حرر الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، أمس السبت، منطقة اليتمة الاستراتيجية مركز «خب والشعف»، كبرى مدن محافظة الجوف، شمال شرق البلاد. وقال الجيش اليمني، مساء السبت، في بيان، إن قواته بغطاء جوي من التحالف، حررت منطقة اليتمة مركز مدينة خب والشعف بعد ساعات على تحرير منطقة المهاشمة الاستراتيجية والواقعة على الطريق الدولي الذي يربط بين محافظتي الجوف وصعدة. وتقع منطقة المهاشمة بين منطقتي العقبة في الجوف والبٌقع في صعدة، معقل المتمردين الحوثيين، في أقصى شمال اليمن. ونقل بيان الجيش عن العميد طه شمسان، رئيس عمليات المنطقة العسكرية السادسة، ومركزها الرئيس مدينة الحزم عاصمة الجوف، أن القوات الحكومية «قطعت خطوط الإمداد على ميليشيا الحوثي الإيرانية في جبهات صبرين والعقبة»، مؤكداً فرار الميليشيات بشكل جماعي مع تقدم قوات الشرعية وسيطرتها على منطقتي اليتمة والمهاشمة في شمال غرب الجوف.

ومن أبرز المواقع المحررة في منطقة اليتمة، جامع، والمهير، والغرام، وعشة هضبان، وجبل الكافر، بحسب العميد شمسان الذي أكد أسر 25 من عناصر ميليشيات الحوثي خلال المواجهات التي خلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وساندت مقاتلات التحالف العربي تقدم قوات الشرعية في «خب والشعف»، وقصفت العديد من مواقع الحوثيين في البلدة. وكان الجيش اليمني بدأ الخميس عملية عسكرية واسعة لتحرير مديرية «خب والشعف» التي تحتل معظم المساحة الجغرافية لمحافظة الجوف. وتتزامن هذه العملية مع انتصارات نوعية للجيش الوطني في بلدة نهم القريبة من صنعاء ومحافظة البيضاء (وسط) وجبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

وشنت مقاتلات التحالف العربي في غضون الـ 24 ساعة الماضية، غارات على مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي في العديد من جبهات القتال، أوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الميليشيا. واستهدفت خمس غارات جوية للتحالف، صباح السبت، مواقع وتعزيزات عسكرية للحوثيين في مدينة الجراحي جنوب محافظة الحديدة. وقال سكان محليون ومصادر في الجيش الوطني، إن ثلاث غارات دمرت تعزيزات عسكرية للميليشيات في الشارع الرئيس بمدينة الجراحي كانت في طريقها إلى مدينة حيس المجاورة، مشيرين إلى أن القصف الجوي أسفر عن تدمير مركبات عسكرية ومدرعة للحوثيين، ومقتل وإصابة العديد من مقاتليهم. كما دمرت غارتان موقعين للميليشيات في منطقة زراعية على ضواحي مدينة الجراحي، فيما استهدفت ثلاث غارات تجمعاً لميليشيا الحوثي في مدينة حيس، ما أسفر عن تدمير ثلاث مركبات ومقتل وجرح عدد من المسلحين.

