التقى نائب وزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور محمد عسكر، أمس، سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى الأمم المتحدة في جنيف على هامش الاجتماعات الجانبية للجلسة الـ34 لمجلس حقوق الإنسان، حيث أكد أن «عاصفة الحزم» كانت ضرورة للحفاظ على الأمن القومي العربي. وفي وقت واصلت قوات الجيش والمقاومة بمساندة التحالف العربي تقدمها باتجاه مطار صنعاء الدولي شمال العاصمة، بدأت قوات التحالف والشرعية عملياتها العسكرية في الحديدة على الساحل الغربي.
وفي التفاصيل، قال عسكر، خلال لقائه سفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى الأمم المتحدة، إن «إيران تعبث في المنطقة منذ 30 سنة بحديثها عن مشروع تصدير الثورة الإيرانية، فوجدت في صالح والحوثي ضالتها لمحاولة تطبيق نظام ولاية الفقيه، وظهر ذلك في تبجحها في إسقاط العاصمة الرابعة بأيدي طهران (صنعاء)».
ولفت إلى أن الحلم الإيراني كاد أن يتحقق لولا عاصفة الحزم التي بددت أحلامهم، مشيراً إلى أن عدن كانت المحطة التي انكسر فيها المشروع الإيراني. وأضاف: «عندما أدرك الحوثي وصالح هزيمتهم وحليفهم الإيراني، دفعوا بورقة الإرهاب إلى تنفيذ عملياتهم الإرهابية الخبيثة تحت غطاء القاعدة وداعش، كمشروع بديل للعبث في عدن وحضرموت وبقية المحافظات المحررة، وحاصروا إخواننا في المحافظات الشمالية الغربية، فبرزت المجاعة بفعلهم الخبيث وتجويعهم للناس».
وأكد أن التحالف العربي قد مثل روح الجسد الواحد، فبرزت كل دولة بمشروعها التنموي والإغاثي والصحي والإنساني، فلعبت دول الخليج دوراً مثمراً في تقديم المساعدات للمواطنين في معظم أنحاء اليمن.
كما أكد أنه ما لم يتم التوصل إلى سلام وفقاً للمرجعيات المتفق عليها فإن الخطر كبير، ومشروع عاصفة الحزم فرضته الضرورة، ويحتاج اليمن إلى مشروع تنموي وتأهيله ليصبح جزءاً من منظومة مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، أكد الرئيس الدوري لبعثة مجموعة دول الخليج سفير مملكة البحرين في سويسرا، يوسف بوخيري، أن الخليج لن يتخلى عن اليمن وسيقف الى جانبه حتى يتم القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وعودة الشرعية.
وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول كيفية الخروج بنتائج إيجابية في الدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، منها دعم الوضع الإنساني في اليمن، ودعم لجنة التحقيق في وقائع ادعاءات حقوق الإنسان، والتواصل المستمر بين دول المجلس والحكومة الشرعية.
ميدانياً، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في نهم شمال شرق صنعاء من التقدم والسيطرة على أولى المناطق في أرحب المطلة مباشرة على مطار صنعاء الدولي، فيما واصلت الفرق الهندسية الخاصة بنزع الألغام عمليات تطهير المناطق المحررة في نهم، وفتحت الخطوط والطرق الرئيسة المؤدية مباشرة إلى مديريتي أرحب وبني حشيش.
وذكرت مصادر ميدانية في أرحب أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على منطقة التبة الحمراء القريبة من منطقة العقران في نهم والمشتركة بين المديريتين، وهي تطل مباشرة على قاعدة الصمع، ومطار صنعاء الدولي مباشرة، الذي أصبح تحت السيطرة النارية للشرعية. وكانت الفرق الهندسية تمكنت من تطهير التبة الحمراء من الألغام وسمحت لآليات الجيش بالتقدم والتمركز فيها.
يأتي ذلك متزامناً مع تمكن قوات الجيش في نهم من قطع خط الإمداد الرئيس والوحيد للميليشيات الرابط بين قرية الحول وبقايا مواقع الميليشيات في تبة القناصين والتبة الحمراء، بعد تمركز الجيش في هذه المواقع، فيما تواصلت المعارك في جبهة حريب القرامش الممتدة بين نهم وصرواح مأرب.
وذكرت المصادر أن مقاتلات التحالف شنت أربع غارات جوية استهدفت تجمعات الميليشيات في مفرق قطبين، وتعزيزات لهم في محيط ضبوعة، ما أسفر عن تدمير مدرعة عسكرية وثلاث عربات عسكرية.
وكانت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب أكدت وصول قوات عسكرية ضخمة تابعة للشرعية إلى المنطقة قادمة من معسكرات التدريب في السعودية وحضرموت في طريقها إلى جبهات العاصمة للاشتراك في معركة تحرير العاصمة المرتقبة.
وواصلت مقاتلات التحالف قصفها لمواقع الميليشيات في محيط العاصمة الشمالي، حيث استهدفت معسكراً تدريبياً للميليشيات في منطقة وادي ظهر التابعة لمديرية همدان.
وفي الحديدة، أكدت مصادر عسكرية بدء عمليات عسكرية للشرعية والتحالف في ثلاث مديريات هي الخوخة والتحيتا وبيت الفقيه، من خلال القصف الجوي البحري الذي تنفذه قوات التحالف على تلك المديريات. وأكدت المصادر أن مناطق الحيمة والمجيليس التابعة لمديرية التحيتا والجاح والطائف والقويز، شهدت عمليات عسكرية متنوعة للتحالف شارك فيها طيران الأباتشي والبوارج البحرية، مشيرة إلى أن نحو 70 عملية جوية وبحرية نفذتها تلك القوات على تلك المناطق، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لتحصينات الميليشيات فيها وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات منهم.
وفي جبهات حرض وميدي في محافظة حجة، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة، أن المنطقة شهدت اجتماعاً موسعاً لقيادات الوحدات العسكرية بقيادة قائد المنطقة، اللواء الركن عمر سجاف، لوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ الخطة العسكرية المقرة في الاجتماع الأخير الذي عقد برئاسة نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، بشأن تنفيذ المهام القتالية في إطار المرحلة المقبلة لجبهتي ميدي وحرض، منها المشاركة في معركة تحرير الحديدة.
وفي تعز، استهدفت بوارج ومقاتلات التحالف منطقة البرح التابعة لمديرية مقبنة غرب المدينة بعشرات الغارات والصواريخ التي طالت مواقع الميليشيات في المنطقة، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات.
وفي شبوة، أكدت مصادر ميدانية مقتل قائد كتائب الموت الحوثية، المدعو أبوعمار، و20 آخرين، فيما جرح العشرات في عمليات للجيش والمقاومة بمنطقة طوال السادة ومحيط هجر بن كحلان في مديرية عسيلان، وتم الاستحواذ على أسلحة وعتاد خلفته الميليشيات وراءها قبل أن تلوذ بالفرار.
المصدر: الإمارات اليوم