كاتب سعودي
عندما كان نظام الرهن العقاري تحت الدراسة والتأمل والتفكير رجونا المسؤولين أن يحدثونا ببساطة عن أهمية هذا النظام ومردوده على المواطن وكيف بإمكانه مساعدة الناس في تخفيف حدة أهم وأعقد مشكلة يواجهها أكثر من ثلثي المواطنين، وأيضا طالبنا المتخصصين في الأنظمة الاقتصادية والمالية والعقارية مساعدة البسطاء من الناس على فهم الآلية التي سيعمل بها النظام وكيف يستفيدون منه، لكن لا المسؤولين تحدثوا ولا المتخصصين تجاوبوا، وأصبحنا أمام نظام نعتقد أنه مفيد لكننا لا نفهم كيف، ولا نعلم إن كان سيساعد على الأمل أم سيكون ورطة إضافية لورطات الناس مع البنوك وشركات التمويل العقاري.
دعونا من الماضي ولنكن أبناء اليوم، واليوم يحمل مفاجأة من العيار الثقيل أطلقها مسؤول في المؤسسة التي لم نعرف عنها موقفا منحازا لحق المواطن في يوم من الأيام مهما كان الظلم الواقع عليه بينا وفادحا. إنها مؤسسة النقد العربي السعودي التي خرج مدير برامج التمويل فيها محمد الشايع ليقول لنا بكل وضوح أن أنظمة الرهن العقاري لن تكون أداة لتملك المواطنين مساكن وإنما أداة لتسهيل تملك المقتدرين وذوي الدخول المرتفعة فقط. ثم تحدث الشايع مشفقا على البنوك وكأنه الناطق الرسمي لها، فقد أشار إلى أنها تواجه «تحديات» بعد البدء في تنفيذ نظام الرهن العقاري. ونعتقد أنه محق في ذلك إذا فهمنا قوله على أن البنوك تعمل جاهدة على كيفية تفعيل أنظمة الرهن العقاري في امتصاص دم أصحاب الدخول المحدودة، وكالعادة تقوم مؤسسة النقد بتمهيد الطريق كي يتقبلوا ما ستفعله بهم البنوك وبالطريقة التي تريدها. وهنا يبدو أن الأخ محمد الشايع يريد تنبيه الحالمين وإعادتهم إلى الواقع الذي لن يتغير في ما يتعلق بأحلام السكن.
وأما القنبلة التي فجرها الشايع في وجه الجميع هي قوله في تصريحه لصحيفة الشرق يوم الأحد الماضي إن تأخر المواطن السعودي في تملكه منزلا يعود إلى ضعف ثقافة الادخار لديه. وهنا تتعطل لغة الكلام، وإذا لم تتعطل فإن الصحيفة لن تنشر ما يستحق هذا القول من تعليق، ولذلك ننصح الأخ الشايع بالعودة إلى موقع صحيفة الشرق ليقرأ عينة مما أثاره قوله في نفوس الناس.
المصدر: عكاظ