وكان الحوثيون منيوا الجمعة بهزيمة فادحة خلال محاولتهم التقدم نحو مدينة الخوخة الساحلية، ومقتل 80 على الأقل من مقاتليهم خلال الهجوم الفاشل. كما قتل 20 على الأقل من عناصر الميليشيات الحوثية في الاشتباكات الدائرة في البيضاء (وسط)، حيث تتقدم قوات الشرعية نحو مدينة الملاجم بعد تحريرها مدينتي ناطع ونعمان في شمال غرب المحافظة الاستراتيجية. وأعلن الجيش اليمني، ليل الجمعة السبت، أسر أكثر من 20 من عناصر الميليشيات في الاشتباكات المحتدمة على أطراف مدينة ناطع باتجاه الملاجم، بينما تحدثت مصادر عسكرية ميدانية عن مصرع ما لا يقل عن عشرة من المسلحين الحوثيين خلال المواجهات المستمرة منذ مساء الجمعة. وقتل مسلح حوثي وجرح آخرون أمس السبت باشتباكات مع مقاتلي المقاومة الشعبية في مدينة الصومعة، شرق محافظة البيضاء، حسبما أفاد مصدر مسؤول في المقاومة المحلية التي تخوض معارك متقطعة ضد الميليشيات في مناطق عديدة بالمحافظة منذ ثلاث سنوات. وذكر موقع الجيش اليمني على شبكة الإنترنت (سبتمبر نت)، أن تسعة متمردين حوثيين لقوا مصرعهم مساء الجمعة بكمين للمقاومة الشعبية في موقع جفينة بمنطقة المناسح بمدينة ولد ربيع شمال غرب محافظة البيضاء، مضيفاً أن مقاتلي المقاومة تمكنوا خلال الهجوم من تدمير مركبة عسكرية وأسر عنصرين من الميليشيات. وهاجم مقاتلو المقاومة الشعبية أمس السبت مواقع للميليشيات الحوثية في بلدة الزاهر وسط البيضاء، فيما ذكرت مصادر محلية أن مسلحين حوثيين مرابطين في حاجز عسكري ببلدة ذي ناعم المجاورة، قتلوا مدنياً من بلدة الزاهر بحجة انتمائه لعشيرة آل حميقان التي تقود المقاومة في الزاهر. وقتل 15 متمرداً حوثياً وأصيب آخرون أمس السبت في هجوم للجيش الوطني والمقاومة الشعبية الجنوبية على مواقع للميليشيات في منطقة ثره الجبلية على الحدود بين محافظتي البيضاء وأبين (جنوب).

وقال قائد المقاومة في جبهة ثره، طه حسين بوبكر، إن قوات الجيش والمقاومة شنت هجوماً مضاداً على الميليشيات المتمركزة أعلى عقبة ثره الاستراتيجية، مضيفاً أن القوات تمكنت من تحرير موقعي علب والجرف في العقبة، وقتل 15 حوثياً وإصابة آخرين. وأشار إلى المقاومة الجنوبية انتشلت عدداً من جثث قتلى الميليشيات من الموقعين المحررين، وأنها تتحفظ عليها حالياً. إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني في شمال محافظة الضالع (جنوب)، أمس السبت، من أسر قيادي حوثي بارز في جبهة حمك الحدودية مع محافظة إب (وسط). وقال متحدث باسم الجيش اليمني إن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش في جبهة حمك، أسرت القيادي الحوثي أبو علي الفتاحي، وهو مشرف ميليشيا الحوثي بمديرية السبرة بمحافظة إب، لافتاً إلى عملية أسر القيادي الحوثي هي الثانية بعد عملية استخباراتية ناجحة الأسبوع الماضي، تم خلالها أسر ثلاثة من قيادات الميليشيات الحوثية، بينهم المشرف الأمني والعسكري بمحافظة إب، أبو محمد الكبسي.

وقتل ستة من عناصر الميليشيات الحوثية وجرح عدد غير معروف، أمس الأول، بهجومين لقوات الجيش الوطني على مواقع للمتمردين في بلدتي مقبنة وجبل حبشي بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد. وقصف الطيران العربي أمس السبت موقعين للميليشيات بمعسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي، جنوب العاصمة صنعاء. وتزامن القصف مع غارات مماثلة استهدفت مواقع داخل معسكر السواد، مقر قيادة قوات الحرس الجمهوري، في منطقة حزيز جنوب صنعاء. كما شنت مقاتلات التحالف العربي 12 غارة على مواقع للميليشيات في بلدتي كتاف ورازح الحدوديتين مع السعودية في شمال وغرب محافظة صعدة. وخلفت الغارات في صنعاء وصعدة خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيات لم يتسن معرفة حجمها.

المقدشي يشيد بانتصارات الجيش

عدن (واس)

أشاد مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية الفريق الركن محمد علي المقدشي، أمس، بما حققه الجيش الوطني اليمني من انتصارات ضد الانقلابيين الموالين لإيران. وتفقد المقدشي الوحدات العسكرية المرابطة في منطقة نهم شرق صنعاء، واطلع على سير العمليات العسكرية فيها، مؤكداً ضرورة رفع الجهوزية القتالية لتنفيذ المهام الموكلة إليهم.وعقد المقدشي اجتماعاً بالقادة العسكريين في الجيش الوطني والتحالف العربي واستمع إلى إيجاز حول سير العمليات العسكرية ومستوى الجاهزية للوحدات في المنطقة، واطلع على الأوضاع في الجبهات ودعم جهود إعادة بناء المؤسسة العسكرية.

المصدر: الاتحاد