أكد الجيش اليمني أنه يستعد لمعارك حاسمة لتحرير العاصمة صنعاء، تضمن سلامة سكانها الذين كانوا السبب الرئيس في تأخر الحسم وتحرير العاصمة.
وأكد مصدر عسكري يمني قرب استكمال تحرير ما تبقى من مديريتي عسيلان وبيحان مع قرب التحام الجبهتين في منطقة طوال السادة، في حين باتت ثلاث مديريات جديدة في صعدة على خط المواجهات، مع استمرار عمليات تحرير الساحل الغربي، والاستعداد لمعركة تحرير العاصمة.
وفي التفاصيل، أكد قائد «كتيبة الحزم» في شبوة، العقيد أحمد صالح العقيلي لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش من تأمين مواقع عدة في جبهة الساق غرب مديرية عسيلان، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، التي تكبدت 25 قتيلاً، بينهم أربعة قادة على رأسهم القيادي المكنى «أبوحرب».
وأشار العقيلي إلى أن المعارك في جبهات الساق مستمرة، وباتوا قريبين من الالتحام مع جبهة طوال السادة على مشارف مديرية بيحان، التي قال إنها لا تبعد عنهم سوى كيلومترات قليلة، بعد السيطرة على موقعين استراتيجيين بالمنطقة، واغتنام كمية كبيرة من الأسلحة، مؤكداً أنهم سيتمكنون من تحرير هذه المنطقة الفاصلة، وسيتم الالتحام بين الجبهتين، ما سيعجل بهزيمة الميليشيات.
في الأثناء، أكدت قيادات عسكرية تابعة للشرعية أن مواقع الميليشيات في العاصمة ومحيطها باتت أهدافاً مشروعة أمامهم، مشيرة إلى أن معركة تحرير صنعاء باتت على الأبواب، بعد استكمال جميع الترتيبات اللازمة لها، خصوصاً في ما يتعلق بتجنيب السكان مخاطر المواجهات.
وقال قائد قوات الاحتياط اللواء سمير الحاج، إن الترتيبات والتجهيزات العسكرية اللازمة لمعركة صنعاء استكملت من قبل الجيش والتحالف العربي، والتي تضمن سلامة السكان، الذين كانوا السبب الرئيس في تأخر الحسم بالنسبة للمناطق ذات الكثافة السكانية بما فيها صنعاء وتعز والحديدة.
وأكد الحاج بدء الجيش في قصف مواقع بالعاصمة صنعاء، منها الرئاسة والنهدين في جنوب المدينة، مشيراً إلى أن مدفعية الجيش تتمركز في منطقة ضبوة في تخوم أرحب، وهي لا تبعد عن وسط العاصمة سوى كيلومترات قليلة، فضلاً عن امتلاك الجيش أسلحة يصل مداها إلى أبعد من المواقع العسكرية التابعة للميليشيات الواقعة في إطار العاصمة صنعاء.
وأشار إلى وجود عمليات تقوم بها وحدات من الجيش باتجاه مطار صنعاء الدولي، وأكد أن غداً أو بعد غد سيكون للجيش معركة حاسمة بالوصول إلى أطراف العاصمة الشمالية والشرقية، رغم وجود تجمعات بشرية ضخمة في تلك المناطق، إلا أن لدى الجيش خططاً تراعي تجنب مناطق تجمعات السكان، وسنستهدف تجمعات الأسلحة والمواقع والأفراد التابعة للميليشيات.
وفي نهم، استمرت التحركات العسكرية للجيش في إطار عمليات إعادة الانتشار والتموضع، مع استمرار المعارك المتقطعة في جبهات الميسرة والقلب ضد الميليشيات، التي حاولت إرسال طائرة بدون طيار بهدف التجسس على مواقع الجيش والمقاومة في جبهات نهم، إلا أن الأخيرة تمكنت من إسقاطها.
وبث ناشطون على مواقع التواصل مشاهد لما أسموها عملية إسقاط طائرة بدون طيار من قبل الجيش تابعة للحوثيين، تظهر مجموعة من الجنود التابعين للجيش وهم يتفحصون هيكلاً لطائرة صغيرة في جبهة نهم أكدوا إسقاطها خلال تحليقها فوق مواقعهم.
وقالت مصادر في الجيش إن الطائرة الاستطلاعية، التي تبين بعد فحصها أنها صناعة إيرانية ألمانية مشتركة، كانت تقوم بأعمال تجسسية لمصلحة الميليشيات، قبل أن يتم إسقاطها من قبل الجيش عن طريق أجهزة التحكم عن بعد.
يذكر أن هذه ليست العملية الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة تجسس بدون طيار للميليشيات، فقد تمكن الجيش قبلها من إسقاط العديد من تلك الطائرات في مناطق ومواقع قتالية متفرقة.
وفي صعدة، أكدت قيادات ميدانية في جبهات باقم وكتاف شمال وشرق المحافظة، أن ثلاث مديريات جديدة دخلت خط المواجهة مع الميليشيات وباتت مستهدفة من قبل الجيش، وهي مديريات الصفراء، وقطابر، ومجز، حيث تعد الصفراء، المحاذية لجبهات كتاف، المنطقة الفاصلة بين الجيش ومركز محافظة صعدة من جهة الشرق.
في الأثناء، تمكن الجيش من صد هجمات شنتها الميليشيات على مواقعه في جبهة البقع وكبدها خسائر فادحة، في حين شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في منطقة قرن السوادة بمديرية الصفراء، وآل الشيخ بمديرية مندبة، ومنطقة العشاش في مديرية كتاف.
وفي جبهات تعز، واصلت قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف تقدمها في شمال وشرق المخاء على الساحل الغربي للمحافظة، وتمكنت من تدمير آليتين عسكريتين للميليشيات في شمال يختل على طريق الخوخة، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقعهم في محيط جبل النار ومعسكر خالد شرق المخاء.
وفي لحج، قتل ثلاثة جنود يمنيين وستة مسلحين بهجوم مسلح استهدف مبنى حكومياً. وقال مصدر أمني، لـ«الإمارات اليوم»، إن سيارة مفخخة انفجرت أمام مبنى وزارة الصحة بمدينة الحوطة تتخذه السلطة المحلية في المحافظة مقراً لها، أعقبه اشتباكات مسلحة بالأسلحة الرشاشة بين مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم «القاعدة» الإرهابي وحراسة المبنى، مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
المصدر: الإمارات اليوم