سيطر مسلحون حوثيون على مطار مدينة تعز وأطلقوا النار على متظاهرين مؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي، الذي تعهد بمواجهة النفوذ الإيراني في بلاده، واستجاب مجلس الأمن لطلب هادي بعقد جلسة لمناقشة الوضع في اليمن لوضع حد لتدخل طهران في شؤون اليمن الداخلية، وذلك بالتزامن مع سحب الولايات المتحدة قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن بسبب مخاوف أمنية.
وسيطر مسلحون حوثيون مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على مطار مدينة تعز التي تقع شمال مدينة عدن، حسبما أفادت مصادر أمنية وعسكرية. وتعد تعز، بوابة عدن التي لجأ اليها الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء. وانتشر نحو 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما نقلت مروحيات تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالا، بحسب مصادر ملاحية وعسكرية.
وأطلقت قوات متمركزة في معسكرالأمن الخاص (الأمن المركزي سابقاً) اليوم الأحد، الرصاص الحي على المتظاهرين المناهضين لجماعة أنصار الله الحوثية في محافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء. وقال أحمد الوافي ناشط شبابي واحد المشاركين في المظاهرة إن شخصين اصيبا من إطلاق الرصاص الحي من قبل القوات التابعة للحوثيين المتمركزة في معسكر القوات الخاصة على المتظاهرين. وانطلق الآلاف من المواطنين في تعز بمسيرة اتجهت إلى مقر قوات الأمن الخاصة، لرفض تواجد القوات التابعة للحوثيين هناك، والمطالبة بخروجها.
وإزاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن، قامت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مع عناصر اللجان الشعبية المؤيدة له بالانتشار حول عدن. وذكر مصدر عسكري ان هذه القوات شكلت حزاما امنيا حول المدينة الجنوبية “معززة بحوالى اربعين دبابة في شمال وغرب” عدن.
على الصعيد نفسه، قال شهود عيان إن مدافع يمنية مضادة للطائرات فتحت النار على طائرة مجهولة تحلق فوق مقر اقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية اليوم. وهذا ثالث حادث من نوعه خلال الأربعة أيام الماضية الذي تقوم فيه طائرات مجهولة بالتحليق فوق المقر الذي يقيم فيه هادي. وفي احدى المرات أسقطت الطائرات قنابل دون وقوع خسائر بشرية.
ودعا مجلس الأمن الدولي مساء السبت إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الأوضاع في اليمن المضطرب. وأفاد مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المجلس سيعقد جلسة مغلقة اليوم خلال ساعات للتشاور بشأن تطور الأوضاع في اليمن. وكان هادي ندد في رسالة إلى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولي أمس السبت بـ”الأعمال الاجرامية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وحلفائها الذين يهددون ليس فقط السلام في اليمن ولكن السلام والأمن الإقليمي والعالمي”. وطلب من مجلس الامن “تدخله العاجل بكل الطرق الممكنة لوضع حد لهذا الاعتداء”. واقترح بان يفرض مجلس الأمن عقوبات على مثيري الاضطرابات وأن يصدر قرارا ملزما “يثني الحوثيين وحلفائهم ووقف اعتدائهم (..) خصوصا ضد مدينة عدن” التي لجأ اليها هادي بعد سيطرة الميشليات الشيعية على العاصمة صنعاء.
وكان الرئيس اليمني تعهد أمس بمواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في بلاده، ومحاولات «الحوثيين» نشر الفكر الشيعي في صنعاء، وقال في خطاب «لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل بالبلاد إلى بر الأمان، ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران (معقل الحوثيين) في صعدة بدلاً عن العلم الإيراني، لأنني أؤمن بأن التجربة الإيرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين جماعة الحوثي ومن يساندها، لن يقبلها الشعب اليمني زيدي وشافعي».
إلى ذلك قال مصدر عسكري رفيع في القاعدة إن الولايات المتحدة سحبت نحو 30 جنديا من قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن مساء الجمعة «إلى وجهة مجهولة»، موضحا أن «أميركا لا تريد التضحية بهؤلاء الجنود»، وذلك بعد اندلاع معارك قرب القاعدة بين قوات الأمن اليمنية وعناصر من تنظيم «القاعدة». وأضاف المصدر أنه تم سحب وحدات مكافحة إرهاب يمنية تتولى القوات الأميركية تدريبها وتتمركز أيضا في العند.
وبحسب المصدر ، فإن العسكريين الأميركيين كانوا يشرفون على تدريب الطيارين اليمنيين على شن غارات جوية على عناصر تنظيم «القاعدة». من جهة اخرى، أعلن دبلوماسيون السبت أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا خلال ساعات لبحث الوضع في اليمن. وسيعقد هذا الاجتماع بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تغرق بلاده في الفوضى.
المصدر: وكالات – الاتحاد