية»، إن الجيش تمكن من طرد رتل القاعدة المتجه نحو بنغازي، بعد محاولته السيطرة على بلدتي سلطان وإجليداية، على بعد 35 كلم شرقي إجدابيا، مضيفاً أن العمليات على الأرض تمت تحت غطاء جوي من غارات الطيران التابع للجيش الوطني.
وأوضح أن الرتل مكون من أكثر من 200 سيارة وآلية عسكرية وانطلق مع ساعات الصباح الأولى، مضيفاً: «نفذنا 8 طلعات وغارات جوية عدة لصد رتل القاعدة». وأوضح المنفور:«رتل القاعدة كان يقصد بنغازي بغرض تخفيف الضغط على عناصر القاعدة المحاصرة من الجيش الليبي غربي المدينة».
وأشار المنفور إلى أن الرتل تحرك «فور خطاب للمفتي المعزول الصادق الغرياني قبل يومين، الذي حرض فيه على قتال الجيش ببنغازي بعد تكفيره».
وقال شهود عيان إن مسلحي «القاعدة» قاموا بحرق بيوت تخص ضباطاً في الجيش في بلدة إجليداية، التي أصيب سكانها بالذعر ونزح بعضهم إلى أطراف البلدة. وأكد الناطق الرسمي باسم «القيادة العامة للجيش الليبي»، العقيد أحمد المسماري، أن سكان مدينة سيدي سلطان، 40 كلم شرقي إجدابيا تصدوا بدعم من الجيش لرتل القاعدة، ,إن اثنين من أهالي المدينة قتلا خلال المواجهات المسلحة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية في بنغازي أمس، من تفكيك سيارة مفخخة معدة للتفجير بالقرب من جزيرة دوران منطقة الفاتح سابقاً. إلى جانب ذلك، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى ليبيا وأوصت رعاياها هناك بمغادرة البلاد على الفور. وقالت في بيان إن الوضع لا يزال غير مستقر في ليبيا، حيث تواصل الجماعات الإرهابية التخطيط لشن هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية.
وأشار البيان إلى أن هذا التحذير يحل محل السابق الذي صدر في سبتمبر/أيلول 2015، لافتاً إلى غياب سيطرة السلطات الحكومية على أجزاء كبيرة من البلاد وقدرات قوات الشرطة المحلية المحدودة لمواجهة الطوارئ أو تقديم المساعدة.
وأكد البيان استمرار ارتفاع معدلات الجريمة في الوقت الذي دعت فيه العديد من الجماعات الإرهابية إلى شن هجمات ضد المواطنين والمصالح الأمريكية في ليبيا. من جهته، قال السفير البريطاني إلى ليبيا بيتر ميليت إن ضم جميع التشكيلات المسلحة في ليبيا تحت قيادة موحدة مشتركة «مهمة صعبة»، نظراً للخلفيات الإقليمية والقبلية المختلفة لتلك المجموعات، لكنه أشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني أحرزت تقدماً في هذا الشأن. وقال في شهادته عن الأوضاع في ليبيا أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب البريطاني إن وزير الدفاع العقيد مهدي البرغثي يحاول العمل مع الجميع ويسعى إلى إيجاد الطريقة المناسبة لتوحيد المجموعات المسجلة تحت قيادة موحدة مشتركة، مؤكداً أن «البرغثي شخص جدير بالثقة».
على صعيد آخر، أكدت حكومة الوفاق الوطني أمس أنه لن يكون هناك أي عفو بشأن الجرائم بحق الإنسانية التي يتهم بها سيف الإسلام القذافي. وأعرب المجلس الرئاسي للوفاق في بيان أن الجرائم بحق الإنسانية «لا تسقط بالتقادم ولا يسري بشأنها العفو العام».(وكالات)
المصدر: الخليج