الحضور الإماراتي في «دافوس»

آراء

أكتب هذه المرة من سويسرا، حيث فعاليات «دافوس 2025»، المنصّة العالمية التي تجمع سنوياً أكثر من 3 آلاف شخصية من القادة وصُنَّاع القرار وكبار الشخصيات من أكثر من 130 دولة، والحدث الأبرز الذي يجمع أكبر عدد من الشركات في القطاع العام والخاص من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد.

المشاهدات كثيرة ومتعددة، غير أنّ الحضور الإماراتي البارز والقويّ، أضاف زخماً لافتاً للفعاليات، عبر أجندة نوعية حافلة، حملت جوانب كثيرة من طموحاتنا التنموية، وجسَّدت نهجنا في بناء شراكات فاعلة، وهدفت في مجملها إلى فتح مزيدٍ من الآفاق الدولية لشركاتنا الوطنية وقطاعنا الخاص.

في أروقة «دافوس»، رصدنا عن قرب تعاظم دور الإمارات المؤثِّر، ومكانتها الاستثنائية، وتزايد الثقة الدولية بقدراتها وكفاءاتها وشركاتها الوطنية وقطاعها الخاص، ورؤيتها الاستباقية، ونموذجها التنموي المتفرد.

لامسنا ردود الفعل العالمية الشغوفة بتجربة بلادنا في بناء الاقتصاد الأقوى والأسرع، ونجاحنا في الارتقاء بتجربتنا التنافسية في القطاعات كافة، وإيجاد حلول جديدة وغير تقليدية للتحديات، الأمر الذي يعكس مصداقيتنا، والثقة الدولية بدورنا الإيجابي المؤثِّر في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، والذي يُشكِّل إلهاماً كبيراً لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة للدول والمجتمعات.

وقفنا على الاهتمام الدولي اللافت بالأهداف الاستراتيجية لشركاتنا وخططها الطموحة للنمو والتوسع وخلق المزيد من الفرص وقيادة تحولات تنموية كبرى تليق باسم دولة الإمارات، انطلاقاً من إيمانها بذاتها وثقتها في قدراتها وخبرتها في الإدارة واستشراف المستقبل.

فلقد نجحت شركاتنا الوطنية في أن تثبت جدارتها بعد أن أصبحت واجهات عصرية لنهجنا الاقتصادي، ومركزاً محورياً للاستثمارات، بما تملكه من إمكانات وخبرات، استطاعت من خلالها زيادة جاذبيتنا الاستثمارية، وساهمت في منحنا جدارة مستحقة، هي اليوم عالمية بطموحاتها وتطلعاتها وتنافسيتها وريادتها.

ضمن الجلسات، قدّم أعضاء الوفد الإماراتي أمام شركائنا الدوليين جانباً من رؤى قيادتنا وتجارب حكومتنا، وما تبنّته من استراتيجيات اقتصادية مبتكرة، عكست في مجملها فهمَنا الأعمق لتوجهات المستقبل، وأضاءت في الوقت ذاته على بلادنا شريكاً موثوقاً ومركزاً للتغيير الإيجابي عالمياً.

وعلى مقربة من جبال الألب، وضمن جناح الإمارات الذي حمل شعار «لا شيء مستحيل»، تحدث قادة شركاتنا الوطنية الكبرى وشركات القطاع الخاص عن استراتيجيات طموحة واستثمارات ذكية ورؤى جديدة لخلق محركات للنمو في الأسواق الناشئة من شأنها أن تقود للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، وإيجاد مسارات للنمو الاقتصادي في أوقات عدم اليقين، وقدموا إجابات واضحة حول أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع المشهد الاقتصادي اليوم، وكيفية إيجاد مسارات للتعاون الاقتصادي على المستوى الدولي.

واليوم، ومع ختام «دافوس»، يملؤنا الفخر بخبراتنا في ابتكار فرص المستقبل، ودور بلادنا الفاعل في تعزيز الاقتصاد العالمي، ونجاح نهجها في تعاونها مع الأسواق الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم، وتعزيز وجودها على خريطة الاقتصاد الدولي، مدفوعةً برؤية عميقة ومعاصرة، ورصيد وافر من المصداقية.

ومن «دافوس»، تبقى الرسالة الإماراتية الأبرز بأن طموحاتنا الاستثمارية لا حدود لها، وأننا سنواصل التركيز على إيجاد مجالات ومسارات استثمارية مع الاقتصادات العالمية، وبأننا مستعدون لمشاركة خبراتنا مع كل أصدقائنا في العالم، ليبرموا صفقة قادمة مع المستقبل.

المصدر: الاتحاد