الجيش اليمني يبدأ معركة «تحرير عمران» من الحوثيين

أخبار

أطلق الجيش اليمني أمس، عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة عمران الشمالية من المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يسيطرون على المحافظة ومناطق واسعة في الشمال منذ أواخر 2014. ووصلت تعزيزات عسكرية كبيرة مساء السبت إلى مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف التي تسيطر عليها القوات الحكومية في شمال شرق اليمن. وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في الجوف، عبدالله الأشرف، في بيان أُرسل لـ»الاتحاد»، إن «كتيبة الحسم وصلت بكامل عتادها العسكري إلى مدينة الحزم بعد انتهاء فترة تدريبها خارج المحافظة» حيث تدور معارك منذ ديسمبر بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات العسكرية والشعبية الموالية للحكومة الشرعية التي تبسط نفوذها على معظم مناطق الجوف. وذكر أن كتيبة الحسم خضعت خلال الفترة الماضية لتدريبات قتالية مكثفة بإشراف خبراء عسكريين، لافتا إلى أن وصول هذه القوة العسكرية لتنفيذ مهمة محددة «التقدم غرباً نحو حرف سفيان» كبرى بلدات محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء واجتاحها المتمردون الحوثيون في يوليو 2014 بعد أربعة شهور من القتال الدامي خلف مئات القتلى.

وأضاف «خضعت كتيبة الحسم لأقوى التدريبات العسكرية بهدف التقدم نحو محافظة عمران عبر مديرية المتون» الواقعة وسط الجوف وتشهد منذ أسابيع معارك شرسة بين القوات الحكومية والميليشيات الانقلابية، مشيرا إلى أن هذه الكتبية ستشارك في عملية تحرير بلدة المتون قبل أن تتقدم غرباً باتجاه بلدة الزاهر وصولاً إلى بلدة حرف سفيان في شمال عمران، 60 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء. وباستعادة بلدة حرف سفيان، وهي منطقة نفوذ للمتمردين الحوثيين منذ سنوات، ستقطع القوات الحكومية طرق إمدادات الحوثيين بين العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة معقلهم الرئيس في أقصى شمال البلاد.

وذكر المتحدث باسم المقاومة أن عدد من الألوية القتالية التابعة لمحافظتي عمران وصعدة ومتواجدة حاليا في الجوف، ومنها اللواء التاسع مشاة واللواء 122 مشاة، ستشارك في عملية تحرير بلدة حرف سفيان حيث استولى الحوثيون في مايو الماضي على لواء العمالقة أحد أبرز ألوية الجيش اليمني والتزم الحياد إزاء الصراع الدائر في البلاد منذ مارس العام الماضي. واحتدمت المعارك في الجوف في الأيام الأخيرة بعد تقدم قوات الشرعية نحو بلدتي المتون والمصلوب التي سيمهد تحريرهما استعادة كامل أجزاء المحافظة المتاخمة لحدود السعودية والوصول إلى عمران. وقتلت امرأة يمنية أمس الأحد بانفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في طريق رئيسي ببلدة المصلوب القريبة من مناطق الصراع في محافظة صنعاء.

وذكرت مصادر محلية أن المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمليشيات الانقلابية استمرت أمس، في مناطق عديدة ببلدة نهم شمال شرق صنعاء، مشيرة إلى أن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أغار على موقع للمتمردين في منطقة «الحرشفة» وسط البلدة التي تبعد 40 كيلومترا عن عاصمة البلاد. وذكر بيان مقتضب لـ»مقاومة آزال» التي تنشط في صنعاء ومحافظات مجاورة أن قصفاً جوياً للتحالف استهدف «تعزيزات عسكرية للمليشيات الحوثية بقرية بيت بجاش في نهم». وهاجمت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات للمسلحين الحوثيين في محافظة صعدة ومناطق حدودية مع السعودية. واستهدفت ضربة جوية موقعاً في منطقة «المهاذر» ببلدة سحار وسط صعدة، وأصابت غارتان موقعين بمنطقة «الحصامة» ببلدة الظاهر في جنوب غرب المحافظة.

ونفذ الطيران العربي أمس، ثلاث غارات على مواقع لمليشيات الحوثي وصالح بالقرب من جبال كهبوب على الحدود بين محافظتي تعز ولحج في جنوب غرب اليمن وحررتها القوات الحكومية بإسناد جوي من التحالف يوم الخميس الماضي. وأطلق الحوثيون الليلة قبل الماضية صاروخاً بالستيا على قاعدة عسكرية للقوات الحكومية مرابطة في منطقة حدودية بين تعز ولحج لا تبعد كثيراً عن مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن (جنوب). وقال المسؤول في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، عبدالستار الشميري، لـ«الاتحاد»، إن الصاروخ سقط بالقرب من القاعدة العسكرية دون أن يسفر عن سقوط ضحايا، مكذباً مزاعم الحوثيين بمقتل وجرح العشرات من الجنود في الضربة الجوية. وأشار إلى استمرار الاشتباكات المتقطعة بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح في العديد من جبهات القتال بتعز المنكوبة جراء 14 شهراً من الصراع المسلح، لافتا إلى احتدام المواجهات في قرية الصراري ببلدة صبر الموادم وسط المحافظة. وأفشل مقاتلو المقاومة والجيش الوطني في وقت مبكّر أمس، محاولات تقدم للمليشيات في حيي الزهراء ومدرات شرقي مدينة تعز، عاصمة المحافظة، وفي محيط السجن المركزي ومنطقة المبها بوادي الضباب غربي المدينة. وقتل 18 من متمردي الحوثي وصالح وجرح 23 آخرون في المواجهات المسلحة بمحافظة تعز في غضون 24 ساعة ماضية، حسبما أعلن المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية الذي أفاد أيضاً بمقتل أحد عناصر المقاومة خلال الاشتباكات. كما قتل أربعة حوثيين وأصيب ستة آخرون أمس الأحد، في كمين مسلح للمقاومة الشعبية بمحافظة إب المجاورة. وقال مصدر في المقاومة المحلية لـ«الاتحاد» إن مسلحين من كتيبة «المغاوير» التابعة للمقاومة هاجموا مركبة عسكرية للمتمردين الحوثيين في منطقة النجد ببلدة السياني جنوب شرق محافظة إب (وسط)، مضيفاً أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة متمردين وجرح ستة آخرين ، إضافة إلى إعطاب المركبة العسكرية.

وكثف الحوثيون انتشارهم المسلح في محافظة ذمار (وسط) جنوب العاصمة صنعاء في ظل مخاوف بهجمات مباغتة للمقاتلين الموالين للحكومة الشرعية التي اتخذت من مدينة عدن الجنوبية مقراً مؤقتاً لها. وذكر المركز الإعلامي للمقاومة في ذمار أن مليشيات الحوثي استحدثت معسكراً تدريبياً في أطراف بلدة الحدأ على حدود محافظة البيضاء (وسط)، وأنها استقطبت نحو 600 مقاتل من صغار السن من أبناء قبائل ذمار، مضيفا أن هذا المعسكر يحتوي على عشرات العربات والمدرعات ومنصة إطلاق صواريخ ودفاعات جوية وأسلحة ومعدات عسكرية مختلفة.

المصدر: الإتحاد